الفصل الأول.

236 15 12
                                    

"ليس من السهل أن تظل نَقِيًّا بينما من حولك مُلوث".

يمسح الدماء من على وجههُ بعنف وقد قست ملامحهُ بشكلٍ مُرعب!
أصبح منهم لا يفرق عنهم شيء، بعدما كان يچلب الحقوق؛ لأهلها ويرد المظالم، أصبح مُجرم، قاتل، سافكًا للدماء.
وقع على رُكبتيه مُنفجرًا في البكاء أهو حقًا قاتل!
أصبح مثلهم!!
جاء من وَرَائِهِ "خالد" وهو يقول بتشفِ:
_فرقت إيه عننا يا حضرة المُحامي؟
ثم أبتسم بسخرية وهو يضيف:
_بقيت قاتل زيك زينا بالضبط متفرقش عننا حاجة يا أبن أمك.
صاح "كامل" بهسترية وقد فقد ما تبقى من فُتَات عقلهُ، وصاح مُزيحًا تلك اَلتُّهْمَة عنه:
_لا، أنا لسة نضيف، لا أنا مش قاتل، أنا مش زيكم، مش زيكـــم.
أبتسم خالد ساخرًا، فقد لُطخت يداه بالدم ومهما غسلها بالماء وطهرها بالمُعقمات، ستظل يد قاتلة وَمَسْفِكة للدماء.
خرج من الغرفة تاركًا أياه يُصارع حقيقة ما فعلهُ، حقيقة الواقع، ولا يدري أي قلب قُتل بـأفعالهُ الشنيعة تلك هي وعائلتهُ المدنسة!
بينما "كامل" يصيح بـعبارةٍ واحدة فقط:
_أنا مش قاتل، مش قاتل.
في حين أبتسم "خالد" بسخرية فقد قَضَى الأمر، وكُتب كامل على كتابهُ وبـخط العريض "أنهُ قاتل".
وفي ناحيةٍ أُخرى.
كان"خالد" قد دلف لتلك الغُرفة القابع بها أباه، وجلس بِجَانِبِهِ وغمغم قائلًا:
_كامل مُنهار من اللي حصل.
أجابهُ أبوه بعدم اكتراث:
_بكرة يتعود زي ما أنت متعودت.
شحب وجههُ وصاح قائل بقهر قابع في قلبهُ سنوات:
_هو أنت عامل كده ليه، هو أنت مش أبونا؟!
ليه خلتنا بـ الشكل ده، ليه خلتنا ذئاب مبترحمش ليه؟!
أجابهُ ببرود مُنافيًا لجدية الحديث:
_عشان تعرفوا تعيشوا في اَلدُّنْيَا.
تساقطت دموعهُ وانزاح قناع القسوة التي طالما ارتداه وهتف بـ اختناق قائلًا:
_طب ونعيش أزاي في الآخرة، نقابل ربنا أزاي، نقوله إيه!
أطبق "عبد المنعم" حاجبيه بغضب عارم وهتف بغضبٍ أعمى قائل:
_ده مش كلامك دا كلام كامل!
وعلى العموم لو حابب تتوب توب، بس فكرك ربنا هيتوب عليك بعد كل اللي أنت عملتهُ؟!
يمكن آه أنا معرفش حاجة في الدين، لكن اللي أعرفه أن ربنا مبيسامحش فى حق عبادهُ، وشوف بقى أنت عملت إيه في عبادهُ.
أنزل وجههُ بخزي حتى التوبة مُحرمة عليهِ، غفل!
غفل مرةً أخرى عن الله، ضل طريقهُ مرة أخرى، وغفل عن كون الله سَمَّى بـالرحمن غفل مرة أخرى عن الطريق المستقيم!
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
تجلس "أميرة" على تلك الأريكة وهي تزفر بضيق، تكاد تموت وتتدخل في تلك المُناقشة الدامية، لكن أختها تزجرها بنظراتٍ حادة فـ تتراجع على الفور.
لكنها لم تعد تتحمل السكون أكثر من ذلك، حينما سمعت "هالة" خالة "أحمد" تصيح:
_أنت شيطان، شيطان عايش معانا.
هتفت "أميرة"بضيق وهي تحاول أن تكون نبرتها لطيفه؛ لأنها مهما كان تظل أكبر منها سِنًّا:
_يا تنط هالة مينفعش نشبهُ بـالشيطان، دا إنسان مُسلم مينفعش نشبهُ بـالشخص الخبيث ده.
صاحت بها "هالة" قائلة:
_أنتِ متعرفيش حاجة، ومش عايشة معانا، أحمد ده شيطان.
أبتسم "أحمد" بسخرية فـلم يعد تُأثر عليهِ تلك العبارات؛ فقد تعود سمعهُ عليها، كاد يُصدق أنهُ بـالفعل شيطان.
بينما "أميرة" لم تتحمل عبارتها تلك وهتفت قائلة:
_ما فيش حاجة اسمها كده في حاجة اسمها أن الرسول -ﷺ- نهى عن ذلك.
هدر بها "ياسر" زوج "هالة" قائلًا:
_أنتِ متعرفيش حاجة، هالة بتتكلم صح، ده مبيركعهاش وبيسب الدين.
كادت تهم مُعترضة لكن أسكتها "أحمد" بقولهُ:
_أميرة خلاص متتناقشيش مع الناس دي!
صاحت بهِ "هالة" " بصوتٍ عالٍ يُعبر عن مدى غضبها:
_أنت مش هترتاح غير لما تجيبلنا العار!
محمد أبني شافك بـعينهُ راكب مع بنوع المُخدرات يا ***
صاح "أحمد" مُدافعًا عن نفسهُ:
_والله العظيم ما حصل هو بيكدب والله بيكدب، أنا عمري ما أمشي مع الناس دي!
شعرت "أميرة" بـصدق حديث "أحمد" فقد كان يُدافع عن نفسهُ بصمود وصوت قوي، بينما الأخرى مُهتزة وترمش كثيرًا بـعيناها مما يدل على كذبها واقترافها ذلك الموقف.
صاحت "هالة" غاضبة بـكلمات لا تُفهم، فقد أكلت الحروف من شدة غضبها وسُرعتها في الكلام، فـ انتهزت "أميرة" الفُرصة وأمسكت بـيد "أحمد" خارجة من تلك الغُرفة المليئة بـالأصوات العالية والمضاربة.
وهتفت "أميرة" قائلة:
_أحمد أنت عارف أني بحبك صح؟
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
أغلقت الجريدة وهي تزفر بضيق، تلك رابع جريمة قتل في ذالك الأسبوع، تنهدت قائلة بحزن:
_ربنا يخرجنا منها على خير.
ثم أمسكت هاتفها لتتصل بـ"كامل" من جديد لكنهُ ومنذ ساعات لا يُجيب!
صار القلق ينهش في قلبها، خطرا ببالها أن تُحادث أخاه الأكبر "خالد" لكنها تراجعت عن تلك الفكرة، فهي لا ترتاح لهُ ولا تتقبلهُ.
زفرت بضيق مُتَمَنِّيَة أن يكون كُل شيء بخير، في حين قاطع خلوتها تلك دخول "نرمينا" عليها المكتب دون استئذان كالعادة قائلة:
_هو فين كامل لسه مجاش ليه؟
أجابتها "ريم" ببعض الضيق:
_هو مبيردش من الصبح أصلًا مش عارفة مالهُ!
هتفت بـحيرة:
_خير أن شاء ﷲ.
أومأت لها بتمنِ.
وبعد ساعة، أهتز هاتفها ف أمسكتهُ مُجيبه على المتصل، فـسمعت المتصل يهتف بصوت مُرتجف:
_ألحقي يا أستاذة ريم، كامل بيه أنتحر!
لتسقط "ريم" على الأرض من وهل الصدمة وهي غير مُصدقة ما تفوهُ بهِ الرجل.
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

دى نبذة مُختصرة عن البداية، وأتمنى تعجبكم يـ أخواتي، وقولولى رأيكم بقى أكمل ولا ألف وارجع.🚶🏼‍♀️

توبـة عاشق - نوڤيلا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن