الفصل الرابع(قلوب منهكة)
قتلت شقيقتك؟!
قالتها مرام وهي تشعر بالدوار ...رباه ما تلك الكارثة ...كيف فعل هذا بشقيقته!!!,هل هو فأنا حقا ؟!ام يقول هذا ليبعدها عنها والاهم من اين ظهرت تلك الشقيقة فجأة ...هي لا تتذكر ان لديه شقيقة ...ايعقل ان يكون يكذب عليها ان انها طيلة هذا الوقت كانت تحب قاتل يهرب من ذنبه ...هل يا تري لديه سوابق ام انه هارب من العدالة ....اسئلة كثيرة كانت تدور في عقلها حتي شعرت ان رأسها سينفجر من التفكير ...
-قتلت شقيقتك ...كيف !!!
قالتها بينما دموعها تتساقط من عينيها ...شعرت بالدوار بينما تري وجهه الملبد بالشعور بالذنب...
-اخبرني مصعب كيف قتلت شقيقتك!!!
صرخت به بقوة ...ليصمت هو تماما بينما تحرق الدموع عينيه بينما الذكريات عادت لتهاجمة بقسوة ...الم ...غضب ...ندم كل تلك المشاعر كانت تموج بداخله بينما هي تصرخ به بقوة ...في ذلك الوقت اراد ان يضربها بقسوة فقط لتصمت ...لا يعرف كيف قال هذا ...كيف ...ولكن عندما اتي ورأي البيت فارغ هوي قلبه في قدميه ....شعور بالخوف والوحدة سيطرا عليه لم يبقي معاها سوي يومين ولكن ما ان شعر أن طيفها اختفي من حياته حتي استبد به الجنون وكاد ان يركض لمنزل اهلها ويحضرها معه ...يخبرها انه يخاف الظلام ...وان روحه ما زالت سجينة ظلام ماضيه ...كانت ما زالت تستجوبه ...تضغط عليه لكي يتكلم الا انه كان غارقا في ذنبه ...لم يشعر بنفسه الا وهو يدفعها ارضا ويذهب بسرعة خارجا من المنزل ...
نظرت مرام الي اثره بدهشة ...المجنون ماذا يفعل ؟!!
كيف يلقي مصيبة هكذا ويرحل ببساطة .. .كيف يهرب بعد ان سرق منها الامان...هي تخاف منه الآن ...الرجل اعترف انه قتل شقيقته!!!ثم هرب ببساطة ...هل حقا احبت قاتل ؟! ام انها فهمت الموضوع بشكل خاطئ ...يا الهي ..يا الهي ماذا تفعل بتلك المصيبة ...هل تهرب من المنزل ام ماذا ...شعرت أنها بدوامة ...افكارها متخبطة بين الهروب والبقاء...هل تبقي لتفهم ام تذهب وتنهي هذا الموضوع نهائيا لانها لم تعد تشعر بالآمان ...صرخت بقهر وهي تقول:
-اللعنة عليك مصعب لقد قلبت عالمي بأكمله !!!!
.......
-اشتقت اليك ريم
قالها لؤي بإبتسامة عابثة...نفس تلك الابتسامة التي جعلتها تغرق في حبه .....للحظات ظل قلبها يخفق تلك الخفقات الخائنة وهي تلتهم ملامحه بشوق ...ما زال وسيما لم يتغير ابدا...فقط بعض الخصلات البيضاء التي جعلته اكثر وسامة....نست نفسها وهي تتطلع إليه بنفس الانبهار القديم ...كانت دوما تراه كشئ جميل بعيد عن متناولها وعندما اعترف له بحبها طارت من السعادة وارتبطت به فورا ...كانت تحادثه بالسر ... تسمح له بتجاوز بعض الحدود معها ولكن رغم ذلك لم يكتفي ببضع قبلات بل اراد المزيد والمزيد ...كانت لمساته تتجرأ يوما بعد يوم...الحدود بينهما تنكسر يوما بعد يوم الي ان اتي ذلك اليوم المشئوم الذي تدمرت فيه احلامها الوردية ...
.....
كانت تجلس علي الاريكة في منزله ...تفرك كفيها بخجل ...لقد اقنعها ان تأتي الي منزله مستغلا غياب عائلته وهي وثقت به واتت... كان هو ملتصق بها يداعب شعرها تارة ويقبلها تارة اخري ...فجأة اقترب من شفتيها وبدأ في تقبيلها ...استسلمت هي برقة له ولكنها تجمدت وهي تشعر بكفه تتطاول علي ملابسها ...حاولت أن تبعده بفزع الا انه بدأ يقول :
-احبك.ريم لا تبعديني عنك ارجوكِ ...
ثم كبل حركتها وبدأ في سلبها ثيابها ...
بكت وأخذت تهذي :
-ارجوك اتركني ارجوك ...
ولكنه لم يكن يسمعها من الاساس ...كان مصر علي سلبها أعز ما تملك ...وقد تملك الشيطان منه وكان فعلا ان يدمر كل عالمها ولكن دخول والده في تلك اللحظة دمر كل شئ!!!
.....
-ريم ...ريم
كان ما زال لؤي امامها ينظر إليها بإبتسامته الماكرة وقال:
-غير معقول هل تتذكرين ذكرياتنا الملتهبة معا ...صدقيني أنا لا انام الليل وانا افكر بك ...
ابتلعت ريقها بتوتر ولكنها نهضت وهي تستجدي القوة بينما قالت:
-لا يا لؤي بل أتذكر كم كنت حمقاء لأحب شخص رخيص مثلك ...
ثم كادت أن تذهب من امامه الا انه امسك ذراعها لتدفعه هي وتقول:
-لا تلمسني!!!
-كم اصبحت شرسة
قالها بإعجاب وأكمل:
-افكر لو جددنا علاقتنا أنا وانتِ سنكون سعداء ...
ما رأيك يا نارية؟!!هل تعودين الي ونجدد تلك الليالي النارية؟
-هل انت مجنون يا هذا أنا امرأة متزوجة من كل عقلك تطلب هذا ؟!!
صرخت به وهي ترفع كفها المزين بخاتم زفاف ليمسك هو كفها ويقبله برقة قائلا :
-وما المشكلة هذا افضل..علي الأقل لن نقف عند حدود معينة حبيبتي ستكونين لي بالكامل ...
دفعته وقالت:
-انت مقرف!لا اصدق اني احببت شخصا مثلك عديم الإنسانية والشرف ...أنا لست رخيصة مثلك يا استاذ لؤي ...قد اكون اخطأت منذ سنوات ولكني لن أرتكب هذا الخطأ ابدا ...سأحترم وجود زوجي ...وسأحفظ اسمه ...فهو علي الأقل رجل ليس مثلك!
كلامها اصابه بالغضب فلم يهتم بالناس وهو يقربها منه ويقول:
-لقد اشتقت اليك الا تفهمين أعرف أنكِ لم تنسيني بعد ...نظراتك تشي بكِ يا ريم...انتِ تريديني وانا أيضا ...إذا لماذا الانكار ...صدقيني سنستمتع معا ...سنستعيد الذكريات السعيدة التي كوناها في الماضي والان بلا قيود ...
كلماته اصابت قلبها ...للأسف رغم انه اكثر الرجال حقارة الا انها ما زالت تعشقه بقوة ...تشتاق لمساته قبلاته ...عندما رأته نهض قلبها من ثباته وبدأ ينبض بقوة لا مثيل لها ...رباه ماذا تفعل انها أمراة متزوجة الآن ...لؤي ليس من ضمن مخططاتها ...هي تخطط للإستيلاء علي قلب أشرف كي تبعده عن زوجته ولكن قلبها الخائن يرفض ان يبتعد ...يخبرها ان لديها حق في الحب خاصة بعد ان رفضها زوجها في ليلة زفافهما ...ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه ...كان تنظر لعينيه البنية بعجز ...هاتين العينين التي سلبت قلبها وجعلتها تتخبط في العشق وهي في سن صغير....جعلتها تتخلي عن احترامها لنفسها...تتذكر الأشياء البشعة التي فعلتها فقط ليرضي عنها ...كيف ضحت وكيف رخصت من نفسها ...حرقت الدموع عينيها وهي ما زالت تنظر إليه رباه ما تلك اللعنة التي اصيب بها قلبها ...هل ستتحرر يوما من عشق سام كعشقه ام ستظل هكذا تعيش في الماضي ...متزوجة رجل وقلبها مع آخر ...
ابتسم لؤي بخبث وهو يشعر بتخبطها ودون ان ينتظر اقترب من شفتيها ثم قبلها بقوة ...ظلت لثواني مصدومة وهي تستوعب فعلته ثم بدأت تدفعه بضعف ...شعرت بنفسها تضعف وتذوب و تستسلم ولكن صورة زوجها التي ظهرت امام عينيها جعلتها تفيق وبقوة دفعته ثم صفعته بقوة وهي تهرب ....
ابتسم لؤي وهو يضع يده علي شفتيه ...الفريسة علي وشك الاستسلام ...نظر حوله ليجد زبائن المقهي يتطلعان إليه ليبتسم قائلا:
- elle est mon amour
ثم ذهب مسرعا ...
....
كانت رسم تركض في شوارع باريس ...دموعها تجري علي خدها ...لا تصدق انها فعلت هذا...كيف استطاعت ان تستسلم مرة اخري ...كيف تقلل من نفسها بتلك الطريقة !!! وقفت للحظات ثم انفجرت بالبكاء وهي تشعر بالقرف من نفسها!