الفصل السابع(طلاق)
-طلاق !
قالتها مرام وهي تبتعد ...كانت مصدومة مما تسمعه ...ماذا به ...وماذا فعلت هي ليعاقبها بتلك الطريقة ...بل كيف عاد لخرفاته تلك هي حقا لا تفهم شيئا ...
أما مصعب فكان ينظر إليها بنظرات فارغة علي رغم من أن داخله ينصهر من الالم وهو يخسر بيده شخص آخر يحبه أكثر من الحياة نفسها ...
تصاعدت الدموع لعيني مرام وهي تراه يقف صامتا وجهه متجمد بلا مشاعر ...لا يبدو عليه التردد أو حتي المزاح ... أحقا سيلقيها بتلك البساطة ...سيتخلي عنها بتلك السهولة ...شعرت بألم في قلبها ...رأت بعينيها سعادتها تتهاوي ...وقد تدمرت السحابة الوردية التي كانت تعتليها منذ قليل وهي بين ذراعيه لترتطم بمرارة الواقع ...
-انا لا افهم مصعب ...ماذا فعلت لك؟ !!! أخبرني ماذا فعلت!!
صرخت في جملتها الأخيرة وهي تشعر قلبها يعتصر الما ...لما يفعل هذا بها لما يحطم كل شئ؟!!لما مصر علي تحطيم سعادتهما هي تعرف أنه يعشقها !!!
ربع يديه وقال بنفس النظرات المجوفة:
-لم تفعلِ شئ ...ولكني أخبرتك من قبل أن زواجنا مؤقت ولا تتأملِ أن ينجح أنا لا اقبل بكِ كزوجة ...
كلماته كانت قاسية وأوجعت قلبه قبلها ولكن يجب أن يفعل هذا ...يجب أن يبعدها عنه ..لأنه لا يستحق وسيدمرها ...
-ايها الحقير ...
صرخت مرام وهي تدفعه بقوة واكملت:
-ان كنت لا تحبني لماذا لمستني؟!!لماذا جعلتني زوجتك فعليا ؟!لماذا أعطيتني الامل ثم انتزعته مني مجددا ؟!
-ضعفت للحظة كان عليكِ مقاومتي ..
قالها ببرود لتضع كفيها علي رأسها ...لا تصدق ما يقوله ...هل هو مجنون ...يلومها لأنها قاومت نفسها واعطته ما يحتاجه ...علي رغم الذكريات السيئة التي هاجمتها بينما يقبلها هو ...ولكنها دفعت ذكريات اغتصابها بعيدا وأعطت لزوجها ما يريد وها هو يكافئها بتلك الطريقة السيئة!!!
امسكته من كتفيه وصرخت به ؛
-ما بك ...حقا ما بك ؟!!هل فقدت عقلك ...اللعنة أنا أمسكت يدك ...كنت اريد مساعدتك وها أنت تتخلي عني في منتصف الطريق مصعب ...لما تفعل هذا بي ؟!!!
-لاني لا اريد احد!
صرخ وهو يدفعها بينما مشاعره تطفو علي السطح وعلي وجهه كان ألم لا يطاق ...كان هو يتعذب أيضا بدوره ...اكمل وهو يصرخ بها:
-انا لا اريد احد ليساعدني لا أنتِ ولا انس ...اتركوني وشأني لما لا يفهم أحد معاناتي ...أنا أعاني هنا ...أنا قد قتلت احب شخصا لقلبي وما زلت احمل ذنب هذا الأمر ولكن لا احد منكم يفهم معاناتي القول اسهل من الفعل ...لن يشعر بي الا من عاش ما أعيشه ...
-لقد عانيت أنا بدوري !!!
قالتها وهي تدفعه بقوة ...
-لقد تعرضت للإغتصاب يا هذا !الاغتصاب!!اسفة جدا للمعاناة التي عشتها ولكني عشت الأسوأ ..
صرخت به مرام وهي تبكي وأكملت بعذاب :
-لا تظن اني تجاوزت الأمر مصعب ...أنا رغم اني متماسكة الان إلا أن داخلي ضوضاء لا تنتهي ...لقد كنت طفلة عندما تم اغتصابي ...بين يوم وليلة تدمرت حياتي وكل احلامي ...
ضربت علي صدرها وقالت:
-لقد كنت الضحية ولكن عاملني المجتمع كأني مجرمة رخيصة !!الجميع أصبح يتهمني ويقول إن الفتاة المشاغبة هي من اغرت العجوز ليغتصبها تخيل ...أنا أصبحت مجرمة في نظر المجتمع ...خمس سنوات...
بكت وأكملت بألم:
-خمس سنوات مصعب وانا اتعالج مما حل بي انهض واقع ..الي أن استطعت الصمود أمام هذا المجتمع ومواجهته ...خمس سنوات ولم يمسك بي أحد إلا طبيبتي ...حتي اهلي تركوني ظنوا أنه بحبس المجرم والمتابعة مع طبيب نفسي قد فعلا ما عليهم ولكن لا ...أنا أردت أن يضمني أحد ويبكي معي ...أردت أن يمسك أحد كفي ويقول :
-سنتجاوز هذا معا ...وانا فعلت هذا يا مصعب أمسكت كفك وسأمسكها مجددا ...ولن أتخلي عنك ولكن أرجوك لا تبعدني ...
مسحت دموعها وهي تنظر إليه ...
-ابقي معي ..
مدت كفها له وهي تتمتم بتلك الكلمات ...عينيها الخضراء لمعت بدموع الرجاء ...تعرف أنه لو رفض الآن فهو ينهي كل ما بينهما ...
نظر مصعب الي كفها الممدودة وابتلع ريقه ...ود أن يمسك كفها ويبقي معها وليذهب الباقي الي الجحيم ولكن الماضي لا يتركه ...يخنقه ويحتجز روحه ...سالت دموع مرام وقالت بصوت مختنق:
-مصعب إن قررت أن تتركني الان فلن أعود لك ابدا ...لو لم تمسك كفي الان فأنت تنهي ما بيننا وأقسم لك اني لن اعطيك اي فرصة اخري وسأختفي تماما من حياتك ...
كلماتها اشعرته بالخوف ...الخوف من فقدانها هو يعشقها ولكنه سيدمر حياتها لو بقي معها لذلك اتخذ قراره وقال:
-لقد قررت مرام ...لن ابقي معك لا تتأملِ...زواجنا محكوم عليه بالطلاق ...
سقطت كفها بيأس ومسحت دموعها وقالت:
-حسنا هذا كان اختيارك فلتتذكر هذا !!وبما أنك ترفض أن أبقي معك إذن...
صمتت قليلا ورفعت رأسها وهي تقول بقسوة:
-طلقني !
ابتلع ريقه وقال:
-لقد اتفقت مع والدك
-اللعنة علي هذا الاتفاق ...قولت لك طلقني!!
صرخت به بقوة ليقول هو :
-انتِ طالق مرام ...
ابتسمت دامعة بينما من داخلها كانت تحترق!!!
........
رنين الجرس أفزع سميرة ...نهضت بسرعة لتفتح الباب وبهتت وهي تجد مرام تحمل حقيبتها !
-ماذا تفعلين هنا وفي هذا الوقت مرام ؟!!
قالتها والدتها بصدمة لتدخل مرام الي المنزل وهي حاملة حقيبتها وتقول ببرود:
-لقد تطلقت !!!
-يا مصيبتي ..
صرخة والدتها الملتاعة جذبت انتباه والدها ليأتي مسرعا ويقول:
-ماذا...مرام!!!ماذا حصل يا ابنتي ؟!
تنهدت مرام بملل وقالت:
-حسنا سأقولها مجددا مصعب طلقني ...
-هذا الحقير !!
قالها والدها بعنف ثم أكمل :
-سأطرده من الشركة أنا سوف ادمره!.
ربعت مرام ذراعيها وقالت:
-انت لن تفعل هذا يا ابي !لأن انا من طلبت الطلاق يؤسفني أن أقول أن الصفقة التي بينك وبين مصعب لكي يتزوجني فشلت ...
ارتبك والدها وقال:
-يا ابنتي أنا ...
أوقفته بكفها وقالت بقوة:
-انا لا الومك انت أردت مصلحتي حتي لو اذيتني في سبيل هذا...مصعب لم يخبرني شيئا بل أنا عرفت من البداية وحاولت أن أجعل زواجي ناجحا ولكن فشلت ...ولكن انت لن تؤذي مصعب يا ابي هل سمعتني لاني انا من طلبت الطلاق !
-لكن لماذا ؟؟الم تستطيعِ أن تنتظرِ قليلا يا ابنتي الان الناس ...
-اي ناس
صرخت ودموعها تقطر من عينيها واكملت وهي تختنق بدموعها:
-اتقصد هؤلاء الناس الذين جعلوني أنا المجرمة واتهموني أنني من اغويت هذا الرجل ...أم انتم الذين رفضوا تصديقي عندما اخبرتكم أن ابن عمك يتحرش بي الي أن تمكن مني في يوم واغتصبني !!...
اطرق والدها بخجل لتكمل وهي تبكي:
-اي ناس بالله عليك ...اللعنة عليهم جميعا أنا لا اهتم ...ولا اريد اي شئ منكم فقط دعوني وشأني ...لا تحاولوا تزويجي أنا لا أريد شيئا ...اريد أن اعيش في سلام هل هذا كثير؟!
صرخت بها مرام لتجد فقط الصمت ...لم يرد عليها أحد...ابتسمت بسخرية وأكملت:
-لا رد أليس كذلك ؟!هذا جيدا ...من اليوم وصاعدا اتركوني وشأني تلك هي حياتي وانا سأعيشها كما اريد لست بحاجة لرجل ...أنا من الآن وصاعدا سأخرج وأعمل...وسأفعل ما أريده دون أن أتجاوز حدود ديني وأنتم كل ما عليكم أن تدعموني ...لمرة واحدة لا تعاملوني كأني حمل ثقيل تريدون التخلص منه ...لمرة واحدة اشعروني انكم تحبوني ...أتوسل اليكم ...
بكت والدتها واقتربت منها وهي تضمها إليها بقوة واقترب أيضا والدها وقال :
-نحن نحبك وسندعمك في كل قرارتك سنكون معك ولن نستمع لكلام الناس ...اعدك ابنتي ...
تنهدت مرام براحة وهي تمسح دموعها هذا هو افضل عناق حصلت عليه من والديها يوما ...
....
بعد قليل
ولجت مرام لغرفتها وهناك ثقل كبير في قلبها ...لم تنتظر وولجت الي الحمام لتغتسل ثم خرجت بعد دقائق ارتدت الاسدال الخاص بها وبدأت تصلي بلهفة كي ترتاح ...ان كانت تعلمت من محنتها شيئا فقد تعلمت أن القرب من الله يغنيك عن كل شئ !!!
سلمت وقرأت وردها اليومي ثم ذهبت لتنام ...تسطحت علي فراشها ...رغم الالم الذي يعتصر قلبها ولكنها قررت ألا تنهار ..بل يجب أن تفكر كيف ستكمل حياتها دون مصعب ...لقد تجاوزت الكثير وتجاوزه لن يكون بالأمر الصعب ابدا ...فقط عليها أن تنشغل عنه وتشغل عقلها عن التفكير في الأشياء السيئة ولن يحدث هذا إلا عندما تعمل ...فكرت بجدية عن الاحتمالات التي أمامها كي تجد عمل يليق بها ....هي تعشق تصميم الازياء فلما لا تحاول أن تبدأ من هنا مؤكد أنها لو بحثت ستجد شركة ما تعينها ...
أغمضت عينيها وقد قررت أن تبحث عن عمل في الصباح ...لن تترك نفسها فريسة لأفكارها ...
............
شعر بالاختناق ...لقد رحلت فعليا ولن تعود ..
ود لو يصرخ أو يبكي ...يبكي لانه جبان ...أضاع أكثر أمراة احبها في حياته ...يبكي لانه جبان لا يستحق امرأة قوية مثلها ...لقد حاولت ..حاولت أن تنقذه وهو رفض وطردها من حياته والان هو يعاني ...هل ستنساه يا تري ...هل ستتجاوزه كما تجاوزت كل شئ بشع في حياتها ...سالت دموعه وهو يشعر أن نفسه يتقطع والعالم يضيق به ...مرام ذهبت ...ذهبت وتركته ...وهو من طردها ...هو السبب ...هو السبب في قتل أخته ...وهو السبب في جعل مرام تتركه....لم يستطع التحمل أكثر من هذا بل نهض بسرعة وخرج من المنزل كالممسوس...
.....
بعد نص ساعة ....
استيقظ أنس برعب وهو يسمع جرس المنزل ...من سيأتيه في هذا الوقت ..تساءل بخوف ...نهض مسرعا وذهب ليفتح الباب ...بهت تماما وهو يري أمامه مصعب بحالة سيئة :
-ما بك ؟!!
-انا اختنق ...اختنق !
....
بعد دقائق كان يجلس مصعب علي الأريكة وهو منهار تماما ...دموعه تطفو في عينيه والم عظيم في قلبه ....لقد عاد وحيدا مرة أخري لقد نجح ودفع مرام بعيدا عنه فكان هو الخاسر ...
أعطاه انس كوب الماء ونظر إليه وقال:
-ما الذي حدث مصعب؟؟؟
نظر إليه مصعب وقال:
-لقد طلقتها ...
اتسعت عيني انس بصدمة وهو ينظر لصديقه الذي القي عليه هذا الخبر كصاعقة وقال:
-لماذا منذ ساعات كنت تكلمني وانت تكاد تطير من الفرحة واخبرتني انك تحبها ...ماذا حدث ؟!!
-لاني لا استحقها..
قالها مصعب بألم ...
نهض انس وأخذ يصرخ به بعصبية:
-اللعنة عليك وعلي غباءك ايها الأحمق ....انت اغبي رجل رأيته في حياتي ..
تنهد انس وأكمل بعصبية :
-أتعلم ؟! جيد انك تركتها لأن احمق مثلك لا يستحق امرأة رائعة مثلها ...الفتاة أحبتك كيف تفعل بها هذا؟!كيف تطلقها ولم يمر علي زواجكما اسبوعين حتي؟!!ماذا سيقول الناس الم تفكر بها ايها الأناني الضعيف ...
-لقد رأيت أمي اليوم ...
كلمات مصعب جعلت أنس يصمت تماما ...
-ماذا ؟!
قالها أنس بصدمة .. لينظر إليه مصعب بينما جسده يرتعش بتوتر:
-لقد رأيت أمي اليوم يا أنس !
-كيف رأيتها ؟!
اطرق مصعب وقال:
-ذهبت الي المصح لأقابلها...لا أعرف لماذا فعلت هذا ...كنت في الشارع أرتب الزهور التي اشتريتها لمرام عندما خطرت بعقلي فجأة ...لا أعرف ولكني اردت بقوة أن أراها ...اشتقت إليها كثيرا فلم أشعر بنفسي الا وانا اتجه إليها ...لا اعلم ولكني كنت واثق من مواجهتها في تلك اللحظة ...مرام اعطتني القوة لهذا وظننت بكل غباء اني لن انهار ولكني كنت مخطئ يا أنس مخطئ كثيرا فما أن رأيتها وتلقيت اتهاماتها حتي انهارت تماما...ثقتي التي ساهمت مرام في بناءها تهاوت تماما وعدت لنقطة الصفر ..
-ماذا قالت لك ؟!
سأله أنس لتسيل دموع مصعب ويتذكر ما حدث ...
....
-لما أتيت ؟!
قالتها والدته وهي تقترب منه ...عينيها متسعتان وهي تنظران إليه ...
ارتعش مصعب بتوتر وهو يري والدته بعد سنوات لقد أخبره عمه أن حالتها تسوء وترفض العلاج وأنه نقلها حتي الآن الي ثلاث مصحات وأمر الأطباء أن يسمحان له بالزيارة ولهذا تشجع واتي ولكن مقابلتها له جعلته يخاف بينما الماضي يتشكل أمامه ....
-امي اشتقت اليك...
صفعته هي بقوة وأخذت تصرخ به:
-انا لست امك ايها القاتل...انت قتلت ابنتي ...انت قاتل ...قاتل ....
ابتعد برعب وهو يري الطبيب يطلب منه المغادرة ...
خرج مصعب من شروده وأخذ يبكي كالأطفال وقال:
-امي أصبحت تكرهني أنس ...أنها تكرهني ..أنا ...
ضمه أنس إليه وقال:
-لا بأس...لا بأس أهدأ. ..
ظل مصعب لدقائق وهو يبكي فجأة اجفل عندما رن هاتفه ...أخرجه ليجد عمه المتصل ...مسح دموعه سريعا ورد إليه ...ثواني ووقع الهاتف أرضا بينما كان علي وجه مصعب الذهول...
-ماذا حدث مصعب ؟!
قالها أنس بخوف
-امي ماتت!!!
.........
بعد اسبوع ....
كانت الطبيبة زهراء تنظر بشفقة الي تلك الفتاة الهشة التي أمامها ...تبدو من الخارج أنها امرأة قوية واثقة من نفسها ولكن منذ أن تعمقت في فهم شخصيتها فهمتها جيدا ...تلك الفتاة تعاني من ماضي مظلم للغاية وتحتاج مساعدة ...لقد بدأت تتابع معها منذ اسبوع ولكن لم تستطع أن تجعلها تتكلم عما يزعجها ...جل ما تعرفه أنها تعاني من اكتئاب بسبب طلاقها من زوجها ولا تعرف شيئا اخر ...والدة رولا لم تفيدها في شئ ...ولكن زهراء بذكاءها عرفت أن ما برولا اصعب من الانفصال ...الفتاة كانت تعاني من ضغط وانفجرت اخيرا لتبدو بهذة الحالة ...امرأة خائفة ...ترفض التحدث مع أحد وتعيش منعزلة ...
تنهدت زهراء وهي تقول:
-رولا يجب أن تتكلمِ كي اساعدك أنا لن أستطيع أن اساعدك دون أن أعرف ما بك ...
نظرت إليها رولا بخوف ....لم ترغب أن تأتي ولكن والدتها اقنعتها بذلك ...لما لا تفهم ان كلامها مع طبيب نفسي لن يساعدها بل سيجعلها تنهار أكثر ...سيجعلها تنبش في الماضي التي أصرت هي علي نسيانه ...الماضي الذي دفنته كي تنهض وتعيش حياة طبيعية سليمة ...
-لا اريد التحدث يا دكتورة ...
قالتها رولا بنبرة باردة وأكملت:
-يفضل أن تستخدمِ مهاراتك كطبيبة نفسية مع احد غيري !أنا بخير استطيع أن انهض بمفردي دون مساعدة فعلتها من قبل وسأفعلها مرة أخري ...أنا قوية لست ضعيفة لأحتاج لشخص مثلك يساعدني علي تجاوز محنتي ...
لم تشعر زهراء بالإهانة بل ابتسمت ...هي تفهمها جيدا...رولا من النوع التي تتخذ من الهروب حماية ...هي لا تواجه مشاكلها أو مخاوفها بل تدفنها ...
-يسعدني انكِ قوية رولا وانا لا أجبرك علي شئ ولكن دفن الماضي دون التحدث عنه خطير ...
صمتت رولا وقد لمع بعينيها الالم لتمسك زهراء كفها وتقول:
-نحن نحتاج لبعض رولا ... الإنسان يحتاج لمن يساعده لكي يتخطي محنته ...أنتِ امرأة قوية لاني اعرف انك عانيت الكثير ولم تسقطِ بعد لذلك أنا دوري أن أقف معك حتي لا تسقطِ ولا تنهارِ ...
نظرت إليها رولا ثم فجأة انهارت بالبكاء وقالت:
-انا متعبة يا دكتورة متعبة للغاية ...الحياة لم تكن عادلة معي ...لم تكن عادلة ابدا !!...
-تكلمِ حبيبتي ...تكلمِ واخبريني كل شئ...
-لقد اعتدوا علي جسديا يا دكتورة ...كانوا يضربوني بقسوة
-من كان يضرب ؟!
قالتها زهراء بصدمة لترد رولا:
-والداي الحقيقين كانا يضرباني...امي كانت تضربني وابي كان يتحرش بي وعندما كدت أموت ألقوني أمام الملجأ وهربوا!!!
يتبع
#عروسي_العنيدة
#سولييه_نصار