|| موت برائحة الكرز 🍒 ||

المقدمة

في البداية دائماً الصعوبة ..
بداية رواية تبحث عن أبطالها
بداية حبكة ترسم نفسها داخل خلايا عقلك
بداية سرد يجعلك تعيش مع حروفه التي تخطها
بداية حوار يخبئ بداخله ثغرات القصة
بداية طموح للانتقال من دور لا يرضيك
بداية تفكير فيما آلت إليه الأمور
بداية سقوط من القمة لتُسلي من في القاع
كأول ضغطة زناد !

في البداية دائماً الصعوبة
قبضة هبطت بغضب على المكتب ويليها صوت رجولي غاضب
: إزاي تقولهم حاجة زي دي من غير ما تقولي
ونبرة قاتمة تشبه سكون المقابر في الثانية بعد منتصف الليل من الجالس خلف المكتب مستنداً بيديه على مرفقي المقعد كالملك
وعينيه مرتكزة على نقطة وهمية ليست موجودة إلا بمخيلته
: دا قراري
و بنبرة حاسمة قاطعة أجاب الآخر
: وهيضيعك
سخرية مريرة اجتاحت صوته الذي أتى من بئر سحيق لا يوجد به شعاع شمس بالخطأ
: وكأني مش ضايع
كاد الغاضب يتحدث ولكن الجالس أكمل بنبرة هادئة مؤمنة بما فعله تتكيف مع ما وُضع به
: مهما كان شكله أو طريقه في الآخر اليافطة التعريفية مكتوب عليها  الضياع ..
نبرة يائسة تحمل في طياتها الغضب .. القلق .. الحزن ربما !

الحسرة على شاب لا يجوز على روحه الأن سوى الصلاة
: كدا أنت مش هيبقى من حقك تتمشي في طريقها حتى ! ...
انت بتبعد أكتر مش بتقرب
هزة من رأسه هازئة وابتسامة احتوت شفتيه القاسية مصطحبة معها نبرة صوته الأجش ببحته المُميزة
: عمر طريقها ما كان هيبقى طريقي
وصراخ رجولي غاضب يائس من المناقشة مع لوح جليد لا يهمه شيء سوى رأسه وما تخططه
: مش خايف يبقى عليها الدور في يوم ؟
وبنبرة قاتمة جحيمية مبتسماً : هتبقى استريحت
وعقد حاجبيه غاضب من لوح الجليد : استريحت من إيه ؟
و رسول عزرائيل ينص بكتاب من تأليفه كانت هي البطلة به
: جحيمي
أخذ الواقف يدور حول نفسه بحدة ينظر لمن أمامه بغضب و قلق ينهش عقله على صديقه
التجارة بها قتل ولكن ليس بأن تكون أنت القاتل !
_____________________

الربيع مُنعش وبه رياح الخماسين
الخريف مُكمل وبه سقوط الأوراق
وهي تؤمن بعدم الكمال .. تؤمن بدائرة التكامل التي تفضح الخبايا البشرية
داخل حلقاتها ..
تؤمن بوجود بذور خير تنتظر من يسعي لريها
والشر يتربص بالوسوسة
تؤمن بوجود أنسان و وجود شيطان
أو شيطان داخله أنسان والعكس يجوز!
إبليس يوما ما كان عابد للإله الواحد لم يكن الوسواس ..
كان كائن كِبره يوسوس له وأنتصر كِبره ليأخذ إبليس ضفة التجديف نحو الكفر
نحو عرش الجحيم
هي ببساطة تؤمن بوجود الخير و الشر !
: أيوة بس الشر ممكن يتمكن من الأنسان فعلياً يا دكتور
ابتسمت بهدوء وسؤال مغزاه لديها و أجابته لدي من تساءلت
: هو الشر مكانه فين ؟!
عقدت الفتاة حاجبيها باستغراب لصيغة السؤال الغريبة التي لا تعرف كيف تكون أجابتها حتى
قاطعت تفكيرها صوت الدكتورة متسائلة
: مش عارفة ؟
أومأت رافضه بيأس جعل الطبيبة تبتسم مشجعة تضغط بكفها أعلى كف الفتاه أمامها أعلى المكتب
ثم أخذت وضعية الشرح بسلاستها المعتادة
: النفس .. الشر موجود في النفس ذي العدو مش الشر دايما موجود في عدونا ؟
أومأت الفتاة بتركيز وهي تكتب ملاحظات ما تسمعه وهتفت بهدوء
: ساعات بيبقي عدونا لمجرد أنه أختلف معانا في النظرية يا دكتور جنة
أكملت جنة مشيرة بأصبعها على حديث الفتاة
: وممكن يبقي عدونا لمجرد أنه صح واحنا اللي غلط !
فشردت وأخذت تسرد قصه ليست بطلتها وإنما الحياة هي المنفردة
: عدو الأنسان في الدنيا هو نفسه ..
دايماً الشر موجود فيها زي ما ربنا قال النفس أمارة بالسوء .. وربنا ما يوريكي لما ربنا يسلط على الأنسان نفسه يبقي عليه العوض طبعا زي اللي حصل مع قابيل