أنستازيا: لحن الموت

الفراق

"في نهاية الأمر ، يتعلق الأمر بالمقدار الذي يمكنك تحمله ، والمقدار الذي يمكنك تحمله. كوننا معًا ، لا نؤذي أحدًا ؛ كوننا منفصلين ، فإننا نطفئ أنفسنا ".

- تابيثا سوزوما

يمكن إصلاح الكثير من الأشياء. يمكن إصلاح الأمور. لكن في كثير من الأحيان ، لا يمكن إصلاح العلاقات بين الناس ، لأنه لا ينبغي إصلاحها. أنت على متن سفينة تبحر ، وانضم الشخص الآخر إلى السيرك الداخلي ، أو على متن سفينة مختلفة ، ولا يمكنك أن تكون مع بعضكما البعض بعد الآن. لأنه لا يجب أن تكون كذلك ،فهنك أوقات تشك فيها في كل شيء. عندما تندم على كل شيء أخذ منك، وكل ما قدمته للأخرين ، وضياع كل الوقت الذي قضيته معهم.

مضى شهر على وفاة والد انستازيا...وعن عودتها لمنزل والدها وابتعادها عن جون وعائلته..فقد قامت بقطع كل الاتصال به...خلال هذه الفترة..حاولت جمع المعلومات عن هذه الجماعة بناءا عن المعلومات التي تركها والدها له...لم تستطع الوصول إلى أي معلومات جديدة...ولكن حسب ماتملكه فالجماعة قوية جدا..وعليها أن تكون قوية حتى تستطيع التغلب عنهم...برغم من حزنها على والدها..إلا أنها دائما تحاول الابتسامة أمام سالي...مربيتها كاميلا..أصيبت بوعكة صحية...وعليها أخذ قسط من الراحة..لذلك أرسالها قبل يومين إلى عائلتها..وقد خصصت لها أجرة شهرية..حتى وإن توقفت عن العمل ستحتفظ براتبها إلى يوم وفاتها..فهي لست مجرد مربية فقط كانت جزء من العائلة وعليها الاعتناء بها كما إعتنت بها...غيابها عن المنزل جعلها تعاني ...فسالي الأن أصبحت الوحيدة الموجودة في حياتها..حتى جون ...منذ تلك الليلة في الحديقة لم يتصل بها نهائيا ..أما خالتها صوفيا وعمها كارلوس...فكانوا يسألون عنها وعن سالي يوميا وبين الحين والأخر يقومان بزيارتهما..وكلما يحاولان التحدث عن المشكلة بينها وبين جون..ترفض الحديث..فجون من جهته حسب قول والدته أصبح القائد بعد وفاة والدها..ولم يعد يأتي للمنزل نهائيا..فقط يتصل ليطمئن على والديه ويقطع الاتصال..لم يسأل عنهما نهائيا...هذا ما طلبته منه..ولكن يؤلمها تجاهله لها وقطع علاقته معها..ربما قد عاد إلى حبيبته السابقة...ولكن لا يهم فهذا ما كنت أرغب فيه...وأخبراها والدا جون بأنهما سيغادران البلاد لفترة من الزمن..ربما شهرين أو ثلاثة...فطلبت منهما أن يأخذا سالي معهما ويعتنيا بها...ولأن عليها القيام بشيء مهم هذه الفترة..ولا يمكنها أن تتركها مع أي شخص أخر...وفرحت صوفيا بالخير..فهي تحب سالي جدا...فقامت بتوديع سالي...ولم تستطع كبت دموعها لأنها ستفترق على ابنتها لمدة من الزمن..ولكن هذا لصالحها ...غادرت سالي مع والدي جون...وسافرا معا...بعد مضي يومين على ذهاب سالي...لم يتصل جون بها ليخبرها بسبب فعلتها لذلك...وما الذي تخطط لفعله ..يبدو بأنه لم يعد يهتم لما يحدث معها..فشعرت بالغضب من تجاهله المستمر..وقررت العودة إلى منزلهما..كان اليل مخيم والجو بارد ....وعند وصولها إلى الشارع الذي يؤدي إلى منزلهما..وجدت سيارة أمام المنزل ومصابيحها مشتعلة..فاقتربت ببطء... فرأت منظر جعلها تقرر العودة للمنزل .. ولكنها قررت البقاء والمشاهدة...وجدت إمرأة تحضن جون ..ولكن ملامحها لا تظهر كثير فقد كانت بعيدة...بعدها ركبت السيارة وغادرت وتركته أمام المنزل...سارت مبتعدة فقد ندمت على عودتها..ماذا كانت تتوقع أن ينتظرها...أو أن يقول لها أسف..لا ولماذا يفعل ..ألست أنا من اخبره بأنني أكرهه وأن يتركني..لماذا أنا غبية لهذه الدرجة...وهي تبتعد ..فإذا بصوت يوقفها