الفصل الثاني والعشرون
_احنا آسفين يا ابني، بنتنا مش قليلة أبداً عشان نجوزها بالشكل ده.
_عمي....
قاطعها عمها قائلاً بحزم:
_اسكتي انتِ يامي.ثم أردف موجهاً حديثه إلي كرم قائلاً:
_انت عندك بنت ياكرم؟هز كرم رأسه نفياً قائلاً:
_أنا معنديش ولاد من جيهان.. كنا مأجلين الخلفة في بداية الجواز وبعدين سافرنا والحياة بعد كدة أخدتنا._لو عندك بنت كنت هتقدر موقفي، صعب قوي علي أي أب انه يدي بنته لواحد هيخليها طول حياتها عايشة في الضل، مش هتكون أبداً في مقدمة اهتمامه، لو كان الاختيار بين الزوجتين في أي شيء مهم في حياته هيختار اللي في النور ويفضلها وده هيقهر التانية ويكسر قلبها وفي النهاية هتدمر قصة الحب الجميلة اللي بينهم ومش بعيد كمان ينفصلوا.
_ياعمي أنا...
قاطعه العم قائلاً بحزم:
_مهما أنكرتوا الحقيقة الواضحة قدام عيونكم هتفضل حقيقة..حبكم اتحكم عليه بالموت نتيجة ظروفك ياابني، حتي لو دوامة الحب واخداها ومغمية عينيها فأنا من واجبي أحميها حتي من نفسها واختيار غلط ممكن يدمر حياتها.. أنا حقيقي معجب بيك كإنسان ورجل أعمال سمعته زي الفل بين أقرانه لكن كعريس بتأسفلك، طلبك مرفوض ياابني.نقل كرم بصره بيأس مابين العم وحبيبته التي ظهر عليها الحزن وامتلأت مقلتيها بالعبرات، قبل أن ينهض مغادراً بهيئة بائسة انكسرت خطواتها، تساقطت عبراتها وهي تحدق في طيفه الذي اختفي قبل أن تنظر إلي عمها الحزين بألم ثم تنقل بصرها إلي زوجة عمها التي حملت عيناها عطف وشفقة، نهضت واتجهت إلي حجرتها بقلب منفطر ودموع منهمرة من عينين شابهما مرارة الفراق..كادت زوجة عمها أن تتبعها ولكن عمها منعها وهو يقول:
_سيبيها يامديحة لحد ماتهدي وبعدين روحيلها واتكلمي معاها وفهميها بالراحة._طب ليه بس كدة ياجمال؟ ليه استنيت لحد ماجه البيت ؟ ليه مرفضتوش من الأول؟ البنت مخبتش علينا مشاعرهم وقالتلك انه جاي يتقدملها.
_مكنش ينفع أرفض من قبل ماأقابله وأتكلم معاه، كان لازم يفهم ليه جوازهم مستحيل وكان لازم مي تسمع مني الكلام ده قدامه وتشوف ضعفه وقلة حيلته.. أنا عرضت عليهم الحقيقة اللي بينكروها حتي علي نفسهم عشان يجمعهم بيت، البنت بتحبه ومشاعرها واخداها في تيار بعيد هيغرقها وهو راجل أناني، مش عايز يخسر حاجة، خايف يجرح مراته الأولانية وعايز يريح قلبه في نفس الوقت وكله علي حساب بنتنا وأنا مش ممكن هسمح بده ولو كان التمن اني أقف بينهم الاتنين وأحاربهم، بكرة هيتأكدوا اني كنت صح وساعتها هبقي عملت اللي يمليه عليه ضميري ويريح أخويا ومراته في قبرهم ويوم ماأقابله مش هنكسف منه لأ هرفع راسي وأقوله اني حافظت علي أمانته اللي سابهالي.
![](https://img.wattpad.com/cover/310435917-288-k366633.jpg)
أنت تقرأ
انشق قلب القمر
De Todoبين ذراعيها وطنهم تحمل علي كاهلها همومهم وكلما ضاقت بهم الدنيا كان صدرها ملاذهم،إنها قمر بقلب أبيض ينير عتمة دروبهم.. تُري إن جاء يوماً وانشق قلب القمر كيف سيكون حالهم؟