الفصل الثامن

453 10 0
                                    

- هنا ستؤدي القسم يا جريج ، بعد ذلك يتم القيام بمراسم لبس خاتم الزواج ..
اعاد صوت القس هيلين الي الواقع و لم يكن من السهل ان يلاحظ احد اضطرابها و احمرار وجهها في ضوء الغروب فسعدت هي بذلك .. ألا يعتبر تفكيرها في اشياء شهوانية في هذا المكان خطيئة كبيرة ؟ و خاصة اثناء البروفة الاخيرة لحفل زفافها ؟ و عندما تفكر في رجل آخر ؟ انها تتألم بشدة منذ البارحة نتيجة للصور و الافكار الملحة التي تراود مخيلتها و خاصة بعد ان اغلقت الباب خلف هيرمان و لم تكف لحظة عن التفكير فيه فقد نجح خلال اسابيع قليلة في قلب حياتها رأسا علي عقب .. في قلب كل ما أسسته بنفسها ...
حتي الفكرة التي كونتها بنفسها عن نفسها ، انه لا يحبها من المستحيل ان يحبها لمجرد انه قضي معها ليلة عابرة منذ خمس سنوات مضت ! و لكن ما الذي تشعر به هي تجاه هذا الرجل هذا الغريب الحميم ؟ انها عاجزة عن مجرد التعبير عن ذلك .
و كم من الاحداث توالت خلال هذه الفترة لدرجة انها لم تعد متاكدة من اي شيء .
حتي مشاعرها تجاه جريج اصبحت مضطربة و متناقضة علي الرغم من انها حاولت تصفية الامور و توضيحها اكثر من مرة !
كما توسلتالي الله ان يغفر ما تعتبره خطيئة و لا بد من التأكد من قدرتها علي الوفاء بهذا الوعد قبل الاقتران بـ جريج و لابد لها ان تثبت لنفسها ان هيرمان مخطيء .
جريج العزيز .. ظلت تنظر اليه بينما كان يتبادل الكلمت المازحة مع القس ... انه طيب القلب ! و لا يمكنها ان تصدق انه لا يزال يحب امرأة اخري لم يرها منذ عشر سنوات ! و لكن هل اليس لا تزال تشغل قلبه بعد كل ما حدث ؟
و لكن الم يقم هيرمان ببناء هيكل لتعظيم ملاكه الشاهد الوحيد علي لحظة صدق حقيقة ؟ والآن هاهي ذي تواجه ذكريات حب مضي ان هيلين تفهم جيدا اه من الصعب التخلي عن ذلك عندما يكون الانسان مفعما بالأحاسيس و قد يبقي الفرد محبا لذكري شخص ما و لكنه لا يحبه هو شخصيا .
و منذ خمس سنوات نجحت هي في استمالة شخص غريب و الآن تحاول استمالة صديق و اخيرا قررت هيلين ان تؤدي هي و جريج بروفة لليلة زفافهما ...
انه لا يزال يجهل هذا القرار و لكنها قادرة علي اقناعه لقد اتخذت هذا القرار المهم بعد زيارة هيرمان لها في سوق فيكتوريا بارك و في هذا اليوم تركت هيلين هيرمان و ذهبت لأحدى صديقاتها اللاتي يعملن في التجارة لتنقذها من ورطة ما و كان محل صديقتها قريبا في المحل و عنئذ بحث عنها في السوق كله ثم عاد ليتحدث مع جيني لأكثر من ساعة قبل ان يقرر الرحيل و كانت هيلين تخاف مجرد مواجهته !
ومع ذلك لم تستطيع الاختفاء عن نظره كما انه يعلم انها تنوي الاقامة لدي عائلة جريج لمد اسبوع قبل اتمام الزفاف و خاصة ان الكنيسة لم تكن بعيدة عن المنزل و هكذا لم تستطيع رفض دعوتهم لها .. ان هيرمان نايت يستطيع التفاخر بأنه يجعلها منافقة و متكتمة لكثير من الامور ...
لقد رفضت تناول العشاء معهم في اليوم السابق للبروفة الزفاف ، و بعد ذلك قامت هانا لتحضير معا بروفة ثوب الزفاف و ثوبي جين و جيني وصيفتيها ثم عليها ان تتفقد هي و هانا كل شيء فيما يخص الاستعدادات لحفل الزفاف و خاصة الاستقبال الذي سيقام في المنزل كما ان جميع افراد عائلة جريج مدعوون لهذا الحفل و يجب دعوتهم فردا فردا عن طريق التلفون كما يجب ان يتاكدا ايضا من حضور كل شخص .
و عندما خبرها جريج انه ينوي قضاء الليلة مع اسرته لأن رائحة دهان منزله تسبب له الضيق قررت قضاء الليلة بين ذراعي جريج و هي الطريقة الوحيدة التي تمكنها من ابعاد ذكري هيرمان عن رأسها كما انه يمكنها بذلك العثور علي الهدوء و الثقة في كل مرة تواجه هيرمان .
و كل ما تتمناه الآن ان تنجح هذه التجربة .. كما نجحت التجربى الأولي ... لا بد من ذلك .
و بعد ان خرج الجميع من الكنيسة انتبهت هيلين فجأة الي أنها لم تستوعب اي شيء مما حدث اثناء البروفة حفل الزفاف .
و لكن لا بد لها من معرفة ما حدث يوم السبت ! و هكذا رحب نيكولا بالذهاب معها ثانية الي المذبح بصحبة صديقتها جين و في الناحية الخري كان الوصيف دوج سليرز يحاول استمالة جيني و عندئذ وضعت جيني ذراعها في ذراع جريج محاولة ابعاده عن الجميع قليلا .
- جريج .. لقد احضرت معي جزءا من جهاز العروس هذه الليلة ..
كان جريج يعلم انها تنوي قضاء الليلة السابقة للزفاف في منزل العائلة " نايت " و كما قالت هانا لابد من تزينيها و تدلليلها كما يحدث دائكا في اخر ليلة لأي فتاة قبل الزواج و بالتأكيد يسقضي جاك و سوزان و اطفالهما هذه اليلية معهم ... ان ضيافة عائلة نايت لا حدود لها .

ليلة عابرة للكاتبه سوزان نايبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن