الفصل الثالث♥️

1.5K 178 14
                                    

الفصل الثالث(الحقيقة السوداء )
-من علياء تلك ؟!!
قالتها وهي تنظر اليه ...دموعها تطفو في عينيها وقلبها مفطور ...
تجمد وجهه وهو ينظر إليها وبدا بدون مشاعر مد يده  ليأخذ الصورة منها بعنف ويقول:
-اياكِ أن تفتشِ بأغراضي مرة أخري ...
انسابت دموعها وهي لا تصدق ما فعله....
كاد أن يذهب من أمامها إلا أنها أمسكت ذراعه وهي تقول:
-لا ...لن تذهب من هنا الا عندما تخبرني من تلك ...ولماذا تحتفظ بصورها في منزلنا وفي خزانتنا دون أي مراعاة لزوجتك التي رفضتها منذ ساعات ...أخبرني مصعب !
تصاعد غضبه منها ...الا تعرف انها تنبش في الماضي الذي حارب لكي ينساه !
تنهد وقال:
-اذهبِ لتنامِ مرام ...ولا تتدخلِ في شوؤني الخاصة ...زواجنا صوري فلا تلعبِ دور الزوجة الغيورة هذا الأمر لا يليق بنا ...
دفعته وهي تصرخ به بينما تشعر بسكاكين تمزق قلبها :
-سألتك سؤال...وانت مضطر للإجابة عليه ...لا يحق لك أن تشعرني اني بلهاء لا اعرف شئ ...ماذا تفعل صورة تلك المرأة في منزلنا؟! ... أجبني مصعب ...هل هي عشيقتك  ؟! !
صرخت في جملتها الأخيرة بقوة حتي شعرت أن روحها تخرج ..
-انها المرأة الوحيدة التي احببتها !
القي الكلمات في وجهها لتشحب بقوة وهي تتراجع منكسرة بينما تقدم وهو مصر علي ايلامها كما فعلت منذ قليل لقد أذته في علياء وهي مضطرة الان تتحمل شياطين غضبه ...
-مصعب
قالتها بصوت مختنق ...ليمسك.هو ذراعها ويجذبها إليه قائلا ؛
-تلك هي المرأة التي فشلتِ أنتِ في جعلي انساها...
-توقف!
قالت بإنهيار ليكمل وهو يضغط علي ذراعها قائلا:
-لا... يجب أن تسمعِ هذا ...علياء تكون حياتي ...المرأة التي احببتها أكثر من أي شئ وقد ظننت بغباء انك ستجعليني انساها ولكنك فشلتِ مرام...أنتِ امرأة فاشلة !!!
دفعها بقوة عنه وهو يري دموعها  ...كان قلبه يؤلمه بسبب ما فعله ولكن مرام دون قصد ضغطت علي جرحه ...جعلته يصل لاقصي مراحل الغضب  وللتنفيس عن غضبه جرحها ...نهش الذنب قلبه وهو يراها تبكي بألم ...كان الألم يتشكل علي كل جزء في وجهها وكم أراد في تلك اللحظة أن يضمها ولكن هو مجروح أكثر منها ... ألمه صامت لا يعبر عنه...الماضي لا يتركه ومستقبلهما سويا مظلم ...تنهد وهو يقول :
-اسمعيني جيدا  أنا أخبرتك الحقيقة ...زواجنا صوري  ومؤقت ما أن تستطيعِ أن تقفِ علي قدميكِ حتي اطلقك ...الي هذا الوقت لا يحق لكِ ابدا التفتيش في أغراضي ولا لعب دور الزوجة الغيورة أنتِ ليس لديك هذا الحق ...
نظراتها الحزينة تبدلت تماما وهي تنظر إليه ببرود وتقول:
-هل تقصد انك ستتصرف علي راحتك كأنك لست متزوج...إذا أخبرني هل لدي نفس الحق...هل لدي أن يكون في قلبي مشاعر لغيرك واحتفظ بصورته وانا متزوجة بك انت!!! ....
-لو فعلتيها لقتلتك ...
قالها بصوت ناعم خطير ...عينيه تخبرانها أنها تجاوزت حدودها ثم أكمل :
-عندما اطلقك افعلِ ما تريدينه ولكن الان أنتِ مضطرة لاحترامي ...مضطرة أن تحفظِ اسمي هل فهمتِ ...
-انا اكرهك !
صرخت بقهر ثم دفعته لتلج الي الحمام  ....
تنهد بيأس ثم انهار علي الفراش...ما فعله منذ قليل فظيع ..يعرف هذا ولكن مرام ضغطت علي الجرح بقوة ...
..........
في الحمام ...كانت تقف في الحمام ...تشد خصلات شعرها ...عينيها الخضراء تبرقان بغضب ...لم يكن الحزن مسيطر عليها مثل الغضب في تلك اللحظة.    كان غضبها عليه كبير ...الحقير من يظن نفسه ...حقا من يظن ...هل يظن أن لانها تحبه سترضخ وتستلم...كيف يجرؤ علي أن يعاملها بتلك الدرجة ...كم تكرهه وتكره غروره ...
هزت رأسها وقالت :
-حسنا يا مصعب انت من بدأت فتحمل. ..
.....
بعد نصف ساعة خرجت من الحمام وهي تنظر حولها وتتمني أن يكون مصعب قد ذهب ... وفعلا ذهب ...أخرجت حقيبة صغيرة ووضعت فيها بضعة قطع من ثيابها ...ثم ارتدت ملابس ملائمة وذهبت ...ستجعله يواجه عائلتها ...
.......
-اخبريني ما تلك الكدمات التي تغطي جسدك؟!!اخبريني رولا لا تجعليني افقد اعصابي!!!
صرخ اشرف وهو يهزها بجنون بينما عينيه تنظران الي جسدها بصدمة ...كانت الكدمات مريعة ..تغطي أجزاء كبيرة من جسدها...لقد هلع وهو يري ظهرها...آثار حروق وضرب وتعذيب كأن احد ما كان يتفنن يتعذيبها ...
-هذا ليس من شانك ....
قالتها بنبرة مهتزة بينما تتصاعد الدموع لعينيها ...كانت خائفة ...بل مرتعبة ...انه قريب من ماضيها ...ذلك الماضي التي حاولت نسيانه ...الذي مسحته من ذاكرتها واصطنعت ماضي وردي لها ...هي حمت نفسها بتلك الطريقة ولكن أشرف مصر علي تحطيم هذا الماضي الوهمي ...وهذا لن يصير ...لن تتكلم عما حدث ...ستنساه كأنه لم يكن ...حاولت التحرر من اشرف ولكنه لم يتركها ...بل ظل ممكسا بها ...جاء الوقت ليفهم كل شئ ...ليدمر ذلك الغموض الذي يحيط بزوجته ...علي رغم شهور زواجهما الا انها لا تخبره الكثير ...لا تشاركه اي شئ رغم انها تعرف عنه كل شئ ...غير معقول ان يكون زوجها طيلة هذا الشهور ولم يري من قبل تلك الكدمات ...ولكنها السبب فوقت لقائهما الحميمي كانت تصر علي اطفاء الضوء....كانت لا ترتدي ابدا ملابس تظهر مفاتنها ...ملابسها دوما محتشمة بشكل مغيظ ولكنه تركها علي راحتها ...ظن انه الخجل  ولم يشأ ان يضغط عليها ولكن لم يتخيل في أسوأ احلامه ان زوجته تخفي امر مريب هكذا عنه ....كان سيجن ...لماذا فعلت هذا؟! لماذا اخفت عليه هذا الامر...
-اتركني اشرف
صرخت بينما اخذت دموعها في الانهمار ...ولكنه لم يتركها ...رغم ان قلبه كان يؤلمه ولكنه كان مصر علي معرفة الحقيقة كاملة ...هدر بها بوجه خالي من المشاعر فقط عينيه السوداء كانت مشتعلتين:
-لا يا رولا ...انتِ زوجتي ...هل فهمتِ وأنا لن اتركك دون معرفة الحقيقة ...
دفعته وهي تقول:
-لما لا تذهب لزوجتك وتتركني وشأني ؟!
امسك ذراعها وقال:
-انتِ زوجتي أيضا ولن اتركك ...
رفعت رأيتها وهي تقول بنبرة مهتزة :
-ماذا إن طلبت الطلاق ؟!
هوي  قلبه أسفل قدميه ...طلاق ...يريدها ان تبتعد عنه هذا مستحيل ...شدها إليه بعنف حتي اقترب من شفتيها وقال:
-لن اتركك ابدا ...هذا محال ...والان اخبريني ما تلك الحروق ..لا تجعليني افقد عقلي رولا!!!!
دفعته وقالت:
-لا لن اخبرك ...أنا حرة ...هذا شئ خاص بي ....
-خاص بك !!!
صرخ بصوت جهوري لتنتفض هي فيكمل هو :
-نحن متزوجين منذ أشهر وانا لم أري تلك الكدمات الا الان ...
-انه شئ خاص بماضي أشرف لا يحق لك معرفته...
صرخ بها مجددا وقال:
-بلي ...بلي لدي كل الحق أن أعرف ماضى زوجتي ...هذا حقي ...
ربعت ذراعيها وقالت:
-هل تخاف أن تكتشف أن زوجتك بلا اخلاق مثلا ؟!
--اخرسِ
صرخ وهو يرفع كفه ليضربها ولكنه تراجع وقال :
-انتِ مريضة ...حقا مريضة...مختلة وغير طبيعية ...
اتسعت عيني رولا بوجع وهي تنظر إليه ...كلماته تلك حطمت روحها فعليا ...
نظر إلي وجعها بألم ثم تركها  وخرج بغضب ...
..........
كانت ريم تجلس في أحد المطاعم تتناول الطعام بإستمتاع ...فقد قررت أن تستمتع بكل دقيقة هنا علي حساب أشرف وتبا له هو وزوجته ...فجأة توقف الطعام في حلقها عندما سمعت صوت مألوف يقول:
-ريم هذا أنتِ؟!
-لؤي!!
........
كانت جالسة علي أرضية المرحاض ...دموعها لا تتوقف  عن الانهمار...الالم في قلبها لا يُحتمل ...لماذا يصر علي البحث في الماضي ... لماذا لا يحترم قرارها انها تريد أن تنسي ...لقد تجاوزت ما حدث بصعوبة ...لولا والدتها لم تكن لتحيا مجددا كانت ستغرق في ظلام ماضيها ...ولكن أشرف لا يفهم الأمر ....هو يريد الولوج في ماضيها وهذا حقه ...خاصة انه احترم قراراتها جميعا ...كان يناقشها دوما ولا يضغط عليها...لم يهينها يوما الا عندما اجهضت ابنهما ...حينها جن جنونه وقرر معاقبتها ..واستمع لكلام والدته وتزوج من اخري تاركا ايها تموت يوميا من عذاب الضمير والغيرة...لكنه لا يعرف لماذا فعلت هذا ..
هو ببساطة لا يعرف السواد الذي يحتل روحها ...ليته فقط يعرفها حينها قد يقدر وضعها ...الصراع داخلها ما زال مستمر ...شئ يخبرها بقوة ان تخبره الحقيقة ...تخبره كيف عانت وان السعادة المرتسمة علي وجهها سعادة مزيفة يختبئ خلفها اكثر الوجوه حزنا . .تخبره كيف تعرضت للضرب المبرح حتي تفقد وعيها من الالم كيف تحملت حرارة اللهب علي جسدها ...وكيف كان ينتهك جسدها الصغير ...شهقت وهي تضع كفها علي فمها وهي تتذكر هذا ...هزت رأسها واخذت تضرب وجهها:
-لا لا ...لن أخبره ...لن أخبره ....
صرختها القوية جذبت انتباه أشرف الذي كان بصالة المنزل ..
هوي قلبه وهو يركض جهة غرفتها ليتجمد وهو يراها بحالة غريبة...تصرخ بعنف بينما تمزق خصلات شعرها وتضرب نفسها...ركض إليها وضمها إليه وهو يصرخ:
-توقفِ رولا ماذا تفعلين؟!؟
ولكنها بدت كأنها مغيبة ...جل ما كانت تفعله هو الصراخ والبكاء ...قلبها محطم وقد بدأ الماضي يعود ويطاردها لتصبح سجينته ...كان اشرف لا يعرف ماذا بها ....فقط يضمها إليه كي لا تؤذي حالها ...فجأة شعر بها تستكين بين يديه ليجدها فقدت الوعي ...حملها برفق ثم وضعها علي الفراش وقام بتغطيتها جيدا ...نام بجوارها وهو يداعب شعرها ...يلتهم تفاصيلها الصغيرة بشوق ...كم اشتاق اليها اشتاق لحياتهما سويا ...يعلم أنه أخطأ عندما استمع لوالدته ...ولكن لا ينفع الندم الان ...تنهد وهو يقول:
-تري ماذا تخبئين عني يا رولا؟!
........
-اريد الطلاق
اتسعت عيني سميرة وهي تسمع تخاريف ابنتها التي أتت منذ قليل بحقيبة ملابسها لتصيبها بالذعر...
...الطلاق الان سيكون فضيحة كبري ...حتي اكبر من فضيحتها الأولي!!!
-ماذا تقولين أنتِ ابنتي ؟! هل جننتِ؟!طلاق بعد يومين زواج فقط !هل تريدين أن يتكلم عنا  الناس .
نهضت مرام وهي تصرخ قائلة :
-اللعنة عليهم جميعا لا اهتم !لما لا تفهمين يا امي ...أنا أموت ...اموت والله ...هو لا يحبني ...لقد القي الكلمة في وجهي ...الباشا مغرم بفتاة اخري وهو يحتفظ بصورها في خزانته ...اتدرين حالتي عندما عرفت هذا ؟!لقد تحطمت ...ثقتي بنفسي الواهية ضاعت للابد ...ظننت أن الحياة تعطيني فرصة اخري كي أكون سعيدة ولكن  زواجي من مصعب فشل وجل ما جنيته هو الالم ...
كانت تتكلم بسرعة ...دموعها تنسال من عينيها ...جسدها يرتعش انفعالا...وقد خافت عليها سميرة ...امسكتها سميرة وهي تقول :
-ابنتي اهدئ... ارجوكِ ...
اختنق صوت مرام بالدموع وقالت:
-لا أستطيع...صدقيني قلبي يحترق امي ..أنا لم أفعل شئ ليعاملني بتلك الطريقة....لقد رفضني بقسوة جرح كبريائي ..
اجلستها سميرة وقالت بهدوء:
-اسمعي يا ابنتي ...أنتِ الان زوجته لا يهم من يحب من 
هو ملكك الان وأنتِ ملكه ... احصلِ علي زوجك..اجعليه يحبك ...افعلِ المستحيل لتثيري انتباهه لكِ ...ابنتي انت مضطرة لإصلاح زواجك...مضطرة أن تتحملِ كي لا يتركك ويفشل زواجك لأن ...
-لان لا احد سيقبل بي أليس كذلك ؟!بسبب ما حدث أنا فتاة معيوبة يجب أن تشكر ربها أنها تزوجت حتي لو كان زوجها سيعاملها كأنها قطعة  جماد لا تشعر !!
صحيح امي ...هذا ما كنتِ تريدين قوله؟!
قالتها مرام بصوت مجروح لتنظر والدتها إليها بحزن وتقول:
-هذا هو الواقع صغيرتي لا يرحم ...ليس كل ما نتمناه نأخذه ...أنا تمنيت أن
ازوجك لرجل يحبك ...رجل يسعدك ويحترمك ولا يري غيرك ...لكن هذا قدرك يا صغيرة ...إن أردتِ شيئا فخذيه ...وهذا زوجك ...حقك ..أنتِ اولي به ...افعلِ ما بوسعك لتجعليه يعشقك ولا يري غيرك ...ومصعب رجل طيب لو احبك سيسعدك اكيد ولن يؤذيكِ ...
-ماذا عن كرامتي امي هل ستتحمل كل هذا الرفض ؟!
-ابنتي أنتِ مضطرة لأكن صريحة معك لولا مصعب لما كنتِ ستتزوجين ...لقد رفضك ثلاثة عرسان ما أن عرفوا بظروفك ...فأشكري ربك !
وقد كلمة والدتها هي القشة التي قصمت ظهر البعير ...
......
عادت مرة أخري لمنزلها مع مصعب ...هي مضطرة والدتها أخبرتها بطريقة غير مباشرة أنها غير مرغوب بها ...هي عملت بجهد لتزويجها ولن تسمح لها بالفشل ...
-مرام !
صوت مصعب أتاها مختنقا ...نظرت لتجده يقف أمامها بملامح قلقة ثم سرعان ما اقترب منها وضمها إليه وهو يقول:
-لقد ظننت أنك تركتيني !
ابتعدت وهي تقول ببرود:
-حسنا هذا سيكون جيدا بالنسبة لك فوجودي غير مرغوب به ويمكنك أن تتزوج من حبيبتك ...
امتقع وجهه وقال:
-,علياء ليست حبيبتي !
-ماذا ؟!
صرخت بصدمة ليكمل وقد تصاعدت الدموع لعينيه:
-انها تكون شقيقتي المتوفاه ...أنا من قتلتها بيدي!!!!
يتبع
#عروسي_العنيدة
#سولييه_نصار

حكاوي سولييه الفصحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن