"ليس من السهل، أن تتحول لشيطان بعد أن كُنت أنسان".
تجلس على الفراش، ضامة يداها على رجليها وشفتيها ترتجف من هول ما رأت، بينما هو يقف أمامها مُتابعًا حالتها الحزينة تلك بغضبٍ من نفسهُ فقد قام بـ ذالك الشيء أمامها بكُل فتور، وكأنهُ حقًا شيء أعتيادي !..
أقترب منها مُحاولًا أخراجها من تلك الحالة، لكنها نهضت مُبتعدة عن مرمى يديهِ بخوف قائلة:
_أبعــد عني.
هتف بغضب:
_الأنسان اللي قتلتهُ دا كان عايز يخطفك والله أعلم كانوا هيعملوا فيكِ أيه
أجابتهُ صارخة:
_مش للدرجة القتـــل!
دا أنسان من لحــم ودم، روح اللي أتقتلــت دي روح.
أجابها بفتور:
_الروح اللي تأذيني أقطع رقبتها.
حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهي تصيح:
_أنت مش بني آدم، مش بنــــي آدم.أوميء لها قائلًا:
_أيوا أنا مش بني آدم أنا سفاح.
نظرت لهُ بـ أعين خائبة فهو لن يتغير، سيظل القاتل قاتل من لُطخت يداه بـ الدماء لن تُنظف يداه أبد الدهر، فـ أردفت "ريم" بخيبة أمل:
_كان عندي أمل أني أغيرك، كان عندي أمل تبقى نضيف.
سقط أمامها قائلًا بـ أنهيار:
_صدقيني نفسي أتوب، نفسي أمحي من ذاكرتي كلمة قاتل، نفسي تنقذيني.
ثم تابع وهو يخفض عيناه بخزي:
_بس للأسف صعب.هتفت "ريم" بفتور:
_طول ما أنت مُقتنع أن الشيء دا صعب، هيفضل صعب، وهتفضل قاتل.
نظر لها بـ أعينهُ اللامعة أثر البُكاء قائلًا:
_أنا مش قــاتل.
ثم تركها راكضًا كـ الطفل الصغير، الذي يُدافع عن حقهُ في كُرهه لذالك اللقب.
فـ أبتسمت هي ساخرة:
_مش سهل ترجع نقي بعد ما تتلوثت.
*******************************كان "عبد المنعم" فى أوج غضبهِ فقد علم بما فعلهُ "خالد" فى صبيهِ، صار يُهشم الغرفة مُحاولًا الخلاص من ذالك الغضب.
دلف عليه "عابد" وهو يصيح:
_مش كدة يـ عبد المنعم أهدى شوية.
هدر "عبد المنعم" غاضبًا:
_خالد لازم يموت يـ عابد.
تسمر "عابد" مكانه من وهل الصدمه حينما سمعهُ يتابع:
_وأنت اللي هتقتله.
صُدم "عابد" من حديث أخية، ونطق قائلًا:
_أنا؟؟ أنـ..أنا اللى هقتل خالد؟أبتسم "عبدالمنعم" بسخرية لاذعه قائلًا:
_هي أول مرة تعملها ولا أي؟!
أجابهُ:
_بس مش للدرجة أني أقتل أبن أخويا!..
أبتسم "عبد المنعم" بسخرية هاتفًا:
_الدايرة اللي أحنا فيها دي مفيهاش أخويا أو مش أخويا.
ثم تابع بجدية:
_النهاردة بليل ألاقيك جايلي بجثتهُ.وفى أثناء ذالك، كان "خالد" يجلس على شرفة غرفتهُ التي تطل على النهر، وهو شارد، شارد فيما حدث وما يحدث وماسيحدث
لا يستطيع تخطي الماضي ولا يستطيع تغيير الحاضر، والمُستقبل مجهول !..
أغمض عيناه مُتذكرًا ذالك المشهد، عندما كان مُراهق يبلغ من العمر سادسة عشر سنة يقف فى مكان مُلوث بـ الدماء والقذروات، وكان والدهُ بجانبهُ يقول:
_اللي قتل صفاء أنا جبتهُ هنا.
صُعق"خالد" من حديث أباه، أمهُ قُتلت؟!!
هتف بعدم تصديق:
_اللي قتل !!
أوميء لهُ "عبد المنعم" هاتفًا بكذب أجادهُ:
_طول عمري مخبي عليك الحكاية دي، لكن دلوقتي جه الوقت اللي تاخد فيه بتار أمك.
أنت تقرأ
توبـة عاشق - نوڤيلا.
Contoمُذنب هو مُرتكبًا للخطايا. ترعرع بدون راعٍ صالح يُرشدهُ للطريق الصحيح، فـ كُتب عليهِ أنهُ مُذنب ورضى هو بذالك!.. ويطوف في بحرٍ أسود لا نهاية لهُ، لينقذهُ الحُب من الطوفان ويرعاه وهو خير راعِ، ليُسجن "القاتل" بين قُضبان الحُب بمحض أرادتهِ، ويغفل عن ك...