رسالة لن تُرسَل

597 22 0
                                    

مرحباً
كم مر وقت طويل منذ اخر مرة كتبت لك
اعلم اني غالباً لن ارسل هذه الرساله
ولكنني سأكتبها كنوع من التفريغ
تفريغ مااكتمه بداخلي لذلك ستكون رسالة فوضوية مليئة بمواضيع غير مترابطه
هل تمانع ان اشاركها معك ؟
لا انتظر اي رد ابدا ...
كنت اتسائل قبل قليل
عندما شعرت ان حياتي عبارة عن مجموعة كبيرة من المشاكل المتنوعه
عن سبب حدوثها
ولماذا تحدث معي حصراً
هل شعرت يوماً كأن الكون بأكمله ضدك ؟
هل شعرت كأن هناك بركان في داخلك ؟
وتريد فقط شخصاً لتفرغ كل مافي قلبك من كلام امامه بدون ان يحكم عليك
لقد شعرت قبل قليل بهذا الشعور المقيت
وعلى الرغم من انك لم تخطر ببالي منذ وقت طويل
ولكن لسبب ما .. خطرت في عقلي بمنتصف نوبة هلعي
اتى طيفك محاولاً تهدأتي
تكلمت معه ، وأفرغت كل مافي قلبي له
ولم ينطق بأي كلمة ، فقط استمع لي بتعاطف وتفهم
شعرت انك موجود معي حقاً وبأنك تحاول مواساتي
على الرغم من انك كنت غائباً عن عقلي كل تلك المدة
ولكن حضورك الخيالي جعلني اشعر بالتحسن
فشكراً لطيفك الذي زارني بعد غياب
وذكرني بك ثم ذهب .
ولأول مرة في حياتي
شعرت اني احتاج وجود شخص في حياتي
واحتاج للتكلم عن كل ما يزعجني
ولكن ليس معك انت
انما مع النسخة التي صنعتها في عقلي منك
النسخة التي اكتشفت منذ مدة انها صورة كاذبة رسمتها في عقلي وصدقتها
وصُدمت عندما اتضح انها ليست حقيقة بل مجرد وهم صنعه عقلي
كان هذا الاكتشاف هو ماساعدني على نسيانك تماماً
على الرغم من الندم والخجل الذي يرافقني كلما تذكرت تصرفاتي الطائشة
والغضب والانزعاج كلما تذكرت اشياءً اخرى
ولكن أعود وأنسى كل شيء
يبدو انك ترفض مغادرتي للأبد
فتعود كلما وقفت على حافة نسيانك
حاملاً معك زهور الذكريات
لأجففها وأضعها في مزهريةٍ في عقلي
لتبقى صامدة لأطول فترة ممكنه
بعضها جميل لم يفقد بريقه الرائع
وبعضها يجعلني اشعر بالغضب كلما لمحته
ولكنهم يصنعون باقة جميلة معاً
تجعلني اشعر بالضياع كلما اطلت النظر اليها .
على الرغم من انها اصبحت باهتة في عيني
فقد تغيرت نظرتي لها كثيراً
ولكنني لااستطيع منع ابتسامتي كلما ظهرت في عقلي .

رسائل لن تُرسَلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن