كان هو !
شدت هلين قبضتها علي الكوب و هي تركز عينيها علي الرجل الذي يقف في الطرف الآخر من البهو المزدحم بالناس تحت اضواء الساطعة لحمام السباحة .
كان يوليها ظهره و لكن خصلات شعره تداعب ياقة سترته الزرقاء و كانت مألوفة و مربكة لها .
و نسيت تماما ضيقها و مزاجها المعكر من سوزان الي احضرتها معها لحضور هذا الحفل الاسترالي المقام علي حافة حمام السباحة .
و كانت سوزان قد اصلات علي اصطحاب شقيقتها معها قائلة :
- من المؤكد ان هذا الحفل سيجعلك تغيرين افكارك !
و لكن هذا الحفل لم يفعل شيئا سوى مضايقتها اكثر و شعرت بأنها تمل من مجرد رؤية اي رجل علي هذا الكوكب الا هذا الذي تركته و رحلت ...
و هناك بعيدا عن حمام السباحة توجد ملاعب تني و الاسكواش و ملاعب الاطفال حيث يتنزه الاطفال بصحبة المربيات الفلبينيات و هذا شيء مألوف بالنسبة للسيدات اللاتي يردن النفرغ لأزواجهن رجال الاعمال امثال جاك .
و كانت هيلين تقضي اوقاتها في التنزه مع كارولين و مايكل و ليزا و لكنها لم تنجح في التخلص من حزنها و قلقها اللذين يفسدان عليها اي متعة .
و لكن هل نجحت هانا في حل هذه المشكلة كما قالت لها ؟ و هل صفح عنها جريج فعلتها ؟
و الحق انه بعد ان افاق من سكره فهم ان هيلين قررت الغاء الزواج و حاول ان يعبر عن حزنه لأنها خدعته ثم اخذ يكيل لها الاتهامات و لكنه لاحظ انها لم تحاول الدفاع عن نفسها او مجرد النطق بكلمة واحدة فغضب كثيرا ثم اخذ يلعن جميع السيدات و الفتيات علي وجه الارض .
وعندئذ قالت لها هانا :
- سيهدأ بعد قليل .
ثم قامت هانا بالاتصال بـ هونج جونج و حجزت لها في الطائرة المتوجهه الي هناك في اليوم التالي و لم تفصح لـ هيرمان عن اي شيء مما ينويان عمله و اخيرا قرر هيرمان ان يترك فرصة لـ هيلين للبحث عنها في اليوم التالي ليكتشف انها رحلت .
و كانت تعتقد انه سيتصل بها تلفونيا فور وصولها و ربما يسافر اليها و لكن الايام تمر دون اي بارقة امل و هنا قررت هيلين مواجهة الحقيقة انها لن تراه ثانية .
فجاة عادت هيلين الي الارض الواقع فاكتشفت ان الرجل الذي كان يقف هناك اختفي تماما ... بالتأكيد لم يكن هو ، لم يكن هيرمان زز لابد لها من التخلص من هذا الوسواس حتي لا تصاب بالجنون .. لقد تركته دون كلمة واحدة دون ان تترك له رسالة ... فلماذا يهتم بالبحث عنها ؟ ربما عاد الي نيويورك ليغرق نفسه في تأليف كتاب جديد .
انها تلوم نفسها لتسرعها في الرحيل قبل معرفة العواقب هذا التصرف .
من المؤكد ان هيرمان يحتقر جبنها .. انها لم تخبره ابدا انها تحبه .. لماذا لم تواتها الجرأة لتعترف له بما تشعر به ؟
انها تكن له حبا عظيما و ليس العكس ن لقد تصرفت بطريقة مؤلمة .
- هل تريدين قضاء الليلة معي ؟
تركت هيلين الكوب فجاة فوقع علي الارض الف قطعة فلطخ الحذاء الباهظ الثمن الذي اشترته في الصبح بناء علي نصيحة شقيقتها سوزان .
همس هيرمان و هو ينظف البقع التي تناثرت علي سرواله الازرق اثر وقوع الكوب :
- ان ذلك يفتقر الي الرومانسية ، اليس كذلك ؟
قال سوزان التي كانت تقف بجانب هيلين :
- هل سمعت جيدا ما قلته الآن ؟
ابتسم هيرمان وهو يتأمل وجه هيلين ثم قال :
- لقد سألت هذه المرأة ان كانت توافق علي قضاء الليل معي .
كان يمكن لسوزان ان تتصرف بطريقة رهيبة و لكن رؤية هذا الرجل الوسيم الانيق الذي يرتدي سترة علي احدث موضة جعلتها تهدأ بعض الشيء .
و كانت هيلين تتطلع اليه بعنين واسعتين و لكنها دهشة جدا ..
اجابت سوزان بثبات و هي تسحب هيلين بعيدا عنه :
- حسن ن ذلك لا يهم هذه المرأة .
و لكن هيرمان تحرك عدة خطوات ليلحق بهما ، فقالت سوزان معترضة :
- يكفينا هذا يا سيد ! انها حزينة بما فيه الكفاية و ليست بحاجة الي سماع كلمات شخص مغامر مثلك !
- حقا ؟ حزينة ؟
هزت هيلين رأسها وهي تضع يدها علي صدرها ..
ان قلبها يكد يقفز من مكانه !
- يجب ان تستعيني برأي شخص مجرب .. فالحزن خطير جدا و خاصة عندما يحاول الفرد تحمله وحده .ثم ابتسم بطريقة مثيرة و قال مؤكدا :
- ولكنني املك كفاءة لا مثيل لها في علاج هذه الآلآم .
اجابت هيلين بصوت اجش :
- في الفراش ؟
- هيلين !!
شعرت سوزان ان اختها تتصرف بطريقة غريبة .
- هل تقيم هنا يا سيدي ؟ هل لديك دعوة ؟
قال هيرمان دون ان يجيب عن السؤال الموجه اليه :
- في الفراش ، بعيدا عن الفراش ، في اي مكان ..
- اسمعني يا سيد ، لو لم تبتعد فورا فسأبلغ رجال الامن ...
- انني اقيم في جناح في الـ هيلتون .
ثم اخذ يفتش في جيب سترته دون ان يرفع عينيه عن وجه هيلين .
- ها هوذا مفتاح حجرتي ... لو شعرتي انك بحاجة الي وقت للتفكير .. فأنا لا اتعجلك ، و سأنتظرك طوال عمري .
انفجرت سوزان قائلة عندما وضع هيرمان المفتاح في يد هيلين :
- ما الامر بحق الشيطان ؟
و لكن هيلين نظرت الي المفتاح المعدني في يدها ثم شددت قبضتها عليه كما لو كان كنزا ثمينا .
انه مفتاح الحياة ، مفتاح الحب ن مفتاح باب السجن الذي وضعت نفسها فيه بأحزانها و شكوكها .
قالت سوزان :
- يبدو ان شقيقتي تلقي نفسها ين ذراعي اول رجل يأتي اليها ؟ اين جاك ؟ سترين انه سينمعك من ذلك !
قالت هلين بهدوء :
- لست في حاجة الي التفكير سأحضر اليك .
ثم اعطته المفتاح ، فقال لها هيرمان بصوت حاد :
- لا اريدك ان تخطيء فهم شيء لا اقصده ، و افضل ان تتضح الامور امامك فورا : انني لا ارغب في مشاركتك الفراش طوال الليل و النهار فقط بل بقية حياتي ..
قالت هيلين بصوت مرتعش :
- آه ؟
انها تؤدي هذه اللعبة تحت مرأى و مسمع من سوزان المسكينة و عندئذ اقتربت منها سوزان و همست في اذنها :
- هيلين ! ارجوك لا تزجي بنفسك في الامر ! الا ترين انه شيطان ؟
و لكن هيرمان تابع حديثه قائلا :
- اريد الزواج منك .
- شيء طبيعي و انا موافقة .
ولأول مرة ابتسمت بينما لمعت عيناها ببريق خبيث و قالت :
- بعد ان حاولت استمالتك بهذه الطريقة ن لابد لي من رد اعتبارك بالزواج منك .
سألتها سوزان في قلق :
- هيلين ، هل تعريفن هذا الرجل ؟
اجاب هيرمان مبتسما :
- لقد اخذت وقتها و لكنها وصلت اخيرا ، انت سوزان علي ما اعتقد ؟
ثم استولي علي يدها و صافحها بحرارة .
- اقدم لك نفسي : هيرمان نايت .
- هيرمان ؟
اخذت سوزان تنظر اليهما الواحد تلو الاخر بعنين واسعتين ثم قالت لـ هيلين :
- هذا هيرمان ؟ هذا الذي ...
اكد هيرمان :
- نعم انا هو .
قالت سوزان بجفاء :
- حسن ... لا يمكن ان اقول انك متعجل ... والا لماذا لم تستقل اول طائرة قادمة الي هنا ؟
اجاب هيرمان بهدوء :
- كان لدي بعض الاشياء اريد تسويتها اولا .
تقلصت هيلين و قالت :
- جريج ؟
- وما شأنك بهذا ؟ هل تريدين الحصول علي موافقته ؟
هزت هيلين رأسها بدون تردد فتنهد هيرمان و قال :
- كنت اظن انه سيهاجمني و لكن ذلك لم يحدث فقد اكتفي بجعل الحياة مستحيلة لاسرتنا خلال هذه الايام الاخيرة كما لو كان والداي غير حزنين لالغاء الزواج ..
همست هيلين كانها مذنبة :
- كنت اعرف ان الواجب يحتم عليّ الانتظار .
- كلا كان من الافضل ان تبتعدي عن المنزل في هذه الفترة يا عزيزتي ، كما انني ساعدتهم .. بكل سرور ...
ولقد رحل جريج الي استراليا امس ... لنقل مثلا انه ذهب لزيارة جوش و ربما يستطيع ان يجد هو و اليس و السعادة اخيرا .
- وهل سيضايقك بهذا ؟
نظر هيرمان اليها بدهشة ، ثم لف ذراعه حول خصرها و جذبها نحوه وهو يتحسس خصلات شعرها الاسود فاقتربت منه و التصقت به
و قال لها :
- هل تعرفين انك جعلتني اعيش في جحيم خلال هذه الاسابيع الاخيرة ؟ والآن يا ملاكي امامنا متسع من الوقت لأصلاح ما حدث و العيش في سلام .
قالت له هيلين نعم بعينيها و بعد ان اشارت لـ سوزان مودعة اياها ، رحلا معا الي فندق الـ هيلتون .النهاية
أنت تقرأ
ليلة عابرة للكاتبه سوزان نايبر
Любовные романыالملخص مفاجأة العمر يبحث عنها منذ خمس سنوات . . . امرأة من نسج احلامه . . ملاك ، دون اسم ، نجح في هدفه الليلة في تبديد ظلام حياته الي الأبد ، حلم الصين .. حلم ليلة . . و أخيرا وجدها . . مبتسمة و مشرقة ، كانت هنا أمام عينيه . . خطيبة شقيقه الرواية من...