.11.

494 47 82
                                    


|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|

عيناي لا تتوقف عن التحديق بهما  و هما يجلسان و أنا خلفهما أراقب ظهرهما و جزء من وجههما
أو بالأصح .. جزء من وجهينا

أغمضت عيني لوهلة أحاول التفكير عن حديثٍ قد مضى بيننا منذ دقائق قصيرة .. و البحر لم يتوقف عن هيجانه و إرسال قطراته إلينا

.
.

Flash back
..........

توقفت أحبالي الصوتية عن العمل .. فقد عجزت عن تكوين الكلمات و الأحرف مما أراهُ أمامي

برمادٍ قد طغى على عينيها كانت تناظرني ببراءتها القديمة اللامعة .. إبتسامةٌ تشكلتْ لتُعرفُني على توترها اللطيف .. خصلاتها كانتْ تتحرك بخفة يميناً و شمالاً و بسبب قصر طولها هونت عليها حركتها

" مرحباً "

و بعد برهة من الزمن كان قد أجابها بعدما حاول إستيعاب الأمر الذي هو فيه

" أنا أعرفك .. لقد ألقتينا قبل هذا أليس هذا صحيحاً ؟ "

ما الذي تقوله هي .. أنا لازلت لا أفهم شيئاً
هل هذه ميكاسا أم شبيهة لها ؟
لا .. أنا واثق بأنها هي

لمحة أخذتْ بصري لما ورائها فإتسعت صدمتي
واقفاً يناظرنا بأعينٍ باتتْ مشتعلة و لكني لم أهتم بقدر ما كنتُ أفكر إذا كنتُ لأزال تحت تأثير الكحول
لأنني كنتُ لا أرى إلا نفسي

" أين ؟ "

سألتها بعدما أعدتُ نظري نحوها
لألاحظ توترها و ترددها الذي يزيد وضوحاً بتقدم الوقتْ

" قبل أربع سنوات كنت قد أوصلتني إلى أحد المنازل بعد أقتحام منزلي و كان منزل ييغر .. "

لمْ شيئاً مما تفوهتْ هي به
كنتُ حائراً ضائعاً بين كلماتها التي بترتها
لوهلة باتتْ واثقة و لكن ثقتها تلك تلاشتْ في نهاية حديثها .. و حدقتيها التي توسعتا عادتْ لحالتها الطبيعية

" لا .. لا أعلم عمّا تتحدثين "

تحدثتُ بصدقٍ عمّا سكنَ خاطري
لعلّها تشرحُ لي شيئاً .. شاهدتُ عدستيها تنزلُ ببطؤ نحو الأرضِ التي رمقتْها بخيبةِ املٍ للحظاتٍ

" لا شيء انسَ الأمر "

أعادتْ نظرها نحوي .. بينما ببلاهةٍ عفوية
التي شتتني عن ذلك الحديث الذي مضى بيننا منذ ثوانٍ

خطواتُ أقدامٍ قاطعتْ تأملاتي بها فانزعجتُ
بينما هي إلتفتتْ للوراء .. لقد كان .. لا أعرف كيف أقولها فقد بدا شيئاً غريباً و أحمقاً عند التلفظ به
لقد كان أنا

FAR AWAY حيث تعيش القصص. اكتشف الآن