الفصل الأول

798 23 2
                                    

قضية رأي عام
الفصل الأول
في الساعة الحادية عشرة مساءا ..كان المساء يسر بل المدينة التي تغرق تحت جلابيب العتمة الحالكة ...أضواء المصابيح الخافتة بالوانها المتنوعة ..تشع في صمت ضرير...اعمدة إنارة الشوارع ...وحدها من تناجي المساء بأنجمه ...الوامضة...تتناهي من بعيد اصوات كلاب ..تنبح.. بين فينة وفينة ...كل من في السكن الجامعي يغط في نوم عميق .بعد يوم حافل ..بالجهد والتحصيل الدراسي... .تناهت للتو من احدى نوافذ  السكن الخاص  بالطالبات في الحي الثاني  بمدينة 6 اكتوبر ...صوت فتاة تصرخ بنحيب مبحوح ...علا صراخها ...ونشيجها المتحشرج ...وشوشات خفوته ترافق هذا الصوت .....استبان اخيرا كنه الصوت ..تهدجت احداهن بنبرة مخسوفة مرتعشة ..مشوبة بخوف وتوتر..
إيمان : مالك يا ليلى.. فيكي ايه
ليلى : معدتي يا إيمان معدتي مش قادره استحمل وجع جامد أوي
بسمة: طب انت اكلتي ايه النهارده ، واخدتي علاجك ولا لا
ليلى : أكلت سندوتش جبنه وشربت كوباية شاي
بسمة بغضب :انتي هتجننيني يا بنتي مية مره اقولك بلاش شاي وانتي مش بتسمعي الكلام
ايه :مش وقت عتاب ولوم دلوقتي يا بسمه
ايمان : دي حرارتها عالية اوي 40,7 درجه
ليلى  ببكاء : بطني
ايمان:معلش يا ليلى استحملي بس
بسمه :اعملي ليها كمادات يا ايمان وانا هجيب حقنه مسكنه للألم لو مخفيتش هنروح المستشفى
ايمان :حاضر
وبالفعل أحضرت إيمان المياة الباردة وبدأت بعمل الكمادات وأعطتها بسمة حقنة مسكنة للألم وخافظة للحرارة ولكن لسوء الحظ يزداد الأمر سوءا ويزيد الألم والحرارة لم تنخفض بل فقدت وعيها منط الألم..ترتعش شفتا  بسمه بقلق :ليلى بصي ليا كدا
اية بخوف :مش بترد
ايمان :طب ايه العمل دلوقتي أنا خايفة يحصل لها  حاجة لا سمح الله
بسمة: نرن على رقم الولد الل هي بتكلمه صديقها المقرب دا وهو اكتر واحد بيخاف عليها
ايه تمام انا هكلمه
واخذت آيه رقم هاتف سيف من تليفون ليلى واتصلت به
ايه :الو حضرتك الاستاذ سيف
سيف:ايوا مين معايا
اية:انا اية صاحبة ليلى في السكن
سيف بتوتر :خير ليلى حصلها حاجه ولا  أية :ليلي اشتكت من وجع في معدتها ودلوقتي حرارتها 41 درجه وغابت عن الوعي
سيف بعصبيه :ازاي دا حصل وازاي تسيبوها لحد ما توصل للمرحلة دي
اية :اهدا بس حضرتك
سيف بغضب عارم :اهدا اي سيبينها كدا وتقولي اهدا هي فين
اية :هي في السكن
سيف:تمام انا جاي حالا
*ليلى فتاة في مقتبل العمر وربيعة ..تتفجر أنوثة ودلالا..متفتحة كزهرة نيسانية عبقة ..يتضوع من أصصها رائحة الطهر والحنان ... ذو بشرة قمحية وعينان رماديتان تشعان بوميض آسر وجاذبية غريبة يفشل الناظر إليها أن يفلت من حبائل هكذا سحر .. وقوام متناسق عند أنفها شامة صغيره تعطيها شكل مميز أسفل عيونها بعض النمش شفتا،ها صغيرتان طولها متوسط ترتدي الحجاب..لها من العمر 20سنة
*سيف صديق ليلى شاب يافع وطموح ...بشوش الوجه ..لبق في حواره ..بعد الصديق  المقرب إلى ليلى.. عنده من العمر  22  سنه يتميز ببشرة بيضاء اللون وعيون عسلية وأنف صغيره وشعر بني ناعم وطوله مائة وخمس وثمانين سنتي يدرس في نفس كلية ليلى..
* بسمة ذو بشره قمحيه وتمتلك عيون بنيه جسمها مناسب طويله بعض الشئ عن ليلي عندها ثلاثة وعشرون سنه تدرس بكلية الطب متكبرة قليلا بالنسبة لليلى لأنها لا تنصت إليها
*إيمان وأية وأميرة نفس عمر ليلي ولكن بكليات مختلفه ومعها بنفس السكن يبدو ودودين قليلا عن بسمة كانت ليلي تحب الضحك والمزح معهم
"بعد مرور عشر دقائق أحد ما بدأ بالدق على باب السكن
إيمان :مين
سيف :أنا سيف انجزي
قامت إيمان من مكانها وفتحت الباب
سيف :فين ليلى
إيمان :في الغرفة دي اتفضل
ركض  سيف على الغرفة التي أشارت له إيمان عليها وجلس بجانبها على السرير ووضع يده على رأسها وجد أن حرارتها مرتفعة جدا حاول أن  يوقظها برش بعض من البرفان على وجهها ولكن لم يجدي الأمر نفعا 
سيف بعصبية :حد منكم يجيب فستان ليها من الدولاب بسرعة
احضرته أية وسرعان ما ألبستها ووضعت حجاب على  رأسها
بسمة بقلق :اجي معاك
سيف :لا
ثم حملها ونزل بها  على  السلم مسرعا وأوقف تاكسي ،ذهب بها  إلى مستشفى جامعة ***
نبس سيف بحدة وهو حامل ليلى بين يديه :دكتور عايز دكتور بسرعة
الدكتور :اهدى إهدى حطها هنا علي السرير هي عندها اي
فأخبره سيف بالأعراض التي عندها
قام الدكتور بعمل بعض الفحوصات الطبية مثل السونار وطلب اشعة مقطعية على البطن حتى يرى سبب الألم وطلب من فريق التمريض بإعطائها بعض المحاليل وبه بعض الأدوية الخافضة للحرارة حتى تنزل حرارتها كل هذا وسيف بجانبها واضح على ملامح وجهه القلق والخوف
سيف :خير يا دكتور طمني
الدكتور بحده :اي الإهمال دا انت ازاي تسيبها كدا هي عندها الزايده متضخمة وممكن تنفجر في اي لحظة لازم نعملها عملية الزايده فورا وإلا ممكن تروح فيها
سيف :تمام يا دكتور اعملها أهم حاجه تكون بخير
الدكتور :تمام هتدخل على التخدير دلوقتي وانت روح ادفع مصاريف العملية في الإستقبال
سيف: تمام يا دكتور
ذهب سيف لسداد مصاريف العملية وبينما هو عائد صوب  ليلى وجد ريان صديقه
سيف بعصبية :انت ايه اللي جابك هنا
ريان:السؤال دا تسأله لنفسك مش ليا
سيف :انت اكتر واحد عارف ان ليلى مش بتحبك وبتكرهك جاي  تعمل ايه
ريان :هي تكرهني عادي بس انا هحاول بكل الطرق عشان ترجع  تحبني  تاني ومش  هتكون غير ليا وبس
بمجرد أن سمع سيف هذه الكلمة اثار غضبه وعصف بملامح وجهه غمامة سخط وتبرم ،اشتعلت  عيناه بلهب ونيران مستعرة ثم سدد لكمة عنيفة  في وجهه حتى أوقعه  أرضا  بعدئذ
وقف ريان مرة أخرى وهو يسبر اغوار هندامه ويرتب  ثيابه ،ثم اقترب من سيف محاولا ضربه مثلما هو فعل لكن حضور رجال  الأمن اوقف الزوبعة ثم فرقهم عن بعض
سيف بعصبية :ليلى هتطلع من العملية ومش عاوز اشوف  وشك هنا وإلا والله هتندم على الساعة الل فكرت تكلمها فيها
ريان وهو يرتب شعره:بتحبها اوي وبتخاف عليها لا راجل كانت فين شهامتك دي اما بعدت عنها وسبتها للأيام
سيف:.....
ريان :مش بترد ليه سكت دلوقتي مفيش عندك كلام تقوله
سيف :كلمة زياده هجيب اجلك انا بقولك اهو انا اعصابي مش فيا
ريان :اه اما اشوف كلامك دا هيوصلك علي فين في الآخر
* ريان صديق ليلي وسيف كان يحبها عندما تركها سيف ولكنها كانت لا تعتبره اكتر من اخ كان ذو بشره بيضاء وعيون عسليه وأنف صغيره ليس بالقصير ولا بالطويل ذو جسد ممشوق بالعضلات عنده اثنين وعشرون عاما
وبعد مرور ساعتين خرج الدكتور من غرفة العمليات
جري سيف وريان  عليه حتي يسالوه عن وضع ليلي الصحي
ريان :طمني يا دكتور عليه
الدكتور: الحمدلله عملنا العمليه بس لازم الاهتمام الصحي يعني ممنوع اكل حاجات مالحه او شرب اي حاجات فيها كافيين ونبتعد عن الوجبات السريعة والدسمة دا كله لو عملته ليه تأثير  عليها 
سيف :حاضر يا دكتور
ريان :طب نقدر نشوفها يا دكتور
الدكتور :بعد نص ساعه عمال ما تكون فاقت من البنج ويفضل واحد بس
سيف :تمام يا دكتور
الدكتور :عن اذنكم
ريان :هروح اجيب حاجه واجي
نظر إليه سيف بنظرة استهزاء ولم يجب عليه
انقضت  نصف  ساعة وريان لم  يأتي بعد ولكن لم يضع سيف في باله..أي احتمال سيء.. كان كل ما يشغل تفكيره في هذا الوقت هو ليلى فذهب عند باب غرفتها ،فتح الباب  وهنا كانت الصدمة لم يجد ليلى علي السرير بل وجد السرير مليئ بالدم وسكينة  موضوعة على السرير.

قضية رأي عام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن