الفصل الحادي والعشرون

1.6K 139 46
                                    

الفصل الحادي والعشرون

كانت تقف في شرفة حجرة طفلتها تطالع غيوم اعتلت السماء في هذا الصباح الباكر لتعكس مزاجها المكفهر، لقد انبلج الصباح ولم تنل قسطاً من النوم بعد، طالعت محيطها لا تدري هل هي بقايا ليل بارد أم برودة قلبها ما أرسل قشعريرة علي طول جسدها،تمر الدقائق متثاقلة وشعاع من شمس يحاول اختراق الغيوم والشروق علي وجهها.. تُري ان فعل هل ستشرق السعادة بروحها مجدداً؟ لم تنم في غرفتها الليلة الماضية تشعر بالحزن جراء ماوصلها من شكوك في نبرات زوجها، جاءها في منتصف الليل مطالباً إياها بالعودة إلي غرفتهما فأبت مشيحة بوجهها عنه، آلمها عدم اعترافه بخطأه والاعتذار عنه فلم تستطع الغفران والعودة معه إلي حجرتهما رغم أنها لا تستطيع عنه فراقاً..دلفت إلي الحجرة حين سمعت تململ الصغيرة في نومها، اقتربت منها تتأملها بحنان، تشبهها كثيراً صغيرتها ولكنها أخذت منه لون مقلتيه ولكم تحب عينيه وتحبه..رُغماً عنها وجدت دموعاً تغزو عينيها وتتساقط علي وجهها، سقطت دمعة علي وجنة الصغيرة فمالت تمسحها بحنان قبل أن تستقيم حين سمعت الباب يُفتح ويُطل منه وليد بهيئة مزرية وكأنه قضي ليلته يتقلب ذات اليمين وذات الشمال، انقضي مضجعه مثلها بأنين الفراق،اشتبكت العينان بمشاعر قوية عصفت بهما، تأمل دموعها بندم قبل أن يقترب منها بسرعة يسحبها إلي صدره ويحتضنها بقوة يدفن رأسه في حنايا عنقها فاستسلمت لعناقه المشتاق وقد ذهب عنها كل غضب وحنق وحزن ماإن همس جوار أذنها :
_وحشتيني.

اكتفت بتنهيدة تخبره أنها إشتاقت له بدورها فزاد من ضمها  مردفاً:
_أوعي تاني تسيبي مكانك جنبي مهما حصل مابينا .

خرجت من حضنه تطالع عينيه تري عشقاً خالصاً بهما دون أدني شك فوجدته نقياً خالي من الظنون لتشرق ملامحها، مسح بثغره دموعاً علقت بأهدابها وهو يقول بكلمات نادمة:
_آسف.. حقك عليا.. سامحيني.. مكنش قصدي، أنا بحبك قوي ياميسون بحبك وبغير عليكي بس مش هسمح لغيرتي تعميني عن حقايق مآمن بيها ومش ممكن أي حاجة في الدنيا تقلل إيماني ده.. وأول حقيقة هي حبي ليكي وحبك ليا وأخلاقك اللي شدتني ليكي من أول ماشفتك.. عشان خاطري سامحيني ياحبيبتي ومراتي وكل ماليا في الدنيا.

_مسامحاك ياحبيبي.

وصلته همستها الحارة وقد أثارتها لمساته الحانية لكل انش في وجهها وكلماته العاشقة فالتقط شفاهها في قبلة اجتاح بها روحها العاشقة فرحبت باجتياحه وقد نالت ماأرادت.. اعتذاراً وعشقاً.

____________________

كانت تأكل بنهم كما لم تأكل قط وهي تنقل بصريها مابين ابنتها ذات الوجه البشوش و ابنها مالك، لحظة.. مابال هذه التقطيبة التي اعتلت جبين الأخير وماباله يأكل بضع لقيمات بسيطة؟ تُري ماالذي يشغل باله؟ وجدت نفسها تسأله قائلة:
_مالك ياحبييي.. مبتاكلش ليه وليه بس مكشر بالشكل ده؟

انشق قلب القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن