قالت ابنة عم جريج :
- صدقيني ، انا لا اتقبل ابدا فكرة طلبه منك لأن تتركي عملك لكي تتفرغي للبيت و تربية الاطفال كنت اعتقد ان جريج يفكر بطريقة اكثر مدنية !
بدأت هيلين تندم لأنها طلبت من جوزفين رأيها في دور المرأة في الحياة الزوجية فقد أخذت هذه الفتاة – التي لا تزال طالبة في كلية الحقوق - علي عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق المرأة المكتسبة و ظلت طوال ربع الساعة تقريبا تلقي الخطبة عن حقوق المراة الحديثة وواجباتها .
منتديات ليلاس
و لم تكن هذه أول أخر دعوة تتلقاها هيلين ! فقد حضرت عائلة نايت جميعها الحفل المقام علي شرف عودة هيرمان و لم تكن هيلين قد تعرفت بعد علي جميع افراد العائلة و الحق ان بعضهم كان ينظر اليها و الي جريج نظرات عدائية لعدم اعداد حفل خاص للخطبة لدعوتخم جميعا كما اعتبر بعضهم هذه الزيجة فائلة و أخذو ينظرون باستنكار الي هيلين التي اسأت اختيار الثوب الملائم لهذه المناسبة فارتدت ثوبا واسعا جدا .
قالت هيلين مازحة :
- آه يبدو رجلا متسامحا و لكنه في الحقيقة لا يزال متمتعا بعقلية بدائية .
شعرت جوزفين ان هلين تخدعها فقالت بحدة :
- هيلين ...
و لكنها تماسكت و ابتسمت بخبث ثم صاحت قائلة :
- تانت ماري ! ان هيلين هنا و هي تتحرق شوقا لتبادل الحديث معك ! !
كان الوقت قد تأخر لتجنب هذا الحديث ! فقد اتجهت نحوها القبعة المزينة بالأزهار المتعددة الألوان و الحق ان تانت ماري عندما تحدد هدفها لا تتراجع عنه ابدا .
قالت جوزفين في ابتسامة عذبة :
- اعتقد ان امي تناديني ن هلين .. كوني لطيفة مع تانت ماري و ستشعرين بسعادة بالغة في الحديث معها فهي تشترك معك في آراء كثيرة بشأن دور المرأة في الحياة !
و الحق ان تانت ماري – عميدة العائلة – لديها قدرة علي اثارة المشاكل في اقل وقت ممكن كما انها تتقن توجيه الملاحظات اللاذعة و لم تكن هيلين قد تقابلت معها من قبل و لكنها سمعت ما يكفي لكي تفكر في تأخير فرصة لقائهما بقدر المستطاع .
قالت تانت ماري ذات الثانية و التسعين من عمرها في صوت كأنه تنبيه :
- هل تريدين تجنبي يا صغيرتي ؟ عل هناك ما تنوين اخفاءه عني ؟
تمتمت الفتاة و هي تشعر بالأبتسام من حولها :
- كلا بالتأكيد !
- انا لم اتزوج ابدا ، فقد توفي خطيبي في جاليبولي و لم أجد بعده من يتحمل المقارنة كما انني لا اؤمن بالزواج من اجل الزواج فقط و الآن لماذا تفكرين انت في الزواج ؟
- لانني احبه يا تانت ماري .
- هل انت حامل ؟
كان صوتها حادا مما جعل الجميع يلتزم الصمت حولها .
تمنت هيلين لو تختفي فور الا اذا جاء جريج لنجدتها !
و كانت – للأسف – آخر مرة رأته فيها عندما كان في المطبخ يقف مع ابناء عمومته يتبادلون الحديث بشأن قيامه بوضع حد لحيته الصبيانية .
فأجابت هيلين في ضيق :
- كلا .
ردت تانت ماري بصوت حاد :
- كلا ؟ حسن اريد مزيدا من التوضيح .
ثم غمزت لها بإحدى عينيها و قالت :
- هذا ما يخرس الألسنة ، فهناك ثرثة دائمة في العائلة ! و لا يمكن ان يقول لك اي انسان فيم يفكر في وجهك و لكنهم لا يكفون عن الحديث في ظهرك .
اجابت سوزان باسلوب جاف :
- ربما من الافضل ان اكتب علي بطاقة الدعوة : انه ليس زوجا اضطراريا .
- لا يا صغيرتي لا تكوني متشككة الي هذا الحد ! انها غلطتك فعندما يتم الزواج بسرعة شديدة كما في حالتكما يتسبب ذلك في اثارة تعليقات البعض .
- و هل انت مسؤولة عن تحقيق هذا ؟ اي انهم قامو بترشيحك لهذا الدور ! لقد خيبت أملي يا تانت ماري كنت اسمع انك حازمة في آرائك .
بدا الضيق في عيني تانت ماري الزرقاوين الشاحبتين عندما سمعت اصوات الضحكات تعلو من حولها .
- لم تكن هذه مجرد مجاملة يا بنيتي .. فانا اعرف كل ما يحدث كما اعرف الطريقة التي ينظر بها البعض اليك و التي تنظرين بها الي الجميع فربما اكون متقدمة في السن و لكنني لست عمياء لقد تعرفت علي اريك منذ الطفولة و كبر حبنا معنا و لكنني اعرف ان ذلك لا يحدث الان و في معظم الأحيان لا ينظر المرء امامه فيصطدم بأحد ما ثم يقع ... و لا يجد بعد ذلك مخرجا و هكذا قدرت الوضع بالنسبة لك و لـــ هيرمان
كاد الكوب يقع من يد هيلين و هي تقول :
- جريج ! تقصدين جريج يا تانت ماري !
- حقا ؟
تظاهرت عيناها الخبيثتان بالبراءة و شعرت هيلين ان خطاها مكشوف للجميع كأنه مكتوب بحروف من نار ...
هل كان ينتظر هيرمان ؟ في هذه الحالة لابد من تجنبه و لكنها لم تراه ثانية بعد نزهتمها معا في فيكتوريا بارك بالاضافة الي ان جريج اصبح يرفض تماما فكرة خروجهما ثانية مع هيرمان و اي شخص ولو كان يسيطلا علي عدواته لأخيه فذلك مراعاة لواديهما فقط .
قالت هيلين باصرار :
- سأتزوج جريج يا تانت ماري فانا لا اعرف هيرمان الا منذ قليل .
قالت السيدة العجوز بدون ان تبدي اي اهتمام لاعتراضات هيلين :
- بالتأكيد فلم تكن اليس المرأة الملائمة له ... علي الاقل في هذه الفترة .. ذكية و لكنها ليست لئيمة اما انت فعلي العكس من ذلك تبدين فتاة صغيرة ماكرة كما انك تحبين الرحلات اليس كذلك ؟ و تحبين التغير اما جريج فلا .. و لو لم يكن قد تورط في هذه المأزق لكان الآن سعيدا ينعم بالهناء العائلي و الحق ان اليس قد خدمت الاثنين بفرارها و لكنها اشعلت النيران بينهما قبل رحيلها و مازلت تشعتل الي الآن ..
بالتأكيد هيرمان مشهور بنجاحه في اطفاء الحرائق و لكنه لا يزال حيا و يحاول القاء بعض الشرارات من جديد ، هل انت سريعة الاشتعال من جديد يا صغيرتي ؟
كادت هيلين تفقد اعصابها قائلة :
- انا لا اهتم بمن يحاولن اشعال الحرائق .
لحسن الحظ نادى نيكولا في هذه اللحظة بأن اللحم قد تم طهوه فقرر الفضولييون التوجه لنتاول الكطعام الموضوع علي الموائد المصفوفة بجانب الاشجار .
أنت تقرأ
ليلة عابرة للكاتبه سوزان نايبر
Romanceالملخص مفاجأة العمر يبحث عنها منذ خمس سنوات . . . امرأة من نسج احلامه . . ملاك ، دون اسم ، نجح في هدفه الليلة في تبديد ظلام حياته الي الأبد ، حلم الصين .. حلم ليلة . . و أخيرا وجدها . . مبتسمة و مشرقة ، كانت هنا أمام عينيه . . خطيبة شقيقه الرواية من...