الفصل الحادي عشر

28 5 0
                                    

المعرفة و الفهم لعنة الانسان في الدنيا
الفضول سلاح ذو حدين و الحد المسيطر .. القاتل
والتعجل لمعرفة المجهول لن يأتي الا بهلاك .. هلاكنا
فـ مستقبلنا جميعا به يوم وفاتنا ..!
تقف امام النافذة عينيها ترتكز على نقطة وهمية و تركيزها العقلي منشغل بـ حرب
حرب لم تعشها من قبل ولم تكن تتخيل ان تصل لها
العقل والقلب لعنة الانسان
احدهم ساذج و الاخر يعرف اكثر من المطلوب
احدهم يدعو للسلام وشعاره راية بيضاء و الاخر يغريك لتدخل في الحرب بكامل ارادتك
هي تعيش الصراع التي طالما عالجت الناس منه
قلبها الذي يدعوها للتمسك بحبها و عقل يحارب بسلاح يقيدها مسمي
مبادئ ..
إيمان ..
عقيدة!
حالة السلام لم تعد مسالمة ..
غضبها مشتعل يطغي على كلاهما
كلما تذكرت الأخبار فتيل سخطها يشتعل ..
و عندما تصل لنقطة ان حبيبها
السلاح .. يتحول السخط إلى اشفاق
حزن
عدم رضا
: جنة احنا هنمشي من هنا ازاي
أغمضت عينيها بهدوء ولم تلتف لمن خلفها
سؤال تكرره باستمرار على من لا تعرف له إجابة
بل لا تعلم حتى كيف تسير على البحر
كل ما حدث الأيام الفائتة لا تتذكره وكأنها كانت نائمة
و يا ليتها بقت !
قلبها رغم ندائه لمن يدق له هناك جزء يبغضه ..
هي النعيم
و الشيطان لا يستحق الالتحاق بتلك الصفة
هي السلام
والشيطان ابعد ما يكون عن قاموسه الراية
هي الرضا
والشيطان لم يكتفي بعدد من قتلهم أبداا
هي السمو
و الشيطان لم يتزحزح من باطن الارض
هي الجنة
والشيطان ليس له مكان في الجنة
هو ليس له مكان بها ..
التفتت إلى صديقتها متمتمة : انتي عارفة حاجة هنا غير إنها جزيرة و في أسبانيا .. حتى الطيارة محدش بيعرف يسوقها فينا!
انتفضت رودينا : يعني ايه هنفضل مع السفاحين دول لا يا جنة لا والله ياسين لما يفوق هيشلفطني
عقدت جنة حاجبيها بتساؤل لتكمل رودينا : قالي يا شرشوحة وشوحلي بإيدو كدا ال يعني مش همه .. اسكتلو؟ قومت مديالووو
انفجرت جنة ضاحكة غير مصدقة ما تفعله صديقتها
بل لا تعرف من أين تأتي بتلك الكلمات
هدأت ضحكتها تدريجيا مع ظهور دموعها لتتكلم بصوت متحشرج : طلع قاتل يا رودينا
ثم تمكن منها ما حبسته منذ افاقتها
لتصدع شهقاتها بألم يائسة ..
حبيبها قاتل .. يديه تمتلئ بدماء الضحايا
الدماء التي تكرهها و تخافها
فارسها المغوار ليس بالا فارس من فرسان هولاكو أتي لـ محو السلام من ارضها
همست بيأس : دموع الناس اللي كانت بتجيلي أعالجها هو سببها يا رودينا ..
واستمر بكائها متشنجة
تومئ برفض برأسها .. تحاول الإفاقة من كابوس جعل قلبها يؤلمها
رفعت عينيها للسماء بـرجاء
رجاء نتيجة تقبله معدومة
رجاء .. مبتغاه إيمان الشيطان
_____________________

الحبكة الفاصلة ابعادها مظلمة
داكنة الملامح
روح يتلاعب بها الظلال
حبكة رئيسية لا تكتمل المشاهد دون ظهورها
ولا تنتهي دون الخوض في التفاصيل
دخان دبغه ينتشر في أنحاء الغرفة
عينيه قاتمة .. لتتحول من اللون العسل الصافي الأصفر إلى اللون الأسود
ملامحه يسودها الظلام .. تفكيره ينهشه بتفاصيل قوتها
الجنة لا توافق بوجود الشيطان في نعيمها
وهو عندما اختطفها لم يمني نفسه بقصة حب أسطورية بين السيء التي أصلحته ملكة الخير
لا يوجد شر يـ تخير!
الشر يظل شر باختلاف مستوي الشرور
وهو الشر الأعظم في قصتها
موجة سوداء قضت على الأخضر من أحلامها
الشيء الذي كانت تهرب منه كان هو من يحركها من الأساس ..
تأوهات صدرت من المستلقي أمامه
ليبتسم بسخرية ناظرا لمظهره المشعث
ياسين حمدي المحامي الفاسد صاحب أكبر عدد قضايا ناجحة
صاحب العضلات المفتولة و الوجه الحسن
ضربته فتاة !
عاد بتفكيره إلى تلك النقطة
هذا ما شده إلى حبيبته الصغيرة .. حكمتها
تناشد القضايا بعقلها و تحارب بـ عقيدتها
أليست بنت آدم وحواء؟
يظن أنها هابيل .. صاحب الحكمة والهدوء
وهو .. قابيل أول من لوث يديه بـ دماء القتل
وما فارقه
قابيل قتل أخيه وهو .. قتل أمه !
عند تلك النقطة أغمض عينيه يهدئ نفسه من صراع الضمائر بداخله
هو ليس لديه ضمير
قتل ذلك الدخيل بداخله منذ زمن بعيد
ولكن الجزء المتخفي من يديه القاتلة
هناك .. في أقصي زاوية بـ قلبه
: الل.. الحق.. وني ... قووم.. ي يا.. بغلة .. لا لا عض لا
ابتسم بسخرية أكبر وهو يري صديقه يهلوس بين نومه
ليضحك بقوة على ما فعلته الفتاتان بهم
من يصدق
أن من ينام هذا عضو في مافيا للأعضاء .. والذي يدخن تبغه بكسل عاشق صامت
أفاق ياسين على صوت الضحكات ليرمش بألم يدور بعينيه حوله
: هو في ايه اااه
تأوه عندما نهض فجأة ليجد كتفه ورأسه يؤلمانه بشدة
أخذ قليلا يحاول تذكر ما حدث
و صديقه مازال ينظر له ببرود
ثم توسعت عين ياسين ويعيد نظره إلى ديفيل متمتما : أيعقل؟
أوما ديف ببرود ليتكلم : عملت ايه معاه
أوما ياسين برفض : اللي حصل ميتقالش .. الليدر كلمني عربي يا دييفييل
زفر ديفيل بملل وهو يفكر فيما آلت إليه الأمور ..
الليدر يعرف و بالتالي يعرف مكانهم
وهو متأكد أن جاك ليس له يد في   هذا .. بالتأكيد المجهول الخاص به اللعين
نهض بغضب وهو يسير ليفتح الباب متمتماً : قوم حضر نفسك هنروحله في الفجر
تمتم ياسين من خلفه : الليدر راجع يا ديفيل و بتقله و بالأخص بعد اللي عملته مع ماتيو و ميدوسا
تنهد ديفيل وهو يستمع إلى صديقه
ليتمتم : مش هسمح إنها تتذل تاني يا ياسين
ثم فتح الباب ذاهبا
تاركا صديقه يتخبط في افكاره
_____________________

ثالث ضحية للقاتل تعد المفتاح لمستقبله المظلم في عالم لا يتمناه أحد
ثالث ضحية السلسلة الحلقية للدائرة المتلاحقة
ثالث ضحية هي خسارة للبشرية و مكسب لعضو يطمح بأن يكون قاتل
وهي .. أصبحت آلة حصاد ليست قاتلة فقط ..
كانت أمام ضحيتها التي ملت من عد أرقامهم فأصبحت تسميهم بـ الدمي
دمية آدمية أمامها مقيدة في السقف من يديها
متدلية عارية تماما أمامها
جسدها تنتشر عليه خطوط كرباجها الجلدي ..
ابتسمت بانتشاء وهي تري لوحتها الفنية والأخرى تتنفس بصعوبة تنتظر آخر وضعية قبل موتها
تنهدت وتفكيرها يعيدها إلى ذلك اليوم
إلى الآن لم تعرف من تحدث مع المخنث .. من أنقذها !
وهي متأكدة أنه ليس الليدر
بل الليدر الشخص الأخير الذي من الممكن أن يرجع في كلمته ..
هو قاضي يعطي الحكم و ينتظر التنفيذ بهدوء
وهذه المرة المتهم كان هي .. من أجل ماذا ؟
أكواد لعينة ؟
علمت بعد خروجها أن جاك أتي بالأكواد عن طريق خبرته بالإلكترونيات
الليدر وإن كان معلمها الروحي
يظل رأس الأفعى التي تحتويهم ببطء وتعلم أن يوما ما
سيختنقوا حد الموت !
هو يطارد ما ليس لهم به علم
وهي تنتظر
لا تريد أحداً منهم .. كل ما تريده ماتيو
تريده مقيد أمامها فقط و ليروا ماذا سيحدث ..
ليروا إلى أين ستصل معه
ليروا إن وجدوا منه شيء من الأساس !
عند تلك النقطة ابتسمت لدميتها المتدلية أمامها بهوس
نظرت بجانبها لتجد ماكينة جرد الحديقة
فابتسمت بانتشاء وهي تقترب منها
عقدت بها جزء من الحبل و الطرف الآخر عقدت به خصر المتدلية
وضغطت على زر التشغيل
لتسير الماكينة عكس اتجاه المتدلية مما جعل جزئها السفلي يميل اتجاه سير الماكينة
صراخها جعل ميدوسا تبتسم
و مع تعالي صرخاتها تعالى ضحك ميدوسا المختل
صراخ ثم صراخ ثم صراخ
ثم ... صرخة أخيرة مع انتشال الجزء السفلي بفعل المكينة ليجعل خصر الفتاة وما تحته أسفل قدم ميدوسا والجزء العلوي مازال مقيد في السقف
ابتسمت بانتشاء وهي تنظر لها بعيون لامعه دامعة
هي كانت هكذا في تلك الليلة
منقسمة إلى أشلاء لم يكلفوا أنفسهم بجمعها
في تلك الليلة
هي سقطت عليها اللعنة
ذئاب استغلوا شرود النعجة عن القطيع
و في تلك الليلة
كان دفنها وهي على قيد الحياة
_____________________

الأخلاق لا تنتصر في عالم مات به الضمير مرجوما ..
العدالة لا تتحقق في عالم أصبح المظلوم به صاحب ذنب
المطاردة مهارة ..؟
و في بعض الأحيان تكون غباء
عندما تتحول إلى هوس .. تصبح هلاك !
هو يطارد ما يطارده
والعبرة عندما يعلم أنه مجرد خيط من خيوط المجهول
إن كانوا هم عرائس الماريونت خاصته
فهو العروس الجميلة الساذجة لدي المجهول
السيجار يكون السحابة الضبابية المعتادة فوق راسه
ينظر إلى الجالس أمامه ببرود متمتما : You want to kill him ?
(تريد قتله؟)
نفي الجالس امامه غاضبا :
killed her  (قتلها)
أخذ الليدر نفسا قويا وهو يعيد نظره إلى دخانه بشرود
قتلها لن يأخذوا منه سوى هلاكهم
الشيطان لن يرحمهم .. إن لم يكن بفعله سيكون بوسوسته
مصالحهم ترتكز عليه من الأساس
من اتجاه التخطيط الذري و من اتجاه مهارته في القتل
حقق 100 ضحيه في عام !
من يصدق؟
الشيطان قوته تكمن بها .. وبموتها جحيمهم سيبدأ
: It is not in our interest
(ليس في مصلحتنا)
غضب ماتيو واقفاً :
We will complete without him
(سنكمل بدونه)
ابتسم الليدر بهدوء و سخرية :
Why are you not convinced that you are a failure ?
(لما لا تقتنع بأنك فاشل؟)
همس ماتيو بفحيح غاضب :
You know that if I want, I will make him wish for death
( أنت تعلم أنه إذا أردت سأجعله يتمني الموت )
رد الليدر بقوة :
I know ... if he wants ... he can make us become a meal (أنا أعلم أنه إذا أراد سيجعلنا وجبة)
نظر ماتيو إليه بغضب
الشيطان هو مركز القوة في عالمهم لن ينكر
ولكن للجميع نقطة ضعف
وهو نقطة ضعفه هي
وإن ماتت سينتهي كل ما يحدث
هو يجب أن ينهي حياة من يؤرق عليه حياته
ثم بالتتابع يمر عليهم جميعاً
_____________________

المراقبة تعرفنا أكثر مما يجب
تجعلنا  نعرف حصان طروادة الخاص بعدونا
لنجعله بدلا من خدعة لنا .. خدعة له
المراقبة تجعلنا
نصنع الفخ من الفخ المصنوع لنا
لعبتهم لا تنطبق عليها قانون الجاذبية
و لا قواعد الشرف
لعبة البقاء فيها للأخبث
القوي بها ضعيف
يفوز من يكون أكثرهم خبثاً
وهو خبثه يكمن في هدوئه .. اختفائه
القرين
هو نقطة ضعفنا في الحياة
ونقطة ضعفهم في قوتهم
صوت كل من الليدر و ماتيو في سماعات أذنه يستمع إلى محادثتهم التي عبارة عن قول معاد.. موت كل من الآخر
نظارته التي عبارة عن كاميرا تسجيل تعرض أمامه ما يحدث هناك في الغرفة صورة
الصوت في أذنه و الصورة في نظاراته
و الوزير في يده
و ستنقلب اللعبة
ليصبح الملك .. من الرعية !
_____________________






|| موت برائحة الكرز 🍒 || حيث تعيش القصص. اكتشف الآن