الخاتمة(عيناكِ منزلي مرام )
تنهد اشرف وهو ينظر إليها يعرف انها غير مستعدة أن تكون ام في تلك اللحظات في حياتها ...يعرف الخوف الذي يستبد بها ويهددها يعرف الظلام الذي يقبع بروحها ...وهو عليه أن يزيل هذا الخوف ...يحاربه حتي تعود له رولا حبيبته ومالكة قلبه ...هو تركها من قبل ولن يفعل هذا مرة أخري ...لن يخطئ ويتخلي عنها...سوف يتخلي مؤقتا عن حلمه أن يصبح اب فقط حتي تتعافي تماما وتصبح ام مناسبة لاطفاله كما هي تريد...فهو لا يريد أن يعانوا أطفاله والاهم لا يريد أن يري الخوف بعيني رولا ...يريدها واثقة من نفسها كما هي دوما ...يريدها سعيدة وسيحترم رغباتها ....اقترب منها وأمسك كفها وقال:
-كما تريدين ...سأبقي معك حتي تتعافين تماما عندها سنفكر بالأطفال رولا ...لكن ارجوكِ ابقيني بقربك لا تبعديني بتلك الطريقة اريد أن اكون معك كل خطوة ...أريد أن تتعافي بسرعة وتتحرر روحك من الماضي ....
تصاعدت الدموع في عينيها ثم انفجرت بالبكاء ...ضمها إليه بلطف بينما تبكي هي ...لقد انتظرت تلك اللحظة منذ زمن ...انتظرت أن يعرف زوجها عما حدث لها ويقف بجوارها ...كانت حقيقتها التي اخفتها تثقل قلبها وتمزقها من الداخل ولكن اخيرا شعرت بالراحة وهي بين ذراعيه ...بينما يعدها أنه سيبقي دوما بجوارها كانت هي تصدقه ....تصدق أن اخيرا سيكون كل شئ علي ما يرام ...ظلت تبكي لوقت طويل بينما كل ما فعله أنه أخذ يربت علي ظهرها ويهدئها ...كانت حقا منهارة ....وكأنه قوتها التي عرفها دوما ذهبت ...وكأنها اعترفت اخيرا أننا بشر يحق لنا الانهيار احيانا وهو لم يحاول أن يجعلها تهدأ...كان يريدها أن تبكي وتبكي حتي تفرغ ما في قلبها ...ما سمعه من السيدة مريم كان حقا فظيع ....لقد عانت رولا كثيرا ...شخصا غيرها كان ربما لينهي حياته ولكنها محاربة ألقت الماضي خلف ظهرها ونهضت ولكن لأن الماضي لا يتركنا انفجر بوجهها ولكن للمرة الثانية تنهض وتلك المرة ستكون بالطريقة الصحيحة تماما وهو سيكون معها ....بالعلاج النفسي ستكون أفضل بكثير ....
....
بعد نصف ساعة كانت قد غفت بين أحضانه وهي تبكي لذلك حملها ووضعها علي الفراش ...ثم جلس بجوارها ...كان يتأملها بشغف وهي نائمة ...بينما قلبه ينبض بقوة ...كيف استطاع أن يتخلي عنها للحظة.... أن يكسرها بأخري ويظلم ريم أيضا ....لقد دمر بغباؤه حياة امرأتين وها هو يحاول اصلاح ما فعله ...وبما أنه اصلح تقريبا الوضع مع رولا يجب أن يساعد ريم ...لقد طلقها بعد زواجهما بأيام ...وهذا سوف يعرضها للقيل والقال ولكنه بكل غرور لم يهتم بهذا ...كان غضبه المتحكم به وفي لحظة دمر كل شئ ...ولكن كان الخطأ خطأه من البداية هو من أدخل ريم في تلك الدوامة ...ليكسر المرأة التي يحب ودمر حياة اخري وهو عليه أن يصلح الأمر!!!
.....
في اليوم التالي...
نهضت رولا من النوم لتجد أشرف قد جهز الافطار ...ابتسمت وقالت:
-انت ستفسدني بهذا الدلال ...
اقترب منها وقبلها من وجنتها وقال:
-تدللِ علي راحتك حبيبتي ...إن لم تتدللي أنتِ فمن سوف يتدلل ....
سحبها برفق الي طاولة الطعام ثم بدأ بإطعامها ...كانت الكلمات علي طرف لسانه ولكنه كان متردد ماذا أن غضبت أو انتكست هو لا يريد ازعاجها ...
-قل ما تريد قوله
قالتها رولا وهي تري نظرات التردد علي وجهه ...
-لا اريد ازعاجك ..
قالها بتوتر لترد هي :
-لا أخبرني...
تنهد اشرف وقال:
-ريم .
تغيرت ملامح رولا وظهر عليها الالم ...امسك اشرف كفها وقال:
-انا اذيتها ...لقد طلقتها بعد أيام من زفافنا وهذا سيعرضها للقيل والقال ...
-هل تريد ردها مثلي ؟!
هز رأسه بقوة وقال:
-لا ولكني اريد مساعدتها لكي تبتعد عن والدتها ...والدتها تؤذيها كثيرا ومؤكد ستؤذيها أكثر فكرت في جعلها تعمل وتستقل ماديا علي الاقل لا تعتمد علي أهلها ...ما رأيك ...
ابتسمت رولا وقالت:
-سيكون لطف منك أن تفعل هذا .
قبل أشرف كفها وقال:
-لا لطف منك أنتِ ...
ابتعد وقال:
-صحيح اليوم لديك موعد مع الطبيبة وانا سوف اتي معك دون أي نقاش ...
.......