الاشقر الغريب

254 16 0
                                    

الشعور بالفرح والحزن في نفس الوقت اعتادت عليه رينا ، أيقنت ان ذلك اجمل من يحزن الشخص فقط او ان يحزن لوحده ف ان لم يكن لك صديق في ايام حزنك ف ما جدوى الصديق ، ماجدوى الشتاء بدون المطر ما جدوى هواء سانتا مونيكا العليل ان لم يداعب وجوهنا ، اكملت طريقها تحاول رسم تلك الابتسامه الزائفة فالموقف السابق يستحق ذلك.
مشاجراتها طوال اليوم مع جيسيكا كانت وكأنها شحن لماضي الذكريات ، اشتياقها لها لا يخطئ فيه اثنان لكن أوامر جون الصارمة كانت فوق عنادها ، لم تطل التفكير كثيراً في كيف سيغضب جون عليها لتخلفها عن الرجوع حتى المساء جعلت هذا للحظته، لطالما كانت مطيعة طوال تلك الفترة الصارمة كانت كل ماتريده ان تبدو الفتاه المثالية امام جون، لم يسعفها قرارها فالتفكير لا زال مزعجا حتى وصلت للمدخل ، تمنت ان توصلها أقدامها للغرفة قبل اكتشاف خدعتها اللتي ستنظمها حينما قاطعها ذلك الصوت اللاذع "

" وانا اللذي ظن بأنك تغيرتِ ، لكن صاحب العادة لن يترك عادته "

"اوه ج-جون ! اعتذر ، لقد أمضيت يومي اعتذر ، اعتذر لكم لأنكم الأشخاص المهمين في حياتي لكن الا يجب ان اقضي بعض الوقت وحدي ؟ ف أنتم لا تعرفون بما اشعر حاليا " اعتصرها الألم لقولها هذا اعتادت قول مثله لدون فقط ، سمحت للدموعها لان تنهمر هذه المره " هل علي ان افرح لان ابي يكرهني ام ان أتسائل هل انا حية ام هذا العالم يخدعني "

جعله أمرها اللامعهود يتسائل " عن اي عالم تتحدثين "

" عالمك جون ! ظننت اني سارتاح في دخولي لعالم جديد ، خدعتني آمنية ميلادي حينما اوهمتني بعالم افضل ، لكن لازال كره ابي يلاحقني ، والعتابات تقذف فوقي"

استمر جون بالصمت علها تنطق اخر كلماتها ، كان دخول دون غير مفاجئ حينما كان صراخها يتردد في أنحاء القصر اقترب عله هو الآخر يفهم " رينا مالامر "

قاطعه جون برده البارد " يبدوا انها اخيراً سئمت وجودها هنا"

" جون مالامر"

" انا احاول معرفة ذلك"

أدارت وجهها نحو جون " جون ، لو كان هناك شخص سيقتلني .. اعني سأقتل .. ماللذي ستفعله حيال ذلك؟"

" هل تحاولين قياس اهتمامي بك في هذا السؤال ؟"

أجابت بشي من الصراخ وسط دموع تخونها كل لحظه " وهل علي ان اسئلك ان كنت تهتم لتردعني في كل مره ؟ "

" ليس مظطرة ان تسئلي اذن"

نظرت بيعيونها اللامعه وسط دموعها " انت قاسي جون ، انا أعاني ، أليس عليك ان تسئل ماخطبي اولا !"

" وهل كنتي ستقولين في المقام الاول "

" انا اكرهك جون "

" جيد "

لم يجعلها رده يشعرها بالرضا بل عكس ذلك " انا اعني ذلك!"

" لاتصرخي رينا!"

" بل ساصرخ اكثر ، اكرهك وأكره قصرك البارد اللذي يبدو مثلك خاوي تماماً ، انت لا تعرف ماذا يدور حولك فقط تستمر في إلقاء أوامرك ال- .."

لم يكن ليوقف تلك الصرخات صفعة جون فقط بل صدمة كونه هو فعل ذلك ، اشتعل خدها باللون الاحمر جراء الصفعه لم تحرك رأسها حينما تحرك يميناً اثر الصفعه فقط توقفت دموعها ، لم يكن دون ليتحرك هو الاخر كان ساكنا من هول الموقف ، لم تدر رأسها لتطلب التفسير ، ركضت مسرعه من بينهم ، عدم تحرك جون أعطى إشارة للحراس لربما لاجدوى من منعها طالما لم يتكلم ، استطاع دون اللحاق بها لكنه اضاعها بين شوارع حي منزلها القديم ، لم يخطر بباله ان ربما تكون فيه ، أصبحت هي تتوسط ارضية منزلها بيأس الشعور البغيض اللذي كرهته يسكنها في هذه اللحظه " لماذا ياجدي ، لو لم ترحل لما حصل لي هذا ، امي ثم ابي ثم انت .. ثم جون .. الجميع يعشق التخلي عني"

"انتي تستبقين الأمور ، لم يتخل عنك الجميع ، ليس جميعهم على حد علمي "

استدارت للصوت بفزع ، حاولت التقاط ملامح ذلك الشخص لكن كل ماتراه قناع اسود فوق وجهه بشعره الأشقر ، عيناه وفمه كانو مؤلفين لها يذكرها بابتسامة ساخرة، ضمت ثوبها بخوف " م-من انت "

اقترب لينحني لتلك اللتي تغرق في بكائها وحزنها الأسود ، رفع يده يضعها على رأسها بحنان " انت ستكونين دائماً في أمان مادمت حيا"

رفعت رأسها تتسائل اي رد غريب من شاب غريب مرة اخرى ، عيناه اللتي تتزين بذلك القناع ، يخفي ملامحه خلفه لكن القناع لم يستطع اخفاء جمال عينيه " من ا-انت "

" لازال سؤالك هذا مبكرا "

I Love You But I Can't Say itحيث تعيش القصص. اكتشف الآن