1_ وَمِنْ هُنَاَ اَلٌبِدَاَيَه

90 11 29
                                    

بضع دقات على الباب جعلته يستيقظ من أحلامه الورديه ، وكم شعر بالانزعاج حين تسلل ضوء النهار إلى عسليتيه الناعستين ، فاعطته منظر لطيف خاصه
حين فرك شعره المبعثر اثر النوم فكم كان جذاباً بحق ...

_     استاذ    " أستاذ إليَاَسْ  " حضرتك صحيت
يا استاذ الياس يا استاذ إليَاَسْ انت صحيت .

أردف بانزعاج " خلاص اتنيلت امشي يا عفاف ونبي مش ناقصه صداع على الصبح . 

سمع صوتها المتهكم خلف الباب وهى تقول بنبره مزعجه " طب البيه ابوك بقالو ساعه بينادى عليك يا استاذ إليَاس اقولو اى .

سَب بخفوت على غبائها فاردف بصراخ
" قوليلو اتنيل صحى وامشي لحسن هقوم اخنقك والله ..

سمع صوت اقدام تركض تأفف  بانزعاج وأمسك هاتفه ليري الساعه وجدها تخطت الثمانيه ونصف صباحاً اغمض عينيه بتعب .

فاليوم سيكون اسوء يوم بالنسبه له فى حياته لا ليس الاسوء ، فاسوء يوم هو موت امه وإحضار عفاف للمنزل كمدبره للمنزل ، والان اصبح هذا اليوم داخل قائمته السوداء ، فاليوم اول يوم لعمله مع والده المحامى المخضرم ، الذى يشتهر بعدم فشله فى اى قضيه يترافع بها ،  والان يضع كل عاتقه على ابنه الوحيد الذى يراه فاشل دراسياً وعاطفياً ...

تثائب بكسل ثم نهض ليأخذ حماماً دافئا ليستعيد نشاطه وارتدى بذلته الذى اشتراها أمس وصفف خصلات شعره الناعمه فأصبح وسيماً فوق وسامته ...

نظر إلى المرأة بأشمئزاز جلى على ملامحه فهو يكره البذلات ويكره الرسميه عمتاً ..

إذا سأله أحد ما هو أكثر ما يكره فى حياته سيقول بدون تفكير ،  وظيفه أباه ثم وظيفته التى هى وظيفه أباه  ثم البذلات ، ثم وظيفه أباه ثانيهً ..

انتشله من أفكاره صوت عفاف ثانيهً فتح الباب وجدها تبتسم له ببلاهه وهى تخبره بابتسامه
" اش اش اى الحلاوة دى يا قلقاس انت ناوى تتعاكس ولا اى .. 

ابتسم إليَاَسْ بخجل مصطنع وهو يشير بيديه بمعنى توقفى ،  وصفعها على رقبتها من الخلف وهو يناظرها بشر
" انا قلقاس يا كلبه مش هتبطلى ام اللقب دا ...

عفاف بابتسامه وهى تبادله الصفعه " لاء مش هبطله يا قلقاس قلبي ما انت عارف حبك فى قلبي عامل ازاى وحان الان حبك فى قلبي واخدلو مكان ...

توقفت عن الغناء حين وجدت إليَاَس يناظرها بحده
"فين بابا يا زفته ..

أشارت باصبعها على مكتبه ثم قالت بهمس
" فى مكتبه من الصبح وشكله جالو قضيه جديده وشكلك هتلبس فيها يا قلاقيسو ....

إليَاَس بغضب " غورى يا عفاف غورى من وشي آلهى يلبس فى وشك عفريت يشيخه بوظتى ام اليوم  ...

عفاف بتهكم " خلاص يا اخويا متزوقش ادينى ماشيه قال هموت عليك يعنى .

توقفت عن المشي حين وجدته يقبض على ساعدها وهو يردف بنبره طفوليه "  بقولك يا عفاف
انا جعان اعمليلى فول بقوطه وبيض بالبسطرمه وجبنه بقوطه .....

إِتِجَاَهْ مُعَاَكِسْ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن