أنستازيا: لحن الموت

ذكريات الماضي

" أسوأ جزء في الاحتفاظ بالذكريات ليس الألم. إنها الشعور بالوحدة. يجب مشاركة الذكريات "- لويس لوري

إذا كان عليك أن تفتقد شخصا تركك..افتقده أثناء تنقلك..أثناء المشي...أثناء النوم...أثناء العمل...افتقده بينما تمضي قدما...بينما تحاول ...بينما تحلم..لا تقف عند ذكريات الماضي...لا تبقى أسير ماضيك..لا تنتظر من ذهب ...فليس دائما من يذهب يعود.. تعلم أن تعيش بدونه..لا بأس أن تفتقده ولكن إذا بقيت أسير ماضيك فسوف يدفنك.. فبغض النظر عن مقدار المعاناة التي مررت بها ، فأنت لا تريد أبدًا التخلي عن تلك الذكريات الأليمة...لأنها تجعلك تحس بأنك على قيد الحياة."

بالرغم من مضي سنتين من وجودها بتركيا ومزاولتها دراسة مع صديقتها المفضلة، إلا أنها لم تستطع نسيان الماضي، لا تزال تلوم نفسها عما حدث وتتمنى لو لم تلتق بذلك المعتوه الذي دمر كل شيء حلو فيها...فما يؤلمها ليس الشخص وإنما ذكرياتها معه واشتياقها لتلك الأيام التي جعلتها تحس بأن كل شيء جميل في هذه الحياة...اكتشفت بأنها مجرد لعبة يتسلى بها ثم يتخلص منها بعد أن شعر بالملل...صحيح بأن علاقتهما لم تدم سوى سنة ولكنها كفيلة بجعلها تعاني إلى اليوم...برغم من محاولتها التصنع وارتداء قناع السعادة ولكن قلبها يتألم ...تريد محو جاك من ذكرياتها..لا إنها فقط تريد تمزيق الورقة التي كتبت فيها:" اليوم وقعت في حب جاك"...تريد أن تناساه...تنسى الألم الذي تشعر به في كل مرة تفكر فيه..بطبع سيأتي ذلك الوقت والألم سيهدأ ويختفي وسيبقى منه سوى الحنين إلى الماضي الحزين

انستازيا لماذا لا تزالين تعانين..أم تستطيعي محو الماضي؟؟ لقد لرحل وتعلمين ذلك...عليك التوقف عن فعل هذا بنفسك000توقفي عن أمل بعودته يوما ما...وأنه سيتصل بأخر الليل ويقول أسف...أنه لن يقوم بدلك وهو غير متأسف لما فعله ..هو إنتهى وأنت في أعماق لبك تعلمين ذلك ...توقفي عن تعذيبي نفسك ...أم تنشف دموعك؟؟؟ حان الوقت لدتعي الماضي للماضي وتبدأ صفحة جديدة

انستازيا: ولكن أنا خائفة يا مريا

مريا: مما أنت خائفة؟؟

انستازيا: خائفة من كل شيء...من يخسر مرة يبقى خائفا للأبد ..أخاف من ذاتي وكايني...لم أعد أنا هي أنا...بعد ذلك اليوم لم أعد أشعر بشيء..لا حزن..لا دموع...حتى أنني أصبحت لا أعرف الابتسامة...أعلم بأن ذلك يجعلني أموت أكثر من الداخل ولكن لم أستطع التخلص من ذكريات الماضي...كل ما أفكر في تلك الإهانة أرغب بالبحث عنه والتخلص منه...أصبحت أفكر في الإنتقام وقتله...أتسمعين يا مريا...أريد قتله...أصبح تفكيري كله حقد وكره

مريا أعلم فما مرتي به صعب ...وستجدين من يضع مرهم على جروحك وينساك مرارة الماضي

انستازيا: أتعتقدين بأن هذا ممكن؟؟؟ فبعد مرور سنتين لا أزال أحس بنفس الألم...صحيح الأيام تمضي ولكن الألم يصبح أكثر عمقا...أنا لا أتألم لأنه غير موجود...أتألم لأنه جعلني أبدو كعاهرة...لقيطة....بدون كرامة...أريده أن يذوق من نفس الكأس يا مريا....تعبت والله تعبت