الفصل الرابع

463 10 0
                                    

تنهدت هيلين و هي مقطبة الجبين بينما كانت تجلس امام المائدة الخشبية الصغيرة و قد وضعت عليها قطعا من الأقمشة المختلفة الألوان و كان ما يشغلها هو صنع بلوفر من هذه الاقمشة و لكنها لم تنجح حتي هذا الوقت .
- يا لها من ليلة سيئة !
ثم رفعت عينيها لتري الوجه البرئ الجالس امامها كانت جيني فتاة شقراء مرحة و الحق ان هيلين كانت تعشق العمل معها .
- لنقل انها كانا ليلة متعبة .
رفعت جيني حاجبيها و قالت :
- مع شخص من ظراز جريج أظن الليلة الهادئة تصيب بخيبة أمل اليس كذلك ؟
كانت ابتسامة جيني تدل علي حيوية و سعادة مما جعل هيلين تشعر اكثر ارهاقا و عندئذ سمعت الفتاتان ضوضاء في الناحية الاخري من المحل اي من وراء الستاءة التي تفصل بين الـ اتيليه و المحل فنهضت جيني و قالت و هي تتجه بحماس نحو الطرف الآخر من المحل :
- ستحكين لي كل ما حدث بالتفصيل اثناء تناول الغداء .
كانت تقصد الاحداث التي جرت لها و التي جعلتها تظل طوال الليل ساهرة بلا نوم ارتعدت هيلين بمجرد تذكرها ذلك .
لقد فكرت في حوالي منتصف الليل ان تتصل بشقيقتها في هونج كونج و فعلا اتصلت بها و لكنها عرفت ان سوزان تنوي الخروج مع زوجها لقضاء السهرة في الخارج بعد ان اطمأنت علي اولادها .
و علي الرغم من سعادة سوزان لسماع صوت شقيقتها الا انها ارادت الحديث بسرعة و كان ذلك واضحا و مع ذلك نجحت هيلين في الحصول علي بعض المعلومات من شقيقتها بشأن ماضيها .. و عرفت انها بقيت في فندق هيلتون في هونج كونج لمدة يومين مع شقيقتها قبل السفر الي انجلترا لإجراء العملية ..
و كان جاك انذاك في طوكيو يعمل في احد فروع هونج كونج المؤقتة حتي تستطيع سوزان السفر معه عائدين الي الولايات المتحدة .
و قالت لها سوزان :
- اتتذكرين عندما تكفلت الشركة بكل المصاريفك .. فقد كنت انذاك في حالة سيئة و كنت قلقة جدا بشن الجنين و بشأنك ..
ثم وصلت انت و فوجئت عندئذ بهدوئك و شجاعتك ... و كنت غاية في الضعف و كان شعرك ... ما حدث انك التي طمأنتيني و ليس العكس كما كان مفروضا ... و لكن لماذا تريدين معرفة كل ذلك ؟
اجابت هيلين :
- حسن ... لقد تعرفت علي شخص يدعي انه تقابل معي هناك في العيد ... و انا لا اتذكر ذلك .
- - آه تريدين ان تقولي انك نسيا ذلك ! و انا التي اعتقدت انك تريدين تكتم امر حماقتك هذه ...
- حماقتي ؟
- ممم ... اي ! اعذريني كنت احاول وضع دبوس في شعري بيد واحدة ... و الآن ... نعم ... لم أكن اجرؤ علي الابتعاد عن الفندق حيث كنت اعاني الغثيان ، كما كنت اخشي ان اسبب لك ضيقا و كان يبدو عليك انك تريدين قضاء وقتك كيفما تتمنين ! لذلك اععدت لك بعض النزهات و في اليوم التالي ذهبت لقضاء العيد في الخارج .. و لم تعودي قبل حلول الليل و كان الوقت عندئذ يسمح لك بالكاد باستقلال الطائرة في الصباح .
- سوزان ! لماذا لم تخبريني بذلك ؟
- لانني كنت اعتقد انك تعرفين كل ذلك ! و ما قيمة كل هذا الآن ؟ انها قصة قديمة !
- و لكن ... ربما كنت قلقة ...

- لقد قلت لي يا عزيزتي في المطار قبل سفرك مباشرة : ان العلاج الكيميائي يجعلك عاجزة عن استيعاب بعض التصرفات بصفة مؤقتة .. كانت هذه كلماتك بالحرف الواحد .
- آه !
- و انه لا داعي ان اقلق نفسي في هذه الامور و في نتائجها الصغيرة .
- انا لا اصدق انني قلت كل هذا .
- ارجوك لا تكوني غبية ! لقد كنت تضحكين و قلت لي : انك قضيت اروع ليلة في حياتك ... و كنت سعيدة اثناء ذهابك فقد كنت في الرابعة و العشرين من عمرك و لكنك ناضجة جدا ... و اعتقدت عندئذ انه من حقك ان تستغلي كل لحظة في حياتك قبل استقبال كل ما كان ينتظرك ... لو كنت اعرف وقتها من فتي الاحلام هذا لأعطيته نيشانا و لتذهب توصيات امي الي الجحيم !
اخبريني يا هلين ...
ثم اضافت بجدية :
- هيلين لا تخبري جريج بكل هذا ن فذلك خطأ كبير و نصيحة لا تحاولي ان تعرفي اي شيء عنه او عن ماضيه فلابد ان له بعض المغامرات كأي شاب اخر في مثل سنه و الزواج يا عزيزتي رحلة طويلة يجب ان تبدئيها بصدر رحب !
و علي كل حال بما انك لا تتذكرين اي شيء مما مضي لا داعي إذن لأن تعذبي نفسك بهذه القصة .
بعد انتهاء المكالمة لم تستطيع هيلين ان تهدأ او ان تتخذ قرارا يحدد تصرفاتها المقبلة .. لو تستطيع تذكر ما حدث بينها و بين هيرمان فقط خلال هذا اللقاء القصير ... ربما تتمكن بعد ذلك من نسيانه و لكن فكرة

ليلة عابرة للكاتبه سوزان نايبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن