الفصل السابع

39 5 0
                                    

خطورة القتل تكمن في أول ضغطة زناد أو طعنة من سكينك
في أول عين نورها يغلق بسبب سلاحك
وخطورة عقلك تكمن في استمرار حياتك بعد أول ضحية
مكتب يسود عليه لون القهوة ممتزج بـلون المقاعد السوداء
مقعد يدور بوتيرة ثابتة تجعل من يراها يدخل في موجة توتر لا تنتهي
لطالما كانت غرفة الطبيب النفسي ترسل التوتر في أنحاء الجسم
وهي من المفترض بها الراحة
كالأسئلة الجوهرية التي يسألونها تجعلك في حالة تشنج
غرفة العمليات التي بها راحتنا .. هي أقسى فيلم رعب في حياتنا
وهو يجلس بعنجهية ينظر لمن أمامه بابتسامة تجعلك تهلع
ماتيو ببرود :
what do you want? (ماذا تريد؟)
أجاب الجالس بشرود :
The corpse (الجثة)
مال ماتيو برأسه قليلًا بخلل وبابتسامة لعوبة أجاب :
Do you suspect the leader? (هل تشك في الليدر؟)
وهلع الآخر ظهر من توسع عينيه ينفي بقوة
قهقه ماتيو بقوة مرجعًا رأسه للخلف
تكلم بين ضحكاته :
Damn your fear (تبًا لخوفك)
والجالس يتوتر .. ينخرط في موجة تجعله يرى الأغلال التي ستكبل يده يوما ما
إن لم يجدوا الجثة
وأفكاره قطعت بصوت ماتيو البارد : The leader believes in him and this is enough
( الليدر يؤمن به وهذا يكفي)
والآخر لا يعرف بما يتحدث :
Do not be jealous of him?  (ألا تشعر بالغيرة منه؟)
وابتسامة ماتيو هادئة تخفي خلفها بركان حمم بركانية يشوه كل من يقترب منه
كما يشوه الجثث
شوهته نار حقده من داخله :
We all have our time (لدينا جميعًا وقتنا)
ثم أكمل ببرود :
All I wanted was your sister's death, right? And it happened.. (كل ما أردته هو موت أختك أ ليس كذلك؟ وحدث..)
ونظر بعمق إلى قلم بيده يتلاعب به وهتف :
and he did what he wanted too, maybe not!
(وهو أيضًا فعل ما أراد .. وربما لا!)
وابتسامة مختلة ظهرت ورأسه تميل للجانب بخلل وهو يلقي القلم فوق المكتب وكأنه شخص يسقط
خطورة وجودك تكمن فيمن حولك
وخطورة انتقامك تكمن فيما تعرضت له
_____________________

قد يبدو إنكار مواجهة الحقائق سلوكًا غير صحي. ولكن أحيانًا، بالرغم من ذلك، يمكن الاستفادة من فترة قصيرة من الإنكار. إن ممارسة الإنكار تمنح العقل فرصة لامتصاص الصدمات أو المعلومات الباعثة على الضيق دون وعي بمستوى سرعة لا يجعل الشخص ينتقل إلى حالة من الانهيار النفسي
يتوتر
يغوص في أعماق عقله الباطن
يهرب ..
أخذتها رودينا في أحضانها تهدئها، وتواسيها.
تسب الأحمق بداخلها على طريقته التي يمكن أن تجعلها تصل إلى مرحلة الانهيار العصبي
لم يكفِ ما فعله بهما و يأتي ليجعلها تمرض أيضًا
يجعلها خائفة ..
أغمضت عينيها بإرهاق تضمها لها أكثر ولسان حالها يسأل عما يحدث معها
لطالما كانت جنة قوية لم تعتد الهروب مطلقًا
كانت جنة هي من تأخذها للمواجهة
وجنة ليست معها من الأساس
تفكيرها منشغل نحو حبيبها الخفي الذي جاء معها إلى الجنة
الجنة..
توسعت عينيها وهي تهتف بأمل مقتول
: رودينا احنا لازم نقف جنبه ونخليه يتقبل إنه مات أكيد حياته كانت كويسة عشان كده مش راضي يصدق إنه مات.. بيهرب يا رودينا لازم نساعده
تخشبت رودينا مكانها مع كل لفظ يخرج من فم جنة
لم تفق مازالت مغيبة
تظن أنه هو من يهرب
انتفضت على جنة التي دفعتها تركض
هرعت خلفها لتجدها تقف في منتصف الردهة وهو يقف أمام النافذة يلتهم تبغه بشراهة
: ديف لأ السجاير مضرة وكمان إحنا في جنة ماينفعش تعمل حاجه غلط
أغمض عينيه دون الالتفات لها
يتمالك نفسه قبل أن يهجم عليها يخنقها ثم يقبلها معتذرًا عما بدر منه
يريد صفعها ثم تقبيل وجنتها معتذرًا
يريد الزواج منها ثم قتل نفسه
يريدها حد الحرق ..
: ديف أنا عارفة إنه صعب بس لازم تواجه نفسك الموت مش حرام ولا صعب .. يا عم ده أنت في الجنة حتى
أطفأ تبغه بقدمه ثم التف لها ببرود ويديه داخل جيبيه
عينيه تتفرس ملامحها ومعالم جسدها
ووقفت هناك.. عند عينيها
قارصة البرودة
قاتلة مثل الرصاص
موجات بحرية في ليلة شتوية قارصة
غيوم مختلطة بماء مطر كانت منذ قليل دموع
تنهد بقوة  تاركًا إياها خلفه وذهب يصعد الدرج
يحاول الابتعاد وإنقاذها قبل إنقاذ نفسه
إنه يتمالك نفسه حتى لا يهرع لها و يأخذها
ليتزوجها واللعنة على كل شيء
وهي وقفت مكانها باستغراب
نظرت إلى رودينا بعينيها : هو ماله ده؟
وتنهدت رودينا ضاربة رأسها بنفاذ صبر
لقد فقدت صديقتها عقلها حقًا
_____________________

|| موت برائحة الكرز 🍒 || حيث تعيش القصص. اكتشف الآن