الفصل الرابع

54 5 0
                                    

الحقد
صفة دنيئة تملأ الروح وتتغذى على الآمال
تقتل الطموح
تجعلك تجلس لتنظر لغيرك فقط تراقب نجاح غيرك متمني سقوطه
مثلك !
وكأن الناجح طلب منك السقوط
تنهد جاك وهو يرجع برأسه بملل :
Calm down, Matteo (اهدأ ماتيو)
صرخ ماتيو غاضباً :
Do not tell me, calm down this monster that the leader made us president. It is assumed that he has no place between us, but until now I do not know what the leader thinks .
(لا تقل لي اهدأ .. هذا المسخ الذي جعله الليدر رئيسًا علينا من المفترض ليس له مكان بيننا من الأصل ولكن لا أعرف فيما يفكر الليدر )
تنفس جاك بهدوء يحاول تهدئة ماتيو
يكاد أن يجزم أن كابوس ماتيو في الحياة هو ديفيل
منذ كانوا أطفالاً و الليدر يعامل ديفيل أفضل منهم
حتى عندما أتى ليخبره أنه يريد أن يقتل وافق
وكأنه كان يربيه لهذا
انتفض على كسر شيء ما لينظر للثور الهائج بنظره
وجده يقف غاضباً أمام المرآة المكسورة وعينيه أصبح لونها لون الأحمر دلالة على غضبه الحارق
فتنهد ناظراً للبعيد صامتاً .. فهؤلاء المجانين ليس لهم مكان في العالم سوى مشفى المجانين
وقريباً سيبعثهم لها ..
_____________________

شاردة .. حزينة
عقلها محشو بذكريات تمنت استمرارها
تشرب كوب قهوتها وهي جالسة على إحدى الأرائك عقلها غائب كلياً
تفكر فيما يحدث لهم
أربعة أشهر مرت ولم يظهر أحد
حتى من اختطفهم هذا لم ترى له أثراً
وسؤال يظهر في أفق عقلها
لماذا اختطفهم ولم يقتلهم ؟
بل لماذا اختطفهم من الأساس ؟
جنة ليست لها أي أعداء لتموت وبالتأكيد ليس هي
هي ليس لديها أحد من الأساس
ابتسمت بحزن وهي تستعيد ذكريات صديقتها
وهمسة باسمها ايقظتها
: بتقولي حاجة
: إيه يا رودينا انا بقالي ساعه بتكلم
وباعتذار ترد : آسفه يا نونو كنت سرحانة
وجنة مراعية..  صبورة
تذكرها به .. بصبرها وهدوئها
ونهضت معتذرة تصعد إلى غرفتها
: مش ها ترجعي
وتنهيدة حارة خرجت منها ويليها ابتسامه جزعة
ما إن تذكرت آخر جملة سمعتها من حبيبها ورفضها القاطع للرجوع
وهي تحاول المساعدة .. تثبت وجودها ..
هي العاشقة في رواية ليست بطلتها بالاختيار
واكتفت بالمشاهدة من خلف الستار
_____________________

هل الاستسلام للقلب ضعف ؟ أم أن القوة تكمن في نقاط الضعف ؟
هل الرجوع إلى الممنوع مرغوب ؟ أم أنه يتوقف عليه المصير؟
الحرب التي تدور خفية منذ قرون
حرب أطرافها مخيفة ولكل خصم نجاح يكمن في قوته
حرب أطرافها العقل و القلب
والناجي متحطم
تلفاز مضيء على إحدى قنوات الكارتون المفضل لها و كوب آيس كريم بالكرز كما تعشقه
لم تخطئ هي ماتت حقاً وتلك الجنة إذاً
تلتهم الآيس كريم بشراهة واستمتاع
وصوت مروحية جعلها تنتفض
منذ أربعة أشهر وهي هنا بمفردها مع رودينا لم ترى أحداً
ولم تسمع سوى صوت الأمواج
نهضت ببطء وهي تقترب من الباب بخوف
إنها الجنة .. من قد يأتي إلى هنا
هل ستقابل أحبائها كما قالت لها أمها وهي صغيرة
وعند تلك النقطة قفزت بمرح وهي تهرع إلى الباب وكادت أن تفتحه
ليسبقها هو بالظهور أمامها
صدمة و اندهاش .. وخوف سيطر عليها
هتفت بجزع : أنت ؟؟
وجسد آخر من خلفه عاقد الحاجبين
وابتسامة جانبيه من عسليتيه جعلها تبتلع ريقها بخوف
ثم توسع عينيها وهي تقترب منه بجزع وتمسك بيده تتحسسه
: أنت مت إزاي ده وليه .. أنت كنت في حالك
وعقدة حاجبيه اشتدت وهو يري دموعها تهطل
ثم ابتسمت وسط البكاء
: بس أنت دخلت الجنة ودا حلو يعني أنت كنت كويس في الدنيا
أخذت تهذي بكلمات عن الجنة و الموت
نظر إلى من بجانبه بعقدة حاجبيه ثم إلى هذيانها
هذيان جعله يقترب منها أكثر ضاماً جسدها له وبضغطة من إصبعه على جزء في رقبتها أغشي عليها في يده
نظر إلى رأسها الملقى على صدره بتشنج وفكرة أنها بأحضانه جعلته متيقظاً غير مصدق
حملها كطفله ووجه كلامه لمن بجانبه قبل صعوده بها
: دور على التانية
وذهب بها إلى غرفتها
وضعها بهدوء وأبعد يديه عنها و وجهه مازال قريب منها يمر بعينيه عليها
يتشبع من ملامح وجهها الرائقة
وعقدة حاجبيه تزداد
سؤال عقله يتساءله
كيف تقبلت أمرها بذلك الرضا ؟؟
ثم اقترب جالساً بجانبها
وأبعد خصلة عن عينيها بابتسامة حنونة لا تظهر سوى لها غرس رأسه في رقبتها يشتمها بقوة
وكأنه مصاب يلفظ أنفاسه الأخيرة فتتسابق رئتيه بحمل الهواء
النعيم .. هذا ما شعر به بعد استنشاقه لرائحتها التي تفقده صوابه وتجعله يتعطش للقتل أكثر وأكثر
أداة زر تشغيلها رائحتها
وكلماتها تدور في عقله وهذيانها يتألم له قلبه وهو لا يعلم ماذا يحدث لها
وبدون شعور غفى بجانبها ..
رأسه في عنقها يتنفس عبيرها
الصمت في حرم العناق عبادة
وهو الأكثر كفراً بعشقها
وأكثر كرهاً لعشقه لها
_____________________

الاختيارات في حياتنا متعددة الطرق
منها الاختيار الصائب و الاختيار الخطأ
والاختيار الصائب له فروع
حيث الاختيار المطلوب و الاختيار الذي لا يكون في محله
كما الاختيار الخطأ
الذي تتعدد فروعه بتعدد الجرائم
ولكل جريمة غاية !
تبرير
تحريم العرف و تحليل الجرم
الحب في عرفها له شروط يجب أن تكون متكاملة في حبيبها
حيث الحب بالنسبة لها صفقة رابحة
تعطي جسدها مقابل غزل
أليست تربية الليدر؟
بالتأكيد سيكون قانونها الأخذ والعطاء
كما تفعل مع ضحاياها
تأخذ المعلومات مقابل موتهم !
وشروط حبها متكاملة به هو فقط..
لا تري شيء متكامل غيره ولا تريد شيئًا في حياتها كما تريده
وهي أكثر من غاضبة لمعرفة ما حدث
عندما علمت منذ عام بطلبه ان يصبح قاتلًا غضبت
كان يعتبر أقلهم جرمًا وأكثرهم احتراماً
حيث ديفيل أوركا الرجل الوقور صاحب العقل الذري في الخطط
كان هذا عمله
التخطيط الحربي في عرفهم
هو يخطط وهم ينفذون بثقة عمياء
على يقين بأنه خطط كما يجب
كان بارعًا في عمله دائماً .. وأصبح بارعاً مرة أخرى في عمله حيث أنه حقق أكبر عدد من الضحايا في تاريخ السفاحين
على مدار وجود المافيا خاصتهم
مئة ضحيه في عام و على مشارف مئة وواحد و مئة واثنين
عقدت حاجبيها عند تلك النقطة بغضب لتتمتم :
Do you think he killed her? (هل تظن أنه قتلها؟)
وبابتسامة هادئة يرتشف قهوته بجانب سيجاره المعداد يجلس و ينظر إلى ظهرها أمامه تقف أمام أحدهم مقيد من قدميه في السقف ورأسه للأسفل والدم يتساقط منه من كل جانب بعد أن انتشلت منه قطع من لحمه و أظافره الملقاة أرضًا بإهمال  :
You will not get it out of your mind ... right?
(لن تخرجيه من عقلك .. صحيح؟)
نفخت خديها ببرود وهي ترفع عينيها إلى المقيد واحمرت وجنتيها بغضب صارخه :
You won't talk, right? .. well i am tired of you
(أنت لن تتحدث .. أليس كذلك؟ .. حسنًا أنا سئمت منك)
واقتربت منه غاضبة تأخذ إحدى الأدوات الرفيعة الحادة بجانبها
ثم وبدون سابق إنذار أدخلت الآلة الرفيعة في عينه غاضبة سمعت صراخه الذي جعلها تبتسم وهي تحرك الآلة الحادة داخل عينه بقوة
حتى أصبح البؤبؤ في يدها
نظرت له باشمئزاز وغضب وأخذت تفركه بين يديها ببرود وهي ذاهبة
تتمتم :
Now he will talk  (الآن هو سيتحدث)
وخرجت من القبو غاضبة وهو ينظر في أثرها بهدوء ..
الحب في عرفهم ليس بمتاح .. هو يعتمد على غضبهم الحارق
ما رأوه من صغرهم يجعلهم متعطشين للدماء .. للقتل
وهو الليدر الذي يحرك آلات القتل ..
_____________________

|| موت برائحة الكرز 🍒 || حيث تعيش القصص. اكتشف الآن