الفصل السابع.

54 7 0
                                    

"فـ لتفسد كما تشاء، فـ لتظلم كما تشاء، قضاء الله آتِ ولو بعد حين".

يجلس على مقعد مكتبة الوثير وهو يُدخن لُفافة تبغهُ بشراسة وغضبٍ أعمى، خانهُ "عابد" كما فعل "خالد" لم يكن يريد أن يفعل ذالك لكن "عابد" أضطرهُ، أشتعلت عيناه مُتذكرًا مايفعلهُ "خالد" لن يسمح أن يكون من صُلبه قديسًا آخر !..
يريدُهم كـ الشياطين يخربون ويفسدون.
ألتقط هاتفهُ من على المنضدة حينما سمعهُ يهتز، أجاب علىٰ رجُلًا من رجاله الذي كلفهم بـ قتل خالد:
_خالد هرب مننا ياباشا هو والبت اللي معاه!
زمجر "عبد المنعم" بغضبٍ أعمى وصرخ:
_يعنــــي أى؟؟
خالــد لسة عايــش؟!
أهتز الرجل وهو يُجيبهُ:
_ماهو ياباشا...
قاطعهُ "عبد المنعم" هاتفًا بحدة:
_لو خالد مامتش النهاردة هيكون موتك على أيدي، وبـ الذات البت اللي معاه دي!!
أنهىٰ حديثهُ مُغلقًا بوجهه، وقد أشتعلت عيناه بغضب وهو يرىٰ "كامل" جديد!
لكن الفرق بين "كامل" و "خالد" أنه لم يستطيع تلويث "كامل" حتى بفعلتهُ الهوجاء!

لم يقدر على "كامل" فقد رزقهُ الله بوالدتهُ التي غرزت فيه المباديء جيدًا.
أخبرهُ عن قاتل والدتهُ، وذهب ليقتص ولا يعلم أن قاتل والدتهُ هو من أجرهُ أباه!
لكنهُ لم يقتل، ذم "عبد المنعم" شفتيهِ بـ الضيق فهو حقًا فشل، فشل فشلًا ذريع فى جعل "كامل" مسخ مثلهم، لم يقدر "كامل" على القتل، لكن "عبد المنعم" وهمهُ بـ أنهُ قتل،
كان "كامل" يضغط على الزناد بغضبٍ جُم هاتفًا:
_والله لأقتلك يـ يزيد الكلب!
و عندما كان "كامل" يضغط على زناد ليقتل قاتل والدتهُ توقف ولم يستطع، أستيقظ الأنسان بداخلهُ!
ولكن للعجب لم يتوقف الأطلاق
فقد كان "عبد المنعم" من خلفه يطلق النار، وقد وهم "كامل" بـ أنهُ أصبح قاتل.

نظر "كامل" للمسدس بيدهِ برعب !..
فقد أصبح "قاتل" مُرتكبًا لأخطر الفواحش، نظر للسماء وعيناه تلمع بالدموع وهو يهتف صارخًا:
_لأ يــارب، أنا معملتـــش كدة يــارب.
ومازادهُ هو دخول والدهُ الذى أدى تمثيلًا بارعًا وهو يقول:
_أنت قتلته؟؟
قتلت يا كامل!
صرخ "كامل" بهستريا وهو ينفي تلك التُهمة الشنعاء عنه، وذهب "كامل" ضحية لأباه الظالم.

أفاق "عبد المنعم" من شروده على دقات الباب فـ هتف بغلظة:
_أدخلى يـ أميرة.
فـ دلفت "أميرة" بوجهًا شاحبًا كـ شحوب الموتىٰ ومسحت على طرف أنفها الحمراء أثر البكاء وقالت:
_هو أنت مش ناوي تخرج تاخد عزا عمو عابد ياعمو؟!
أجابها مُبتسمًا بخبث:
_لما أجيب حقة الأول.
أجابته"أميرة" بعدم فهم وهى لا تعلم مايدور بخُلدهُ:
_بس الجريمة أتأيدت ضد مجهول.
أبتسم "عبد المنعم" بسخرية:
_أخرجى أقعدى برا مع أحمد يـ أميرة، واسية ياحبيتى مهما كان دا أبوه اللى أتقتل!
*******************************

صرخت بهِ قائلة:
_عايز تفهمني أن الناس اللى ضربوا علينا نار فى المزرعة دول تبع أبوك!
أجابها قائلًا:
_مش فاهم أنتِ مش عايزة تصدقي ليه.
صرخت بهِ قائلة:
_عشان دا أبــوك ومستحيــل يعمل كدة، مستحيل يبعت ناس يقتله أبنـة.
أبتسم "خالد" بُسخرية لاذعة ثم هتف بضحكة سوداء:
_نفس الراجل اللى أنتِ بتدافعى عنه دا، هو هو اللى أنتِ شوفتيه بعينك وهو بيحرض كامل على قتل نفسهُ!
صمتت، لا تعلم بماذا تُجيب هو مُحق لكن حقًا عقلها لا يكاد يستوعب ما يفعلهُ ذالك الرجل، أليس هؤلاء أبنائـة !!
أنتشلها من شرودها قول "خالد":
_سما بلغت أمبارح عن أختفائك، عايزك بقى تكلميها زي الشاطرة كدة وقوليلها تلغي البلاغ وطمنيها أنك مع جوزك حبيبك.
همت أن تعترض لكن توقفت حينما سمعته يقول:
_وألا هخليها تحصل الحاج والحاجة.
أرتجفت شفتيها بخوف ثم صرخت:
_أنت حقيـــر.
أجابها مُبتسمًا أبتسامة صفراء:
_عيب تشتمى جوزك ياحبيبتي.

نظرت له بـ أمتعاض، فى حين ناولها هو الهاتف كى تُحدث شقيقتها الصُغرى "سما" وحينما أجابت عليها، أردفت "ريم" بلهفة:
_سما ياحبيتى أنتِ كويسة؟
أجابتها "سما" بلهفةٍ مُماثلة:
_ريم أنتِ كويسة؟؟؟
أنتِ فين أنا هموت عليكِ.
هتفت "ريم" بهدوء كي تمتص قلق شقيقتها:
_أهدي ياسما أنا بخير، بس أنا جاتلي سفرية فجآة كدة.
ضاق الفراغ مابين حاحبي "سما" وهتفت مُستفسرة:
_سفرية أي؟!
توترت "ريم" قليلًا، لكنها تشجعت بنظرة "خالد" الحادة وهتفت:
_في قضية مهمة جدًا ليا في مركز حزب أسكندرية، بس متقلقيش عليا هخلصها وهرجع.
هتفت "سما" بضيق:
_طيب مش تطمنيني بـ مكالمة حتى، عمتًا المهم أنك بخير وهترجعي أمتى؟!
أجابتها بـ:
_لسة مش عارفة، بس أوعدك أنه هيبقى قريب.
أنهت حديثها ثم وجدت "خالد" ينتشل منها الهاتف ويُلقي شريحتهُ بـ الخارج، فـ نظرت لهُ بكره قائلة:
_كتك القرف أنسان لازج.

نظر لها بـ أعين هادئة لكن بداخلها أشتعال قد أخافتها نظراته، بينما هو تذكر تلك الجملة، كانت والدتهُ تقولها دومًا لوالدهُ وهو كان يُبرحها ضربًا،  بـ السوط الذي مازال صوته يرن في أذنيهِ، صُراخ والدتهُ، النار التي أشتعلت في المنزل، كان طفل صغير وكان يشهد حالات عُنف لا تماثل عمرهُ كما أنهُ تعرض لها، هي بـ الفعل ذكريات طفولة لكنه لا يستطيع التعافي منها !..

ألقى بنظراته المُشتعلة على "ريم" التى كادت تسقط من الخوف، ثم رحل من المنزل، رحل علّ ذكرياتهُ ترحل معهُ، أنسدلت دموعه على وجنتيه وهو يتمعن بـ حياته !..
كيف وصلنا ألى هُنا؟! ألم نكن البارحة أطفال بريئة تخشى الناس، متى أصبحنا بكل ذالك الجحود؟! متى أضحينا ظالمين بعدما كُنا ضحايا !..
أخذ نفس عميق وهو يتذكر قول والدتهُ:

•_لَعلّنا يومًا نعيش بسلام.
*******************************

جلست "أميرة" مع "أحمد" وهي تُلمس بكفها على كفه علها تمنحهُ بعض الدفيء الذي أفتقدهُ، نظر لها قائلًا:
_أنا مش زعلان.
نظرت لهُ بصدمة بينما هو تابع:
_هو كان أبويا أه، لكن أنا معرفهوش !
أنا عارف أن أسمي أحمد عابد الشهاوي، لكن مين عابد دا معرفش مين بابا دا معرفش!!
نظرت لهُ بـ أعين دامعة ثم قالت:
_ربنا هيعوضك.
نظر لها بـ أعين حمراء أثر الدموع وهتف:
_مين هيعوضني عن أبويا؟؟
أبويا اللى طول عمري بحلم أني أقرب منه، أني أجرب الدفى في حُضنة، أنى أعرفه، لكن معرفتش !

طأطأت "أميرة" رأسها بحزن ولا تعلم بماذا تواسيه فهى جربت تلك المُعاناة جيدًا، بينما هو هتف بروحٍ مُعذبة:
_لية كُل اللى بنحبهم بيكرهونا؟!
أجابتهُ بـ أعين لامعة:
_عشان في يوم ربنا هيكتبلنا شخص نحبه ويحبنا وهيبقى حظنا من الدُنيا.
نظر لها بـ أعين شغوفة وقد أعطتهُ كلمتها أمل جديد يعيش؛ لأجلهُ، بينما هي هتفت:
_لازم تقوم من جديد مقدمكش حل تاني غير أنك تعيش !
أنا قدامك أهو، أبويا مات وأنا ملحقتش أتهنى بـ حضنهُ، وأمي اللي أنا شهدت على تعذيبها من عمي، وكامل اللي سابني في نُص الطريق متسبنيش أنت كمان زيهم يـ أحمد..
أجابها مُربتًا على كفها:
_معاكِ للنهاية يـ أميرة.
*******************************

الفصل الجاى هيبقى الأخير، أنتظروا النهاية بقى🙈😂❤️.

توبـة عاشق - نوڤيلا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن