IX

3K 198 56
                                    

عزف هادئ حزين وهادئ
يملئ تلك الحديقة اليابسة ، اينما تخطو هناك
ستكسر احد الاوراق او احدى الاغصان

ستدب قدمك على ارض قاحلة لا يدخلها شمس ولا نور
حتى ضوء القمر قد اعتزل مزايرتها
لا تجد فيها بهجةً او سرور

ذلك العزف هو ما يؤنس صوت تكسر الاوراق والاغصان اليابسة مرافقاً لدموع صاحبه
مرافقاً لقهره وبؤسه وروحه التي ما عادت تحمل المزيد

يرفع رأسه الى السماء ينادي داخلياً اي احد اي شخص
اي الهة واي ملاك ليأتي ويخلصه من عذابه
وان كان الحل هو الموت فها هو يرحب به بأيديٍ معانقة

" طلبت مقابلتي ايها الامير "
يقاطع اصوات الحديقة المعتادة صوت مألوف الى تايهيونغ ، مألوف لكن يتخلله بحة مختلفة ، بحة لم تكن موجودة في اخر مرة تحدثا في اخر مرةٍ تقابلا هنا في نفس المكان امام نفس القبر

يستوقف عزفه وجلسة بكاءه ليمسح ابتلال خديه ويستقيم قابضاً على كفه مستجمعاً ما تبقى له من قوة
ليقابل الشخص الذي وبنظره سبب خراب حياته

ينظر اليه الى وجهه وعينيه
الى انفه وشفتيه
الى فكه وخديه
الى جميع معالمه والى كل ما اختلف فيه

لم يستغرب جونغكوك سبب عدم انحناء تايهيونغ له
وعدم تلقي التحية المناسبة لعظمته ، متذكراً ايام طفولته حينما قابله وانقذه لاول مرة ولم ينحني الى والده

" كيف حالك يها القمري "
يجفل قلب تايهيونغ بنبض مؤلم لسماع هذا اللقب
اللقب الذي اشتاق له والذي كرهه في نفس الوقت

لم يستطع الاجابة لانه لا يود ان يضعف كبريائه امام نبرة جونغكوك الحنونة نوعاً ما
كاد ان يفتح فاهه بادئاً بسرد شروط قبول زيجته

لكنه توقف متفاجئاً بجلوس جونغكوك على الطريقة التقليدية البحتة امام قبر والدته
ينحني رأسه احتراماً لقدرها ويخرج من جيبه زهرة اقحوان صغيرة واضعاً اياها بجانب اسمها

" كيف علمت انها تفضل زهور الاقحوان؟ "
" عند اول زيارة استكشاف لي بهذا القصر رأيت هذا القبر مع مجموعة زهور الاقحوان لذا علمت ان صاحبته تفضلها "

" اظنك تعلم سبب طلبي لمقابلتك جلالتك "
" اياً كانت شروطك سأنفذها وهذا وعد شرف "
" عليك ان تسمعني اولاً "

يبتسم جونغكوك بخفة ، اي جرأة يمتلكها الذي امامه لينظر له في عينيه مباشرةً ويقاطع حديثه ويرده رداً حنق بهذا الشكل

نـَسل الغـَجـَّر || 𝑉𝐾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن