الفصل الثامن (ماضي رولا)
-اقرب الناس لي قتلتني بقسوة. ..
صرخت رولا وهي تبكي كانت تشعر بصدرها يضيق بينما الذكريات تتدافع لعقلها بشكل بغيض ...كانت صغيرة حينها لا تدري شيئا ..كانت تتذكر أنها كانت ككيس ملاكمة لوالداها كلما شعر أحد منهما بالغضب كان يضربها ...صحيح كانت صغيرة جدا ولكنها كانت تدرك كل شئ ...لقد تم حرقها وهي في سن الرابعة ...الرابعة !!! لقد نشأت وهي تري نفسها تعيش في بيئة سيئة ...منزل صغير ووالد سكير كان يتحرش بها ...ام مجنونة كانت تضربها وتحرقها الي أن أتي اليوم الذي تشاجرا والدها بعنف وخرج والدها من المنزل ...حينها والدتها أفرغت كل غضبها بها ...قامت بضربها حتي تشوه وجهها ...حرقتها في ظهرها حتي فقدت هي الوعي لمدة طويلة واستيقظت في سرير المشفي ....
...
شهقت رولا وهي تستعيد ذكرياتها السيئة ...لقد ظنت أنها تجاوزت الأمر...ظنت أنها قوية وقد ألقت الماضي خلفها ...ولكن لا ...لا يوجد دليل واحد علي أنها تجاوزت الأمر بل ما زالت تعيش في الماضي ...واكبر دليل علي هذا أنها قتلت طفلها ...ولكنها كانت لا تريده أن يأتي لهذا العالم ...خافت أن يعاني مثلها ...عندما أخبرتها الطبيبة بحملها أصابها الهلع ...ارتعبت كثيرا ...خافت أن يأتي طفل ويعيش ما عاشته هي ...لذلك أجهضته ...وكم تتعذب لأجل هذا...ارتفع صوت بكاء رولا لتخاف زهراء عليها ثم اقتربت منها وضمتها إليها وهي تقول:
-لا بأس ...لا بأس ...
-اتوسل اليكِ ساعديني يا دكتورة ...أنا أموت ...ظننت اني تجاوزت الأمر ولكن الماضي يخنقني ...ما زالت أشعر بالألم ...أنا...
اختنق صوتها وهي تبكي ثم أكملت:
-اتوسل اليكِ ساعديني...أنا أريد أن أكون بخير ...ارجوكِ
تنهدت زهراء بألم وقالت:
-ستكونين بخير ...ستكونين بخير...
ابتعدت عنها وربتت عليها وهي تكمل :
-والان اخبريني كل شئ ...كل شئ رولا ...أنا هنا لأساعدك ...وسأمسك بيدك حتي تستطيعِ تجاوز الأمر ...أنا من سأمسك بيدك ولكن ارجوكِ ساعديني لأفعل هذا حبيبتي ...أنا لن أستطيع مساعدتك الا بموافقتك انتِ...ارجوكِ تكلمي اخبريني ماذا حدث ؟ما الماضي الذي يجعلك تعاني لتلك الدرجة. ..
شهقت رولا وقالت :
-كانا يضرباني بقسوة ...ابي كان يتحرش بي وأمي كانت تضربني ...كانا يعاملاني بطريقة سيئة للغاية ..لم يحترموا طفولتي ابدا...لم يحبوني ابدا ...كنت أنا مجرد عبأ عليهم ...كانا دوما يخبراني اني طفلة غير مرغوب بها واني أتيت نتيجة خطأ ...جعلوني اكره طفولتي وأكره الزواج وكل شئ ...ولكني نهضت مرة أخري يا طبيبة وهذا بفضل امي مريم ...نهضت والقيت الماضي خلف ظهري ...نهضت مرة آخري بقوة ...تجاهلت الماضي كأنه لم يكن وتعلمت وعملت وأصبحت ناجحة للغاية ولكن اشباح الماضي أصرت علي مطاردتي ...
صمتت وهي تبكي ...قلبها كان يعتصر من الالم ..قوتها تهاوت تماما بينما تبكي كطفل صغير ...لم تصدق ابدا أنها ستنهار بتلك القوة ...هي حتي عندما تزوج اشرف لم تبكي هكذا ...بل تحلت بالقوة وأصرت علي استرداده ...ولكن هذا اقوي منها بكثير ...الماضي يكبل روحها ...يجعلها عاجزة علي أن تعيش بطريقة طبيعية ..حتي زوجها ضاع من بين يديها ...حياتها انهارت لأنها تجاهلت الماضي بدل من مواجهته ...نظرت إلي زهراء وقالت:
- لقد مت الف مرة يا دكتورة...الف مرة وانا اري جسدي يُنتهك ولكني بكل غباء ظننت اني تجاوزت الأمر ولكن لا ...أنا عدت لنقطة البداية ...أنا ضعيفة ...ضعيفة للغاية....لا استحق أن أعيش في هذا العالم أليس كذلك ؟!
أمسكت زهراء كفها وابتسمت وقالت:
-بل تستحقين لأن رغم ما مررتِ به ما زلتِ تحاربين ...أنتِ محاربة يا رولا...
......
-هو يحتاجك مرام ...مصعب الان في حالة سيئة للغاية ...موت والدته حطمه...يشعر حقا بالأسي وتأنيب الضمير حاولت إخراجه مما به ولكنه رفض تماما لذلك أتيت اليك أنتِ ...مرام أنتِ الوحيدة التي استطاعتِ اختراق حصونه ...أنا رأيت صديقي المقرب سعيد بعد سنوات وهذا بفضلك ...هو يعشقك ...
-ولهذا طلقني أنس !
قالتها مرام بنبرة جريحة ليرد هو :
-تعرفين ما يعانيه ...في هذا اليوم رأي والدته...اتهمته اتهامات بشعة ...لقد اتي الي وبكى كالأطفال...لو رأيته حالته كان سينفطر قلبك ...
لمعت الدموع بعينيها ...نعم تتخيل هذا ...هي تعرف ما يعانيه ...تقدر هذا ولكن مصعب مصر علي إبعادها وهي ليس لديها الطاقة لامساك اليد التي دفعتها بعيدا ...
تنهدت مرام وقالت:
-ماذا علي أن أفعل أنس ...هو لا يريدني ...يبعدني عنه بقوة ...لا يسمح لي بمساعدته وانا لدي ما يكفي من المشاكل ...أنا أعاني أيضا بالكاد أتماسك لا أستطيع أن أنقذ شخص لا يريد الحياة ..
غضب أنس قليلا ونهض قائلا:
-اذا ستتركين من تحبيه يموت من الحزن ...هل كان حبك خدعة مرام؟!
نهضت بدورها وهي تقول بتعب:
-لا ليس حبي خدعة ولكني أخبرت مصعب اني اذا ذهبت لن أعود ...
هز أنس رأسه وقال:
-الرجل كان محطم مرام ...بكل غباء ذهب الي السيدة التي اتهمته لسنوات بقتل ابنتها ...ذهب لانه وثق أن عشقك له سيجعله يواجهها ولكنه انهار تماما ...جل ما كان يفكر به أنه لا يستحقك ...هو يريد نفسه سئ للغاية ...يري أنه لا يستحق الحب ...أنا أطلب منك مرام أن تساعديه...ارجوكِ لا تتركيه هكذا ...أنتِ الأمل الوحيد له بعد الله ...لا تتركيه الا عندما يعود لصوابه ...أتوسل اليك ...
انسابت دموعها ...قلبها يخبرها أن تذهب إليه ...تهزه وتجبره أن يخرج من تلك الحالة الغريبة ولكن كبرياؤها الجريح يرفض ...لقد رفضها مصعب مرارا وهي قد اقسمت أنها لن تعود ...الصراع البادي علي وجهها أراح أنس قليلا ...عرف انها بدأت تقتنع ...هي ستذهب الي مصعب بكل تأكيد ستبقي معه ...هو يعرف كم تحبه ويعرف أيضا وكم يحبها مصعب...يعرف انها الوحيدة القادرة علي إنقاذه ...لقد أتم مهمته الآن ويجب أن يذهب ...ابتسم أنس بلطف وقال:
-القرار قرارك مرام ...كل ما أريد اخبارك به أن مصعب الان يحتاج لكِ فقط لكِ ...
ثم تركها وذهب وهي تشعر بالدوار ...الأفكار في عقلها تتصارع ...حرب القلب والكبرياء كانت شرسة للغاية ...ولكن الا يمكننا أن نتنازل قليلا لأجل حب ...مصعب حقا بحاجة إليها هو تنازل وعري ضعفه لها فلتتنازل هي أيضا وتقف بجواره... ذهبت الي غرفتها وأغلقت الباب ثم استلت هاتفها واتصلت بطبيبتها زهراء ...يجب أن تستشيرها ...تحتاج لأحد يخبرها أنها محقة ..يخبرها أن بإيمانها وحبها ستستطيع أن تنقذ مصعب مما هو به ..ولكن تخاف أن في سبيل ذلك تتحطم هي ...تخاف أن كل ما بنته في السنوات السابقة يتهاوي وتعود لنقطة البداية وهي لن تتحمل هذا ابدا...تنهدت عندما لم ترد الطبيبة ...وضعت الهاتف علي الفراش وهي تتنهد بقوة ...ماذا عليها أن تفعل الان ..شعرت بالحيرة ...هل تذهب ام لا ...ظلت تفكر لبضعة دقائق ...ثم نهضت وعينيها تلمع ...سوف تذهب ...لن تتخلى عنه ابدا ... بسرعة أخرجت حقيبتها ثم بدأت بوضع ملابسها بها ...كانت تضحك بسعادة كالمجنونة ...تشعر بقلبها يقفز من السعادة ...ولجت والدتها لغرفتها وقالت:
-انس ذهب.......
ولكنها توقفت وهي تري ابنتها تضع ثيابها في الحقيبة وتضحك كالمجنونة ...
-ماذا تفعلين يا مرام؟!
-سأعود لمصعب امي ..
-ماذا؟!!!!
......
-لما اتيتِ هنا ؟!
قالها مصعب وهو يتطلع الي مرام التي امامه ...كان مصدوم من قدومها إليه ...هل عرفت بوفاة والدته يا تري ؟!
لم يظهر علي وجه مرام اي تعبير فقط مررت عينيها علي الحالة التي بها مصعب...كانت ذقنه غير حليقة...وجهه باهت للغاية كان يبدو كرجل فقد كل شئ ...الحزن واليأس يرسمان اثارهما بمهارة علي وجهه...اعتصر قلبها ألما عليه ودت لو تذهب وتحتضنه ...تبكي معه وتخبره انها ستمسك كفه للنهاية...تعده انها سوف تخرجه للضوء...وتنقذه من الظلام ...لكنه لا يسمح لها بإختراق حصونه ...فقط يطردها خارج حياته ...ولكنها رغم هذا أتت إليه لتنقذه وستنقذه !...
ربعت ذراعيها وقالت:
-جئت لأري الحالة السيئة التي انت بها !
ابتسامة مرحة زينت شفتيها لينظر إليها بتعب ولا يتكلم ...تمشت في المنزل براحة وقالت:
-تبدو في حالة مريعة ...ما زلت تقضي وقتك في الشفقة علي نفسك بدلا من طلب المساعدة ...ذكاءك مبهر يا حبيبي ...
اغمض مصعب عينيه وقال :
-لماذا اتيتِ مرام ...ارجوكِ اذهبِ أنا لا احتاج لأحد...
-واضح .
قالتها بسخرية. ..فنهض هو بغضب واقترب منها وهو يعتصر يدها ويقول:
-لا تفقديني عقلي مرام !!!ما الذي أتي بك الي هنا وما تلك الحقيبة ؟!
ضحكت وقالت؛
-لنقل أنني قررت أن أعود إليك !
-دون موافقتي
قال بسخرية. ..
هزت كتفيها وقالت:
-اجل يا حبيبي سأعود دون موافقتك ....
اقتربت منه أكثر حتي اختلطت انفاسهما وقالت :
-وإن شئت يمكنك أن تحملني وتطردني خارج شقتك ....اغمض عينيه وهو يشعر بقربها الخطير ...انها تخترق حصونه.....
-انا محطم ..
قالها مصعب بصوت مختنق لتمسك مرام يديه وتقول :
-أعرف...وقد جئت لأساعدك ....
-امي تكرهني ...
قالها بينما دموعه تنساب علي وجنتيه ...
تألم قلب مرام بينما يكمل هو :
-لقد ماتت وهي تكرهني مرام ...ألقت الكلمات بوجهي ..أخبرتني اني قاتل ...لم يكن لدي فرصة حتي لأطلب السماح ....
كان قلبها يعتصر من الالم ....كان محطم هذا واضح من نبرته المهتزة...والدته تحمله جريمة لا ذنب له بها ...لقد كان حادث بحق السماء ...كيف تفعل هذا بإبنها؟!!يعني هي تقدر أنها خسرت ابنتها ولكن مصعب ابنها أيضا كيف تدمر حياة ابنها بتلك الطريقة ...الا تعرف شيئا اسمه القضاء والقدر ...الا تعرف أن ما حصل مجرد حادث ...روح مصعب تتعذب بسببها هي تشعر بهذا وعذابه لاقي صدى عميق في قلبها ...هي لن تترك حب حياتها يعاني ...ستساعده مهما كلف الأمر ...ستبقي معه حتي النهاية...وستخرجه للضوء ...
رفعت مرام كفها ومسحت دموع مصعب برفق وهى تقول:
-كان مجرد حادث حبيبي ...والدتك رحمها الله كانت مخطئة الأمر ليس بيدك ...هذا قدر علياء ونحن يجب أن نتقبل القدر ...الموت مؤلم اتفق معك ولكنه حقيقة ...
صمتت قليلا ومدت كفها وأمسكت كفه بقوة وقالت بألم:
-انا سأكون معك للنهاية يا مصعب ...سأساعدك ..لن اتخلي عنك مهما فعلت ...أنا امسك يدك الان فلا تبعدني ارجوك ...
ضمها إليه مصعب بقوة وهو يبكي ...لقد مات بذهابها ....انتهى تماما ولكنها عادت ...عادت كي تنقذه وهو لن يترك يدها مجددا هو بحاجة إليها ....هي حب حياته ... المرأة الوحيدة التي أعطته الامان بعد علياء....أبعدها عنه وامسك وجهها وقال:
-انا سعيد لانك عدتِ ...كل ما أخبرتك به يا مرام كان كذب ...انا حقا احبك ...احبك اكثر من اي شئ اخر ...واريدك معي ...
مسح دموعها وأكمل:
-وانا الان من امد يدي لكِ واخبركِ اني اريد أن اتعالج ...ساعديني ارجوكِ.
..........
تجمدت والدة أشرف وهي تجد السيدة مريم أمامها ...تنظر إليها بجمود ...
-من اتي امي؟!
كان هذا أشرف الذي وقف بجوار والدته ليتجمد وهو يري السيدة مريم أمامه ...
-هل يمكنني الدخول أشرف؟!
قالتها مريم بنبرة ثابتة...قوية بينما عينيها تبرقان بتصميم ...
. ....
-شكرا لكِ
قالتها السيدة مريم برقي وهي تتناول كوب القهوة من والدة أشرف ثم قالت بأدب:
-هل يمكنني التحدث مع اشرف علي انفراد لو سمحتِ ...؟
نظر اشرف الي والدته بتوتر ولكنه لم يمانع....انسحبت والدته بهدوء ..ليولي اهتمامه بتلك السيدة ...كان اشرف يتطلع إليه واعصابه تحترق ...ينتظر علي نار ما ستقوله له ...فبعد أن طلق رولا لفظي لم يحاول أحد التواصل معه عكس ريم التي تتصل به يوميا ليردها اليه......
-اسمعك سيدتي...
قالها اشرف لترد هى:
-اشرف انت تزوجت علي ابنتي وعاقبتها دون أن تسمع مبرراتها و طلقتها دون أن تسمع ما مرت به من الأساس ...انت حتي لم تعطيها فرصة لتدافع عن نفسها...
صمت اشرف لتكمل هي :
-انا لن ابرر لها بل أتيت لأخبرك الحقيقة كاملة عنها ....رولا لا تعرف عن قدومي الي هنا فلا تظن أنها تريد العودة اليك ..أنا فقط رأيت أن من واجبي أن أخبرك الحقيقة ...لأن هذا من حقك بعد كل شئ..
ربع أشرف يديه وهو ينتظر وقال؛
-تفضلي...
تنهدت مريم وقالت:
-لقد عانت رولا كثيرا بني ...عانت أكثر مما تتخيل ...رولا ليست ابنتي الحقيقية ..لقد تربت في ميتم...
تصاعدت الدموع لعيني مريم بينما ابتلع اشرف ريقه محضرا نفسه لما سيسمعه...أكملت مريم وقالت:
-كنت أنا متبرعة لهذا الميتم عندما رأيتها ..وقعت في حبها فورا واردت جعلها ابنتي ..لم يكونا يعرفان من هما أهلها الحقيقين ولا حتي هي جل ما أخبروني به أنهم وجدوها أمام الميتم وهي في سن الخامسة من عمرها وهي في حالة سيئة للغاية ...كانت مضروبة وتم حرقها في أماكن متفرقة من جسدها ...بحثا عن والداها كثيرا طبقا للمعلومات القليلة التي حصلوا عليها منها ولكن للاسف لم يجدوا شيئا لذلك أخذتها وقمت بتربيتها لاني لم أنجب ...ربيتها جيدا ...اعطيتها الحب والحنان والأهتمام ولكني تجاهلت شيئا في منتهي الخطورة...تجاهلت نفسيتها التي تضررت ...روحها التي تشوهت على يد اثنين من الشياطين ...
انسابت الدموع من عينيها واكملت :
-انا كنت اري صغيرتي تنهار كل يوم بسبب الكوابيس التي تعانيها ....لم افكر يوما بجعلها تذهب الي طبيبة نفسية ...ظننت أني قادرة علي إصلاح روحها ولكني فشلت أشرف ...
اتسعت عيني اشرف وتصاعدت الدموع في عينيه وهو يتذكر الحروق والآثار التي رآها ...تذكر كيف كان حقير معها في ذلك الوقت ...لقد اهانها ..اذاها بكلماته وذهب دون أن يستمع لها ...شعر بقلبه يتمزق من الالم ود الآن أن يذهب ويطلب منها المغفرة ...يطلب أن تسامحه وتعود له ويقسم أنه سيتفهمها ....
اكلمت مريم وقالت:
-جعلتها تلقي الماضي خلف ظهرها ولا تفكر به ...ظننت اني بهذة الطريقة اساعدها ولكن للاسف أنا كنت ادمرها ...وعندما عادت الي تلك المرة ..عرفت اني لن أستطيع مساعدتها لذلك استعنت بمن سيستطيع مساعدتها جيدا ...
مسحت مريم دموعها ونظرت لاشرف الذي انسابت دموعه وقالت:
-لا اقول هذا لتشفق عليها بل أقول هذا لأن من حقك أن تعرف ما اخفته عنك رولا...انت بطريقة ما اذيتها كثيرا مثلهما يا اشرف ولا أظن أنها قادرة علي الغفران ...
وبتلك الكلمات تركته مريم منهار تماما وخائف!
......
خرجت مريم من منزل اشرف وهي تتنفس براحة ...اخيرا قد أزاحت هذا الحمل الثقيل عنها وما كادت أن تركب سيارتها حتى رن هاتفها ...اخرجته من حقيبتها واتسعت عينيها وهي تجده مراد المحقق الذي طلبت منه أن يجد أهل رولا الحقيقين ...
-اهلا مراد هل وصلت إليهما ؟!
-اجل سيدتي ..
أتاه صوت مراد مترددا وأكمل بنفس التردد:
-لقد عرفت اليوم أنهم توفيا منذ سنتين!!!
انتهى الفصل
#عروسي_العنيدة
#سولييه_نصار
منتظرة ارائكم♥️