الفصل التاسع

534 10 1
                                    

هبطت هيلين السلالم و دخلت الي المدبخ و هي تقول بسعادة بينما ترحب السيدة العجوز بقدومها بابتسامة :
- صباح الخير يا هانا !
فوجئت هيلين بـ نيكولا نايت جالسا علي المنضدة و هو يتمتم بكلمات غير مفهومة من وراء الجريدة ، انه مشهور بأنه يكون طيب المزاج في الصباح و يهتم كثيرا بقراءة النشرة الجوية ، كما يسرد ما ينوي عمله في الحديقة .
و كانت هانا تجلي امام زوجها و هي تمسك بفنجان الشاي و تشير الي هيلين بطريقة موحية ... هل ينويان الاهتمام بشؤون المنزل اليوم ؟ ان ذلك مغاير لعاداتهما و حقا لم تقابل هيلين زوجان متفقان الي هذا الحد ..فيما عدا هي و جريج ... و بينما كانت تنظر باهتمام كأنها تراه لأول مرة كانت ملامح وجهها تكشف عن ابتسامة رائعة ، الاشياء ، الاشكال ن الالوان ، كل شيء يبدو في عينيها اكثر تناسقا و اكثر لمعانا .
قالت هانا :
- يبدو انك في احسن حال هذا الصباح .. انا سعيدة لأنك قضيت ليلة امس ن فكان يبدو علي وجهك الارهاق كثيرا .
جلست هيلين و اخذت تعد الفطور الخاص بها و ما كان يزعجها ان تشعر – لشدة سعادتها – انها تبدو شفافة .
الحق انها لم تكن سعيدة بمعني الكلمة و لكنها مملوءة بشعور غريب و احساس رائع بالهدوء .. لقد انتهت مخاوفها و شكوكها ! و الآن يمكنها ان تسعد بزواجها و هي تنعم بالهدوء في روحها والانشراح في قلبها .
تناولت هيلين عصير البرتقال و بدأت تتناول فطورها و هي تستمع الي حديث هانا الهاديء انها تشعر بالحيوية و السعادة كم انها تتحرق شوقا لحضور جريج لرؤية وجهه في ضوء الصباح و لاكتشاف سعادته الشخصية .
هل يشعر هو ايضا بالسعادة بعد هذه الليلة التي قضياها معا ؟ فلم يعد هنام وجود لذكريات الماضية .
لقد ذهبت الي حجرتها بعد الامسية التي بدت لا نهاية لها و بعد ان دخلت الي الفراش امسكت بأحد الكتب حتي لا تفقد صبرها تماما و لكنها لم تستطيع التركيز في القراءة .
و هكذا قررت الاسترخاء في الظلام بحثا عن الراحة و الهدوء و لكن هيهات ان الساعة حوالي الرابعة .. هل يحتاج الي كل هذا الوقت ليحضر الي المنزل ؟ هل لـ جريج اهتمامات اخري تشغله اكثر من رغبته بها ؟ كلا ... انه يحبها ، و سيحضر ..
ربما لا يريد جذب انتباه والده فقط اذا اصر علي العودة مبكرا و لكن كيف يمكنها النوم و هي تشعر بكل هذا القلق و العصبية ؟
و فجأة انتبهت عندما وجدت من يقبلها بحرارة شديدة .
- جريج ..
رفعت يديها نحو جريج و كان عندئذ بجانبها في الفراش .
و فجاة اخذ يتحسسها بقوة و تملك ففوجئت هيلين بتعجله الي هذه الحد ، و الحق انها لم تكن تتخيل ذلك و ظنت انهما سيقضيان بعض الوقت اولا في الحديث و التقرب من بعضهما ..
- جريج ... انتظر ...
و هاهي ذي تستعيد هذا المشهد من جديد عندما التصق بها جريج و ضغط عليها بثقله و بقوة غريبة حتي كاد قلبها يتوقف عن الحركة فهي لم تعهده ابدا عاشقا رقيقا كما كانت تتمني دائما و اخذ يقبلها من جميع انحاء جسدها حتي شعرت هيلين كأنها وقعت في الفخ لدرجة انها ندمت علي قرارها هذا ، كان يمكنها الانتظار حتي يتم الزواج لكي يتلاشي كل مخاوفها و لكنها اثبتت له حبها بهذا القرار و جريج يستحق ذلك .. قالت الفتاة بيأس :
- جريج ... انتظر ...
انه يتجاهل المها و لكنها هي التي دعته الي فراشها ولو حاولت ابعاده عنها و الآن ، بالتأكيد فسيحقد عليها .. و لكن لابد من تهدئته بأي طريقة حتي يهيئ نفسه للاستماع اليها ، و لكن كيف السبيل الي ذلك ؟ لقد فاجأها اثناء نومها فلم تقو علي المواجهة ... لقد ظنته هيرمان خلال لحظات قليلة ...
من يعرف ، ربما لو نظرت الي ملامح وجهه الهادئة الأن فستفقد سيطرتها علي نفسها ؟
مدت هيلين يدها لتضيء النور و لكنها كادت ترمي بالمصباح عندما صرخ قائلا :
- كلا !
ثم امسك بذراعيها و انحني فوقها ليسيطر علي حركاتها فشعرت هيلين بشيء غريب و احساس جديد جعلها ترتبك فهمست قائلة :
- و لكنني ... اريد رؤيتك .
- كلا ... لست في حاجة الي رؤيتي ... و اكتفي بما افعله معك و بما تفعلينه معي ..
سرت قشعريرة في جسدها لدرجة انها عجزت عن الحركة فهمي لم تشعر ابدا بمثل هذا الاحساس .
اخذ يقبلها و يشدد قبضته عليها حتي فقدت سيطرتها علي نفسها تماما و كادت تصرخ طالبة منه التوقف ، كلا الاستمرار دائما ..
ثم همس في اذنها بصوت غريب :
- انا حبيبك ... حبيبك الوحيد الذي يرغبك ..
- نعم – آه .. نعم ..
كرري ذلك ... حبيبك الوحيد .

ليلة عابرة للكاتبه سوزان نايبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن