الفصل السادس (العشق كالإعصار)
اتسعت عينيها وهي تشعر بالرعب ...يا الله ما الذي قالته ....لا تصدق انها بكل غباء قالت اسم رجل آخر وهي بين ذراعي زوجها ...
-اشرف اسمع...أه ...
ولكن صفعة قوية كان كافية لإخراسها تماما ...ابتعد عنها بقرف وهو يرتدي ملابسه ...ضمت الغطاء علي جسدها بينما تنظر إليه وتبكي أما هو فكانت نظرات الاشمئزاز تظلل وجهه ...كان مشمئز منها للغاية ...
لقد نطقت اسم رجل آخر وهو معها ...لا يصدق ان ريم ليست شريفة وان ربما يكون رجل آخر سبقه إليها ...ما بداخله الآن ليس غيرة بل رجولته قد جُرحت وتطالبه بالقصاص ...
القي عليها نظراته الغاضبة وقال بهدوء مرعب :
-سأخرج الآن وسأعود بعد دقائق فقط لنتحدث ونضع النقاط علي الحروف....
وبالفعل خرج...وما ان خرج حتي ظلت تلطم بصدمة...رباه...رباه لقد تدمر زواجها كليا ...لن يسامحها أشرف علي هذا الخطأ !!!!
....
خرج أشرف الي الشرفة وهو يشعر بالقهر منها ؟!لما ليس لديه حظ مع أي من زوجتيه...واحدة اكتشف انها مخادعة اوهمته بكنية مزيفة في حين انها تربت بالملجأ ...حسنا هذا لا يشكل مشكلة بالنسبة إليه ...فهذا ليس خطأها ولكن من حقه أن يعرف هذا ...ليس من حق رولا ومريم ان يكذبان عليه ...والاخري ...ابتسم بسخرية وهو يفكر أن الاخري أسوأ من الاولي فهي قد قالت اسم رجل آخر وهي بين ذراعيه كم اراد ان يقتلها ...وفعلا كاد ان يزهق روحها ... يديه كانت تتأكلان لكي يخنقها حتي تفيض روحها ولكن تراجع في اللحظة الأخيرة ...هي لا تستحق ان يقضي ثانية واحدة في السجن من اجلها ...انهي أشرف سيجارته بسرعة ثم ولج للغرفة...وجد ريم قد ارتدت ثيابها وتبكي بقوة :
-اه يا عزيزتي امرأة فاجرة مثلك لن تبكي بندم هكذا ...فأمسحِ دموع التماسيح تلك واخبريني من هذا لؤي...
-صدقني أشرف...
-اخرسِ لا اريد تبرير أريد أن أعرف من هو لؤي ...هل هو عشيقك؟!!
صرخ بها لتنتفض وتقول بخوف:
-كان حبيبي السابق منذ ثماني سنوات ...كنت أنا في الثانوية وكان هو جاري ...كان أكبر مني في السن ...أكبر بكثير كان غير متزوج ويعيش مع والده ...وانا كنت أهيم به سرا وهو لاحظ هذا واستغل الأمر وبدأ التقرب مني ...
تنهدت وهي تعود بذكرياتها للخلف وتكمل .:
-ارتبطنا سرا ...كنت اذهب الي منزله واسمح له بلمسي الي ان تطور الأمر وكاد ان يسلب براءتي ....
شهقت ودموعها تنساب بغزارة واكملت:
-لولا دخول والده لكنت انتهيت ولكن الأمر حينها كان فضيحة ...اصبح الحي يتكلم عن الفتاة المراهقة التي علي علاقة بجارها الكبير في السن ...اخترع الجيران قصص غير حقيقة وقالوا انني قدمت له شرفي علي طبق من ذهب ...وصل الأمر الي انهم شكوا اني حامل ...وبعد فترة عرفت ان لؤي سوف يتزوج من قريبته التي تعشقه والتي تغاضت عن الكلام الذي يقال عنه....اما أنا فاصبحت منبوذة من الجميع لهذا اخذتني والدتي وتركنا الحي بعدما مات والدي جراء ما حدث ..لقد توقف قلبه من الحزن .....
توقفت عن الكلام وهي تبكي وتبكي ... لقد دمرت حياة عائلتها بما فعلت :
-اكملِ
قالها أشرف بقسوة لترد هي:
-وصلت لسن الخامسة والعشرون ولم يطرق عريس بابي حتي وبسبب هذا ظلت والدتي توبخني وتعاملني بسوء لانها تري انني من تسببت بموت والدي ثم اتيت انت كحبل نجاه لي من معاملة والدتي السيئة وقررت ان اقنع والدتك بي وبالفعل نجحت في هذا الأمر ..ولكن اقسم لك اني لم....
ولكنها لم تتم قسمها بل انهارت وهي تتذكر قبلة لؤي...لقد انكشف كل شئ فلتقول كل شئ ...
-ما جعلني اتذكره اني رأيته هنا وانا ....أه
صرخت بقوة وهو يصفعها ويقول:
-كنتِ تقابلين عشيقك هنا ؟!!...
-لا لا اقسم لك كانت ...
ولكنه لم يتركها تتم كلامها حتي بل اقترب منها وظل يضربها بقسوة وهو لا يري شيئا امامه الا رجولته الجريحة...
...
صرخات ريم كانت عالية لدرجة ان رولا فزعت وهي تسمعها ...قالت بذهول:
-المجنون ...ماذا يفعل بالفتاة ؟!!
لم تنتظر بل اندفعت بسرعة الي غرفتهما لتجد أشرف يضرب ريم بقوة ...اقتربت رولا وهي تحاول ابعاد أشرف وتصرخ به ؛
-يا مجنون ابتعد عنها ..
ولكن أشرف لم يتوقف عن ضربها ...لذلك فعلت رولا ما رأته مناسب ...امسكت المزهرية وضربته علي رأسه...توقف أشرف واستدار وهو ينظر إليها ...تراجعت رولا للخلف وهي تقول:
-اسفة والله
ولكن أشرف لم يتحرك نحوها حتي بل فقد الوعي ...
لطمت ريم وقالت:
-يا مصيبتي لقد قتلتِ الرجل !!
.....
بعد قليل ...
كان أشرف يسير وهو يضع ثلج علي رأسه بينما كلا من رولا وريم جالسان امامه يتطلعان الي الاسفل بخجل ...القي أشرف الثلج وقال بغيظ وهو يقترب منهما:
-فقط ما ان اعود للوطن سأطلقكما انتما الاثنين !
..........
بعد اسبوع
-تشرفت بمعرفتك مصعب .
قالتها الطبيبة زهراء بلطف ... ابتسم مصعب بتوتر ونظر الي مرام التي تنظر إليه بتشجيع بينما تمسك كفه جيدا وتضغط عليه ...هي تعرف الرعب الذي يعيشه الآن ...فهي عاشته من قبل عندما اتت هنا أول مرة ....
نظرت مرام الي الطبيبة وقالت؛
-لقد اخبرتك عن رغبة مصعب بالحضور يا دكتورة .
.لقد رغب ان يتكلم مع احد صاحب خبرة ..
ابتسمت الطبيبة بتفهم وقالت:
-إن كنت مستعدا سنتكلم لا مشكلة ..
هذا اللطف كان من المفترض ان يجعله يهدأ قليلا ولكنه حقا توتر وهو ينظر الي وجه الطبيبة المريحة ...صحيح كانت كبيرة في السن ولكن عينيها تلمعان بذكاء ...كانت تفهم الصراع الذي يعيشه الآن ...وقد تتفهم رغبته التي سيعبر عنها الآن ...نظر الي مرام بأسف ثم قال:
-اسف مرام ولكني لست مستعد للحديث...أنا موافق بالطبع علي امر الجلسات ولكن ليس الآن أريد بعض الوقت ...ارجو الا تنزعجِ مني مرام ...
هزت مرام رأسها بتفهم ...لم تشعر حتي بالإحباط هي تتفهم هذا ...لقد مرت به من قبل .....خرج مصعب من الغرفة تاركا مرام والطبيبة علي راحتهما كي يبدآن الجلسة الأسبوعية لهما ...
ما ان غادر مصعب حتي نظرت زهراء الي وجه مرام الذي يلمع بسعادة وقالت؛
-انتِ تبرقين من السعادة يا مرام ...
ضحكت مرام ثم ضمت الطبيبة إليها ..ضحكت الطبيبة بدورها وربتت علي كتفها لتبتعد مرام وتقول :
-انا سعيدة للغاية يا دكتورة. ..سعيدة ...انها المرة الاولي التي اكون سعيدة فيها لتلك الدرجة ...مصعب اصبح قريبا منه ...من اردته دوما الآن اصبح زوجي...صحيح انه في البداية اخبرني ان زواجنا سوف يكون مؤقت وانا انهارت ظنا انه لا يتقبلني بسبب ما حدث في الماضي حتي انني ....
اطرقت مرام بخجل وقالت بنبرة ضعيفة مترددة :
-حتي أنني حاولت أن انتحر ...
وضعت الطبيبة كفها علي فاها وقالت بخيبة آمل:
-بعد كل هذا مرام ...بعد كل تلك السنين التي حاولت فيها ان اخرجك من الظلام الذي..
ولكنها لم تكمل وهي تري عيني مرام اللامعة بالدموع ...تنهدت الطبيبة وهي تمسك كفها وتقول:
-اسفة لاني فقدت اعصابي عزيزتي ...أنا اسفة ...أنا وعدتك الا احكم عليك ابدا ...ولكني هنا لمساعدتك حبيبتي ...ان شعرتِ بأي حزن اتصلِ بي ...انتِ لست مجرد مريضة انتِ ابنتي....نحن قضينا سنوات نحاول سويا ونجحنا ...نجحنا لأنك قوية مرام فلا تسمحِ لأي شئ يضعفك حتي زوجك هل هذا مفهوم.
هزت مرام رأينا لتبتسم زهراء وتجعلها تجلس علي الفراش الصغير وتقول:
-والان اخبريني بماذا تشعرين مؤخرا ...هل انتِ
سعيدة بزواجك ؟!هل تسمحين لزوجك ان يلمسك دون اي مشاكل او توتر ...
ابتلعت مرام ريقها وقد شعرت بالخجل ولكنها قالت:
-لا هو لم يلمسني والامر ليس بسببي بل هو من البداية قرر ان يكون زواجنا صوري...أنا حاولت ولكنه ليس مستعد ...
هزت الطبيبة راسها وقالت:
-ألم يحاول هو ؟!
احمر وجه مرام وهي ترد:
-نعم حاول ولكن ..
قاطعتها الطبيبة:
-لا يوجد لكن يا مرام ...مصعب لن يقترب منك الا عندما تعطيه انتِ اشارة ...هو رجل ويتفهم ما حدث معك ...يخاف من ان قد تريه كهذا الحقير ...يخاف ان تريه كمغتصب...لهذا يجب أن تشعريه أنه مختلف ...انه الرجل الذي تحبيه ...فهمتِ اليس كذلك؟!
هزت مرام رأسها وقالت:
-فهمت يا دكتورة ...
ابتسمت مرام وهي تقرر ان تقترب هي من زوجها ...لن تنتظر مبادرته ستخبره هي انها لا تراه كهذا الرجل وانه مختلف تماما ...