الفصل الخامس 💓

1.2K 63 12
                                    

أين قلبى؟! فقدته في غرامى!
أين عيني؟! أذبتها في بكائي!! ورجائي..

*بعد مرور أسبوع*
كانت راقدة في فراشها.. كل شيء فيها نائم إلا عينيها و قلبها لو حسبت الساعات التي قضتها راقدة في فراشها منذ أن عادت مكسورة القلب لوجدت أنها استغرقت كل وقتها بالفراش و داخل غرفتها..
دنياها كلها أصبحت فوق هذا الفراش المخملي الكئيب.. دموعها تغرق الوسادة و آلام قلبها المحطم تحت الغطاء.. لقد انقطعت عن كل شيء. الخروج من المنزل و الاحتفالات، مقابلة صديقاتها و الذهاب إلى التسوق، و النادي الرياضي.. حتى شهيتها أصبحت ضعيفة للغاية لا تريد تناول الطعام.. و اذا تناولت تكون كمية ضئيلة جدًا من الطعام الذي يكفيها للعيش و البكاء..
لا تريد شيء من هذه الحياة سواه، تتمناه حبيب لها كما لم تتمنى أحداً من قبل.. لقد قرأ رسالتها النصية التي أرسلتها إليه قبل أسبوع، علمت ذلك عندما تحاول لون العلامتين بتطبيق الواتس آب إلى زرقاء ولكن الوغد الضخم ، القاسي متحجر القلب ، و بارد المشاعر لم يرد بكلمة واحدة تشفي جروحها و تطيب قلبها الذي أحبه.. كلمة واحدة فقط كانت سوف تجدد كل آمالها و تبعث الحياة لروحها من جديد..
كتبت سأتزوج.. كتبت سأبتعد عنك.. كتبت لن أعشق غيرك.. وكانت إجابته عليها صادمة و مؤلمة للغاية، فقد أغلق هاتفه أسبوعًا كاملاً و حتى الآن لا تعرف عنه أي شيء..
حاولت مراراً و تكراراً أن تسأل شقيقتها مَي عنه، بكل مرة تتحدث معها ولكن قلبها المهشم ،و كرامتها المهدورة لم يسمحا لشفتيها بسؤال عنه.. طالما هو لا يريدها فهي أيضًا لا تريده، فليذهب بحبه إلى ال...
'لا، لا، لاتجعله يا الله'
أغمضت عينيها لتتناثر دموعها كحبات اللؤلؤ المكنون فوق وجنتيها، انها تبكي من أجله فهي تحبه تقسم انها تعشقه.. لا تعرف متى و كيف عشقته كل هذا العشق المجنون؟..
كيف تحب رجل فاقد الأهلية لا ماضي له ولا مستقبل؟! رجل بسيط يعمل كسائق شاحنة لنقل العمال! ملابسه متهرئة و ممزقة قديمة.. همجي وضخم يفتقر إلى الذوق و اللباقة.. انها حقاً تستغرب من حالها كيف وصل بها الأمر إلى هذه المنطقة الخطيرة و المحظورة التي وقعت داخلها و بإرداتها الحرة.. كمن يضع قدميه متعمدًا بوسط حقل ألغام مميت رغم رؤيته لتلك اللافتة العريضة المخطوطه 'خطر مميت'
فالعشق أيضا خطر مميت... لطالما كانت تحذر نفسها بقسوة من العشق فوالديها لم يكونا أسعد زوجين على الإطلاق، كانوا عائلة سعيدة من الخارج فقط، قشرة اجتماعية مزينة بعناية ليظهروا أمام هؤلاء الجمع من أصحاب الطبقة الثرية، في أحسن وجه للسعادة المزيفة، المصطنعة التي صنعتها 'الدكتورة ماجي الشبراوي' بيدها و جملتها بكامل خبرتها، و قدرتها الفائقة على تزيف الواقع تمامًا مثل تزييفها للوجوه...
أمام هذا المجتمع المخملي المتحضر كان كل شيء يبدو مثاليًا و رائعًا، واجهة اجتماعية مشرفة ومشرقة.. عائلة سعيدة أمام الجميع من الخارج فقط...
بينما كان كل شيء من الداخل مخوخ و قابل للعطب، فكل هذا الترابط الأسري العظيم و المزيف الذي صنعته والدتها كان مفككًا و مهشمًا للغاية، كل شيء من خلف الكواليس كان مهددًا بالفشل الذريع و على حافة الانهيار..
فقد كان والدهما رجلاً صالحاً و حنون للغاية، أبًا رائعًا و مضحياً بكل ما تحمل الكلمة من معاني، هو وحده من كان يدفع ثمن تلك الواجهة المثالية الرائعة.. بزواجه من امرأة أحبها و عشقها من كل قلبه...
امرأة يافعة و جميلة كأمها تصغره بأكثر من عشرون عاماً.. امرأة لم تعشقه كما كان يعشقها هو.. فقد كانت متسلطة قاسية كالحجر دائمًا تراه رجلاً ضعيفًا لا يليق بها، و بمكانتها الاجتماعية الجديدة التي كان هو سبباً اساسياً فيها.. فهو الذي أدخلها إلى عالمه و ليست هي من فعلت.. فهو الذي صنعها وهي التي هدمته.. فهو الذي أحبها وهي التي كرهته، وبعد أن حصلت على كل شيء أصبحت أكثر قسوة مع زوجها و والد بناتها، ذلك الرجل الحنون ذو القلب الطيب المحب، الذي كان يتحمل من أجلهما كل هذا العناء و الشقاء...
فهي وشقيقتها كانتا بالنسبة لوالدهما كل شيء، بينما كان هو لهما كل الحياة.. فقد رحل أبيها الحنون فجأة رحل و تركها وحدها تعاني من الخوف والاحتياج.. خاصةً بعد أن كسرت مَي كل الحواجز و القيود و رحلت مع شاهين، مع الرجل الذي أحبته ومن أجله صفعت خوفها وترددها و اختارته...
كانت الساعة قد بلغت الثالثة فجراً و عيناها لا تزالان مفتوحتان، و قلبها لم ينم وبين يديها الهاتف تنظر إلى صورته التي إلتقاطتها له في الخفاء.. سمعت مقبض باب غرفتها يدور في عنف فأغلقت الهاتف على الفور، ثم وضعته تحت وسادتها وهي تغلق عينيها...
لتسمع صوت أمها المخمور تقول بين طيات ضحكات ساخره مفتعلة:
"ناديا أنا عارفة إنك لسه صاحية و سمعاني كويس.. قومي كلميني"
و أحست بطرف السرير ينخفض برفق ثم امتدت أصابع أمها من أسفل الغطاء تملس فوق رأسها، وسمعتها تهمس بصوتها المخمور:
_ الضيوف كلهم سألوا عنك الليلة، و كلهم اتفاجؤا بخبر
خطوبتك انتي و حسام.
ظلت تسمع أمها وهي تتكلم.. وقد بدأ صدرها يمتلئ بالسخط.. وأحست أنها تريد أن تعترف لأمها حتى تنهي تلك الخطبة السخيفة، ولكنها لم تكن تدري ردة فعلها...
_ ناديا قوليلى مالك حبيبتي؟ معقول تخبي عن مامي حببتك! ايه حصل عند مَي خلاكي ترجعي و تحبسي نفسك في أوضتك؟"
همست بصوت متعب:
_ محصلش حاجه.
لوت ماجي شفتيها بعصبية قاسية و لكنها ظلت ثابتة على هدوئها و نبرة صوتها الهامسة:
_ طيب ليه مش عايزه تبصي لمامي؟ أنا حاسه انك مش على طبيعتك أبدًا.
_ حاسة!!...
كيف تحس بها أمها وقد ابتعدت عنها أكثر؟!!..حتى لم تعد تراها الا كما ترى مسألة حسابية معقده لا تستطيع حلها.
_ مافيش يا مامي أي حاجه حصلت، أنا بخير الحمد لله.
_ ناديا ارفعي الغطا ده عن وشك وقومي اتكلمي.. بلاش لعب عيال، أنا مش فاهمة حصلك إيه من يوم ما رجعتي من المكان الزبالة اللي أختك عايشة فيه، وسط الناس الز.....
رفعت ناديا الغطاء عن رأسها و انتفضت جالسة باترة شتائم أمها التي تخرج من بين شفتيها المتقززة.. قائلة بدون ان تلتفت اليها:
_ مافيش داعى يا مامي للكلام ده، وبعدين ماتنسيش حضرتك ان بنتك ..أختي بقت واحده من الناس دول ..أنا أهو قدام حضرتك كويسة جدًا و بخير.
_ أولا أنا ماليش بنت تانية غيرك فاهمة، أنا ماقدرتش أمنعك عن مَي علشان عارفه ان القرار ده هيأثر عليكي و على نفسيتك، بس مش معنى كده اني لسه بعتبرها بنتي.
قالت ماجى في لهجة طبيعية جادة، وكأنها تسعد لهذا الإعتراف وكأن ابنتها أصبحت عدوة لدودة لها.. لم يبدو عليها حزن أو حنين.. استغربتها ناديا بشدة فكانت عيونها متسعة و حاجبها مشدود الى أعلى تهمس:
_ ليه القسوة دي كلها على مَي؟! كل ده عشان اتجوزت شاهين ورفضت العريس اللي كان بيشتغل معاكي؟
هدرت ماجي وهي تشد فمها بغيظ:
_ طبعًا لما تكسر كلمتي و تروح تتجوز من واحد حقير نكرة زي ده، أهله ناس بلدي و بيئة، و ترفض واحد زي دكتور أكرم يبقى لآزم ده يكون موقفي منها.
عبست ناديا بضيق هادرة بغضب:
_ شاهين و عيلته مش زي ما حضرتك بتقولي.. كمان دادي كان بيحبه ومن أول ما تقدم لمَي كان موافق عليه.
نفخت ماجى بملل قائله وهي تشوح بيدها:
_ أبوكم كان ضعيف قداكم و خصوصاً قدام مَي، كان بينفذ ليها كل حاجه تطلبها، كويس أني قدرت أسيطر عليكي شوية قبل ما كان يبوظ مخك زي ما عمل في مَي، الحمد لله أنه.....
صمتت ماجى وهي تشعل سيجارة أخرجتها من علبتها الذهبية.. بينما أكملت ناديا بغصة مريرة تخنق حلقها والدموع تطرف عيناها:
_ مالحقش، مات، مات يا مامي.
_ الله يرحمه.
قالتها في لهجة باردة نشطة.. حدقت بوجه أمها الوردي
المشدود، و شردت في نقطة وهمية بعيدة.. تتذكر عندما مات والدهما، كانت في بداية العقد الثاني من عمرها.. وكان حزنها على والدها ذهولًا أكثر منه حزنا.. كأنها لم تكن تصدق أن الموت يستطيع أن يمتد حتى إلى أبيها!!
كانت في ذهول ترقب الضجة الكبيرة التي أقامتها مَي وليست أمها دون أن تشترك فيها.. تتذكر كل نظرات مَي الجامدة لأمها في ليالي المأتم، وبعد أن يذهب المعزين كانت تهرع إلى غرفتها وتلقى بنفسها بين أحضانها وهي تبكي معها...
تتذكر ذلك اليوم عندما استيقظت خائفة من حلم مر بها، وهي نائمة كان والدها يبكي وهي لا تستطيع الوصول اليه.. هرعت دون تفكير إلى غرفة أمها تبكي و ترتجف ولكنها وجدتها أمام المرآة كعادتها دائمًا... تربط الايشارب الأسود الستان المخملي حول عنقها بعد أن تعطرت بعناية.. ثم تمسك بعلبة البودرة ذات الماركة العالمية وتضع بعضا منها على وجهها الوردي المشدود.. ثم أمسكت بفرشاة أحمر الخدود تلقي منها ظلا خفيفًا على خديها حتى يبدو إحمرارهما طبيعيًا ..كانت ترتدي ثوب أسود أنيق يكشف صدرها..
وقفت ترقب أمها وهي أمام مرآتها وقد بدأ صدرها يمتلئ بالسخط والحزن.. أحست انها تريد أن تلوم أمها و تصرخ فيها ولكنها لم تفعل وبكت فقط...
لمحتها أمها في صفحة المرآة فقالت لها دون أن تلتفت اليها:
_يالا يا ناديا، روحي البسي فستان رمادي أو كحلي بلاش أسود انتي لسه صغيرة، ماتعمليش زي أختك في ناس مهمين جاين يعزوني..
كانت تتكلم بكل هدوء و كأنها تستعد لاقامة فرح أو حفلة ساهرة.. وكأن الناس الذين تنتظرهم سيجيئون مهنئين لا معزيين.. لم يكن يبدو عليها حزن إلا هذا الثوب الأسود الأنيق وهذا الايشارب الذي يزين عنقها..
تذكرت انها لم تحاول مواساة ابنتيها في أبيهما الذي لم يمضِ على موته سوى ليالٍ معدودة.. ولم تحاول حتى ضمهما إلى صدرها أو بدمعة واحدة تختلط بدموعهم..
_ ناديا، ناديا أوف.. مش عارفه ايه السرحان ده، أنا بكلم
معاكي يابنت.
رفعت رأسها تنظر اليها وهمست:
_ إيه اللي بينك وبين مَي غير طبعا اعتراضك على جوازها من شاهين؟
فجأة التفتت ماجي في عنف كأن عاصفة أطاحت بها.. وقالت صائحة بإرتباك:
_ انتي بتقولى إيه؟ اتجننتي ولا أختك هي اللي ملت رأسك من ناحيتي، هيكون بيني و بينها إيه يعني.
أصبحت أمها غاضبة في غمضة عين وكأن سؤالها هذا اقتلع هدوئها من جذوره:
_ أنا شوفت واحد معاكي في أوضة النوم.
_ واحد إيه اللي بتقوليه ده يابنت، اخرسي.
_ مش هخرس وهقول لبابا على كل حاجه شوفتها.. انتى بتخوني بابا وفي أوضة نومه وعلى سريره.
_ اخررررسي ياقليلة الأدب يا متخلفة، أكيد الحقير اللي خطبك من أبوكي و أنا رفضته سلطك وملأ راسك عشان تقولي كده.
أغمضت ماجي عينيها بقوة وهي تتذكر تلك الكلمات بينها وبين ابنتها مَي، و هذه الصفعة القوية التي شقت شفتيها و أخرجت الدماء من زوايتهما.. انتفضت على صوت ناديا وهي تقول:
_ مَي ماقلتش أي حاجة ولا ملت رأسي، أنا اللي حاسه أن في حاجه بينكم من قبل حتى وفاة بابا.
سددت ماجي نظراتها نحو عيون ناديا و تستطرد بصلف وهي ترفع رأسها بثقة:
_ انتي تعرفي واحد تاني؟ و الواحد ده من عيلة الحقير جوز أختك صح يا ناديا.
كادت أن تصرخ بنعم هناك شخص أحبه، ولكنه ليس من عائله شاهين التي تنظرين اليها بحقارة.. ماذا لو علمت عن موسى شيء؟! سوف تسحقه و تدمره دون تفكير...
تردد صوت مَي في رأسها:
_ ناديا حبيبتي شاهين قالي و أكد عليا .. مش لازم ماما تعرف حاجه عن موسى.. انتي عارفه كويس رد فعلها هيكون ازاي.. وهو مش ناقص مشاكل كفاية اللي هو فيه، كل شيء قسمة ونصيب حبيبتي.. ان شاء الله ربنا هيكتبلك الخير..
تجاهلت ناديا نظرات أمها التي تسددها لها بشك ثم حركت رأسها نافية وهي تقول:
_ مافيش حد تاني اطمني، ازاي هيكون في واحد تاني وأنا موافقة على خطوبتي من حسام.
عكفت ماجي حاجبيها قائلة باستغراب:
_ ماهو ده اللي هيجنني.. ازاي موافقة و راضية وفي نفس الوقت حبسه نفسك في الأوضة و مش عايزة تخرجي منها؟ حتى خطيبك مش عايزه تقابليه و تقعدي معاه.
قالت ناديا بارتجاف وهي تضم ركبتيها لصدرها:
_ كنت تعبانه شوية وحاسة اني محتاجه وقت أفكر فيه.
_ وفكرتي؟
سألتها ماجي مبتسمة.. فقالت ناديا وهي تومئ برأسها:
_ فكرت و موافقة، تقدروا تحددوا معاد الخطوبة في أي وقت.
جلست ماجي مقابل ابنتها و قد اتسعت ابتسامتها المشعة وهي تقول:
_ الخميس الجاي مناسب جدًا قدامك خمس أيام تجهزي فيهم نفسك و أنا عليا تجهيزات الحفلة كلها هبلغ حسام دلوقتي ده هيفرح جدًا.
_دلوقتي يا مامي.
هتفت ناديا بذهول.. قالت ماجي ببساطة كأن الأمر طبيعياً:
_ أيوه دلوقتي عشان يبدأ من بكره يحضر نفسه ويستعد لتحضير أوراق كتب الكتاب.
ارتفع حاجبي ناديا بذهول وهي تردد ببلاهة:
_ كتب كتاب، تقصدي أنا و حسام.
هزت ماجي رأسها وهي تخلع حذائها العالي من قدميها بإهمال ثم نهضت من مكانها وهي تقول بأمر واقع:
_ أيوه انتي و حسام طبعًا.
انتفضت ناديا واقفة من فراشها وهي تقول بحواجب معقودة و عينان تطفران شرًا و عناداً:
_ لأ طبعًا يا مامي أنا مش موافقة على كتب الكتاب ده، أنا قولت خطوبة على أساس التعارف بيني و بين حسام و...
قاطعتها ماجي ساخره بشفاه ملتوية:
_ أفندم تعارف! هو حسام غريب عنك عشان لسه عايزه تتعرفي عليه.. ده ابن عمتك وواحد من العيلة بلاش كلام فارغ يا ناديا انتي مش عارفة بتقولي إيه؟
أشاحت بوجهها عن أمها و عيناها تمتلئ بدموع القهر و الرفض.. ولكنها عادت تفكر قائلة في نفسها:
_ هتفرق إيه يعني خطوبة من كتب كتاب مانتي كده كده وافقتي على حسام و حسمتي الأمر، لازم يا ناديا توافقي لو عايزة تداوي جرح قلبك وتنسي لازم توافقي..بلاش تضحكي على نفسك أكتر من كده لو كان عايزك كان ع الأقل كلمك.
التفتت ونظرت إلى أمها وهي تخفض وجهها وعيونها تذرف الدموع:
_ أنا موافقة على كتب الكتاب بس ليا شرط واحد.
سمعت أمها تسألها بصوت لا يخلو من لهجة الأمر:
_ شرط إيه؟
أسبلت أهدابها وهي تأخذ عدة أنفاس عميقة مشبعة بنسائم الفجر الذي طل نوره من شرفة غرفتها.. مرت لحظات قليلة قبل أن تقول بقرار قاطع لا رجعة فيه:
_ أنا عايزة مَي أختي تبقى جنبي و شاهين يبقى هو وكيلي.
اتسعت عينا ماجي بالغضب و صاحت صارخة في وجه ابنتها:
_ مستحيل، اللي انتي عايزاه ده مستحيل يحصل أو أوافق عليه، مَي و جوزها مستحيل يدخلوا بيتي.
طفرت الدموع من عينيها ولكنها حجرتهم و ضخت الدماء الحارة في عروقها بقوة هادرة وهي تطوي ذراعيها أمام صدرها قائلة بتصميم:
_ ده بيتي أنا كمان يا مامي، و ده شرطي الوحيد عشان
أوافق على كتب الكتاب، يا تقبلي يا اما أنا مش هحضر
أصلا و هسافر على أمريكا، ده قراري الأخير.

بقلبي رحيق لقائنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن