10_هُرُوبْ اِجْبَاَرِى

28 11 24
                                    

أمطرت السماء وملئتها الغيوم وهى تنظر إلى الأفق امامها نظرات شارده ، لم تشعر بتلك الدموع التى تنزل من مقلتيها الامعه ولم تشعر بشهقاتها التى ارتفعت فى صورة مستمرة .

جلست تبكى بقوة وهى على هذا المقعد الوتير ترى مستقبلها المظلم امامها ، جففت دموعها سريعا حين رأت طفلها يركض سريعا الى أحضانها وهو يردف ببراءه " مش هنروح بقا يا ماما انا زهقت والسما شكلها هتمطر .

هزت راسها بأجل وهى تجفف دموعها بظهر يديها ثم إخذت حقيبتها ، وامسكت بيدا ابنها وهى تعود إلى جحيمها.

دخلت المنزل لتجده فى انتظارها نظرت لعينيه لتجد اجيج غضب سيبدأ بينهما وسيؤدى إلى شجار واهانه منه لذاتها ، بادرت بالكلام وهى تردف باعتذار " اسفه انى اتاخرت بس ال ..

قاطعها وهو يشير بيديه بمعنى توقفى ، لتتوقف عن الحديث تدريجياً وهى تراقبه بأعين مزعورة يقترب منها ، شددت على يد ابنها ثم اردفت بقوة " اطلع فوق يا إلياس علشان انا وبابا عاوزين نتكلم .

هز إلياس رأسه بالايجاب ، ليترك يديها فى محاوله منه للصعود ولاكن بائت محاولته بالفشل حين وجد والده يردف ببرود يخيفه
" استنى هنا يا إلياس لسه عاوز أعلِمك حاجه مهمه .

نظر له إلياس ببراءه نابعه من طفل لم يكمل الخامسه من عمره ، ليجد اقتراب والده من أمه ثم صفعها بقوة أدت إلى اختلال توازنها والسقوط على الارضيه وهى تنظر له بصدمه ، ليس بسبب ضربها فهى قد اعتادت على هذا منه ولاكن صدمتها تكمن فى صفعها امام طفلهم .

الذى ركض بخوف ناحيه والدته يطمئن عليها بعفويه منه ، نظر عاصم إلى زوجته الملقيه أرضا باحتقار وهو يردف بنفور وكره " الساعه كام فى ايدك يا آيات هانم .

نظرت ايات إلى إلياس لتجده يزرف الدموع ويرتجف فى أحضانها بخوف ، نظرت إلى عاصم بخوف ثم وقفت وهى تترنح واردفت إلى إلياس بصوت مرتجف " خرج إلياس من الموضوع يا عاصم ارجوك ، اطلع يا إلياس على اوضتك .

نظر إلياس بخوف إلى اباه ليجده يقترب منه وهو يردف بغضب " انتى بتأمرينى هى حصلت يا **** طب إلياس مش هيطلع ، إلياس لازم يتعلم ازاى يربى الست لما تغلط ، ودى مسؤليتى انى اربيه يا آيات .

أردف كلماته ثم خلع حزام بنطاله وهو يراقب نظرات آيات المرتعبه بانتشاء وسعاده ، لم يهتم ببكاء ابنه التى تحاول أن تبعده ايات عن ما يحدث ولم يهتم بخوف زوجته الرقيقه ، فقد أردف بغضب وهو يمسك خصلاتها بقوة أدت إلى اقتلاع البعض منها
" لما الراجل يرجع البيت ويلاقي الهانم اللى هو متجوزها بترجع بعديه يبقا انا اريل ، ومعاش ولا كان اللى يخلينى اريل ، لاء والاوسخ راحه تشتكى لابوكى وتطلبي الطلاق ، هيعملى اى حته بواب ولا راح ولا جه ، دا انا افعصك انتى وعيلتك كلها .

نظرت له ايات بخوف وهى تبكى وتشعر بالألم من امساكه لخصلاتها بهذه الطريقه " انا اسفه والله اسفه أبعد إلياس عن الموضوع ، ارجوك خليه يطلع فوق ارجوك يا عاصم .

إِتِجَاَهْ مُعَاَكِسْ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن