اسكريبت

137 16 0
                                    

مغمّض عيني ومستني أعرف بعد ١٠ ثواني هبدأ حياتي مِن جديد، ولا الموت هيكون ليه رأي تاني.

ووسط ما أنا بفكّر شريط ذكريات بدأ يظهر قُدامي لليوم اللي كُنت راجع فيه مِن برا وحياتي اتغيرت ١٨٠ درجة.

= ماما يا ماما.
يا نهار أبيض إنتي لسه نايمة!! أنا جعان.

"أمي حطت إيدها علي بطنها وقالت:

- تعبانة والله يا حبيبي مش قادر أقوم، شوف أي حاجة في التلاجة  أو هاتلك أكل جاهز مِن برا.

" ملامح وشي بدأت تتغير واتعصبت".

= أنتي كل يوم تقوليلي تعبانة!! يعني التعب ده مابيرُحش ولا إيه مش فاهم.
بطلي تقوليلي كلمة تعبانة دي بقي أنا زهقت.

" قامت من علي السرير وهي ضاغطة بسنانها علي شفايفها من الوجع وماسكة بطنها".

- خلاص يا حبيبي ماتِزعلش حقك عليا، إرتاح في أوضتك ونص ساعة والأكل هيكون جاهز.

" سيبتها ومشيت وقولتلها وأنا مديها ضهري:

= ياريت ماتتأخريش.

- حاضر.

"سابتني ودخلت تجهز الأكل، وأنا جِبت بُرتقالة وطبق وسكينة ودخلت أوضتي، غيرت هدومي وبدأت أقشر في البرتقالة وأنا متعصب، لحد ما غصب عني السكينة جرحِت إيدي، ودم كتير بدأ ينزل وعصبيتي زادت أكتر وأكتر".

فتحت باب الأوضة ورايحعلي  المطبخ وبقول بصوت عالي:

= ماهو أنتي لو كنتي عملتيلي أكل زي باقي خلق الله ما بتِعمِل وبطلتي جو التعب بتاعك ده ماكنش حصل اللي حصل، يا شيخة حرام عليكي تعبتيني وقرفتيني.

"وفي جزء محدد بالثانية شُفت قُدامي أصعب مشهد في الدنيا".

الأكل علي البوتجاز بيتحرق، المطبخ كُله دخان، وأمي...

أمي مرمية علي الأرض وجمبها المعلقة اللي بتعمل بيها الأكل، فاقدة النُطق والحركة.
جريت زي المجنون عليها ووطيت علي الأرض ومسكت راسها وحطيتها علي صدري.

= ماما !!!  ماما بالله عليكي لا.
ماتختبرينيش إنتي عارفة إني بحبك والله وده طيش مني.
ماليش غيرك والله... طب ردي عليا بس، ومش هعمل كدة تاني.
ماماااااااااا.

ولما مالقتش منها أي جواب.

جريت علي موبايلي وطلبت الإسعاف، وطول الطريق للمستشفي ماسك إيدها وبعيط زي الطفل الصغير.
وبعتذرلها بس هي ولا سامعاني ولا بترد عليا.

وأول ما وصلنا المستشفي الدكتور عملها تحاليل وإشاعات ودخلت أوضة العمليات بسرعة.

وبعد ساعتين ونص من القلق والتفكير وتأنيب الضمير. لاقيت الدكتور خارِج.
فـ جريت عليه بسرعة لدرجة إني وقعت علي الأرض وقُمت تاني ورُحتِلُه.

الجنة تستاهل ❤🌻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن