الفصل السادس والعشرون
_أنا مش عارف أتأسفلك ازاي ياعمي علي اللي عمله الحيوان ده.. هو أكيد اتجنن بس انا مش عايز حضرتك تقلق منه لإنه جبان ولو حاول بس يمِسّك بأذي أنا مش هسكتله.
_أنا مش مهم يامالك.. المهم فيروز بنتي.. انت مشفتش بصلها ازاي؟دي بصة صياد شاف فيها فريسته.. بصة خوفتني عليها قوي.
قبض مالك يده بقوة يحاول السيطرة علي بركان من الغضب ثار بقلبه..
إلا هي..
إن مس شعرة واحدة منها فلن يتردد بإزهاق روحه في المقابل.. ما إن تمالك نفسه حتي قال بهدوء:
_وعد مني قصاد ربنا إن مفيش مخلوق ممكن يقرب من بنت حضرتك أو يمس شعرة منها طول ماأنا عايش.. لو وصلت هحميها بروحي.ربت مصطفي علي يده يقول بامتنان:
_ربنا يحميك ياابني.استندت فيروز بظهرها للباب ترفع يدها إلي قلبها تطالبه بالهدوء، بضع كلمات منه أثارت خفقاتها بالكامل وهزت كيانها.. حزم واصرار وصدق نبراته مسوا قلبها فأحاطوه بمشاعر عديدة في هذه اللحظة.. مشاعر أثارت اضطرابها وجعلتها توقن من شيء واحد.. هذا الرجل الذي يجلس بالخارج مع والدها قد تسلل إلي قلبها رُغماً عنها.. يحتله رويداً رويداً وقريباً سيعلن قلبها الاستسلام لغزوه ويرفع رايته البيضاء معلناً إياه ملكه ومالكه.
______________________
نظر مراد في مرآة السيارة عاقداً حاجبيه قبل أن يستدير بها في الشارع الجانبي ليعاود النظر في المرآة فتزداد تقطيبة جبينه، زاد من سرعة سيارته حتي وصل إلي الشركة فأوقفها ثم نظر إلي المرآة فوجد تلك السيارة التي تتبعه منذ الصباح تقف علي مسافة بعيدة بعض الشيء، هبط من السيارة واتجه إلي الشركة يلقي بنظرة أخيرة تجاه السيارة الأخري قبل أن يدلف من الباب، بينما فتح مسعود السائق هاتفه وأرسل رسالة إلي ناهد يخبرها فيها بخط سير زوجها مراد ووصوله للشركة ليفاجئ بالأبواب تُفتح من الجهتين ويظهر اثنين من رجال الأمن لدي السيد مراد، يسحب أحدهم الهاتف من يديه ثم يسحبه من السيارة بينما يوجه له الآخر سلاحه قائلاً:
_مراد بيه عايزك.. امشي قدامنا من غير شوشرة أحسنلك.هز السائق رأسه بخوف وقد أُسقط قلبه بين قدميه هلعاً، يتقدم تجاه مبني الشركة يحيطه الحارسين بوجوه باردة قاسية أرسلت الرعب في أوصاله.
_____________________
كانوا يمرحون كثيراً في هذه اللعبة، يصرخون بأعلي أصواتهم فرحاً حين تعلو الأرجوحة علي شكل مركب ثم تهبط فجأة بينما شعر مالك بالقلق وقد وجد فيروز شاحبة الوجه تجلس أمامه بالجهة الأخري من المركب تغمض عيناها بقوة، يرتعش ثغرها الذي صار أبيضاً للغاية وكأن الدماء قد سحبت منه كلية، أراد أن يوقف اللعبة ولكن كيف السبيل إلي ذلك؟ وجد مدير اللعبة يتطلع تجاههم في هذه اللحظة فأشار له بإنهاء اللعبة وهو يشير إلي فيروز فتفهم الرجل في الحال مقصده وبدأ في إبطاء اللعبة حتي توقفت وسط تذمر اللاعبين، قفز مالك بسرعة من المركب قبل ان تتوقف تماماً واتجه إلي فيروز التي لاحظ أولادها المجاورين لها وغادة حالتها فبدأت كرملة في البكاء، تجمهر الناس حولهم فأمرهم مالك بالابتعاد قليلاً بينما تربت غادة علي وجنتها تقول بقلق:
_فيروز.. مالك يافيروز؟مالك ياحبيبتي.
أنت تقرأ
انشق قلب القمر
Acakبين ذراعيها وطنهم تحمل علي كاهلها همومهم وكلما ضاقت بهم الدنيا كان صدرها ملاذهم،إنها قمر بقلب أبيض ينير عتمة دروبهم.. تُري إن جاء يوماً وانشق قلب القمر كيف سيكون حالهم؟