كان إلياس يحاول التخفيف عن فينش الحزين فبعد ما اعتقد ان أخته ستساعده وجد أنها قد سافرت إلى أحد الأماكن الخاصه بعملها فى إحدى المحافظات فالان أصبح حقيقه فى الشارع ....
" على اساس انى في الجنه يعنى منا حالتى اسوء منه على الأقل هو يعرف حد وعنده عيله انا مرمى لوحدى بفنلتى وبدلتى وى بس كدا " ...
أردف إلياس فى نفسه هذه العباره ساخرا من نفسه ومن أحواله ، فهو يواسي صديقه مع أن حاله اسوء مئه مره منه ، ولاكن هذا هو العالم ملئ بالبؤساء الذين يواسون بعضهم بعض على فشل حياتهم ...
إلياس بغيظ " يبنى بقالى ساعه بحاول اقنعك أن بيتى هيكون كويس انا اه شاحته بس هينفعنا انا وانت متخفش ...
فينش بعزه نفس
" اسف مش هقدر اقبل حاجه معملتش فيها حاجه
او متعبتش فيها ...
إلياس بتعجب " يبنى انت عبيط ؟؟ انا بقولك خده انا بقولك تعالى اسكن معايا لحد ما ربنا يسهلها معاك ....
كاد فينش يتحدث قاطعته يليل بصرامه انثويه
" انا سبتكم تتكلمو قد كدا ، وخلاص بقا اكتفيت منكم ، فينش انت هتعيش مع إلياس لحد اختك ماترجع وانت يا إلياس هيعيش معاك فينش ، الأمر اتقرر خلاص يلا قومو نروح لانى تعبتتت ...
نظر لها فينش واليأس بصمت ثم قامو بتنفيذ قرارها بهدوء حتى أنهم لم يتناقشون معها ولم يعارضونها فى شئ ( فماذا لو أصبح رأى النساء سائد هكذا فى الطبيعه) أردف إلياس فى نفسه بهمس فتوصل إلى اجابه أنه هذا مجرد خيال هو يعيشه ومستحيل تحقيق هذا ، فى عالم لا يأخذ برأى النساء فى ابسط الاشياء ، تباً لمجتمع عقيم مثل هذا ...
صعد الثلاثه العربه وكانت يليل هى من تقود السيارة فى صمت مسيطراً على الأجواء ، قاطع هذا الصمت صوت فينش المتسائل باستغراب
" احم معلش على التطفل بس هو حضرتك ساكنه
مع الاستاذ فى نفس العمارة ؟؟ ...
نظرت له يليل من المرأة ثم نظرت لالياس الجالس يجانبها وهى تهز راسها بأجل ...
صمت فينش وظل إلياس ويليل يتبادلون النظرات الخفيه أو الذى يظنونها خفيه ولاكنها كانت واضحه لفينش المبتسم فى الخلف بخبث
"واضح أن انتم بتحبو بعض اوى يا حضره الظبطه ...
فرملت يليل السيارة بقوة وهى تنظر له بصدمه كأنه قال لها لفظ بذيئ للتو لم يكن افتراضا احمقاً
" لاء طبعا انت بتقول اى انت لاء طبعاا
مش بنحب بعض ...
نظر لها إلياس بغضب لا يعرف سببه يمكن لأنها نفت علاقتها به بهذه السرعه ، ويمكن لانه وجد الرفض يسيطر على تقسيمات وجهها الناعم فشعر بالحزن لرفضه بهذه الطريقه المستتره ....
إلياس ببرود " لاء مش مرتبطين يا استاذ فينش واعتقد حضره الظابطه مش بتفكر فى الموضوع دا صح ...
أنت تقرأ
إِتِجَاَهْ مُعَاَكِسْ
Mystery / Thriller" أوجه كَلِمَاَتِىِ إلى كل مَن قَال أن المرأه هى عدوه المراه الاولى فأنت لم ترى سطوة النساء على الرجال ، فَهُنا نرى الانتصار والهزيمه ، المكسب والخسارة ولاكن بمنظور آخر لم نرى مثله ولم نتعرف عليه قط فقصتنا اغرب من الخيال والخيال هنا " بمنظور معاكس"...
