بارت 8

949 58 8
                                    

بينما وفي الجهة الأخرى حيث كانت كريستال وصلت إلى جناحها بسرعة لِـ تمسك بأي شيء تقع عينها عليه وتحطمه بهستيرية فهي وبصعوبة تمالكت أعصابها أمامه.... بدأت بالبكاء أيضاً لتصرخ بانفعال: لماذا هو؟! لماذا؟!!! لماذا؟!

كان لويس يراقبها بصدمة فهذه أول مرَّة فعلياً يشاهد ردة فعل عنيفة لها.... خطر في عقله العديد مِنَ الأسئلة.... كيف وماذا ولماذا وهل لكنَّهُ قمعهن وقرر الخروج....

أعني رغم صداقتهما صحيح لكنَّه لا يودُّ التدخل في حياتها الشخصية.... إن أرادت إخباره فسيستمع... إن طلبت نصيحته ورأيها فسيعطيها عدا ذلك لن يتخطَّى حدوده!!!

لذلك أدار ظهره للخروج وعندما حرَّك الباب نطقت كريستال وهي ترمي آخر مزهرية بقهر: لقد انتحرت بسببه كي أجده لكن ماذا كان ؟! كشخص آخر يريد الانتقام مني معهم!!!! هل هذا عقابي حتى؟!!

أنهت كلامها لتزداد حدَّة بكاءها وتنهار على الأرض.... برودها وقوتها وكل أقنعتها المزيفة ستسقط أمامه!!! كيف لا وهي تشعر بالذنب لموته بسببها....

ربما لو لم يذهب وقتها عوضاً عنها.... ربما لو لَحِقَت به.... ربما لو أنَّها كانت تحبه بحق وذهبت معه بالسر دون علمه على الأقل هل كان سيختفي من حياتها وحده؟! ربما كانت ستختفي معه وهذا أفضل لها!!!

كيف كانت أنانيَّة وترددت بالذهاب ووثقت بعودته؟! مكان مفخخ مليء بالقنابل كيف سيعود منه؟! أين كان عقلها عندما صدقت أنَّهُ سيعود بخير وليس جثة محترقة تحولت إلى رماد ؟!! هم حتى لم يستطيعوا التعرف عليه ولا دفنه بشكل لائق!!!

فكرت بهذا في نفسها بحزن شديد لتضرب يديها بالأرض بسخط بينما لويس خرج بهدوء رغم الأسئلة العديدة التي ظهرت في عقله.... كيف التقت به من قبل ومن أين تعلم أنَّه سينتقم؟! وبالنسبة لانتحارها كان بسبب الزواج حسب علمه لكن الآن!!!

بعثر شعره بخفة ليقف بجانب باب جناحها.... مِنَ الأفضل أن يبتلع فضوله فقط!!! هو مرافقها لا غير لذلك ليس عليه أن يتدخَّل بها!!!

هذا ما قرر به بنفسه لكن هذا القرار على ما يبدو اختفى بلمح البصر عندما خرجت في منتصف الليل بعيون حمراء وملامح باهتة مع فستان خفيف باللون الأبيض وشعرها النحاسي الطويل منثور دون أي زينة!!!

قطعت تحديقه عندما أردفت بهدوء: أشكرك على جعلي أبكي لوحدي.... ولم يكن هناك داعي للوقوف أمام الجناح وحراسته بإمكانك النوم!!!

لويس: لكن يا أميرة أنا....

كريستال مقاطعة: أنا كريستال حالياً ولستُ الأميرة ما دام لا يوجد أحد.... آه صحيح مِنَ الجيد أنَّك بقيت هنا فأنتَ صديقي وأنا لم أفسر لك سبب كل هذا!!!

لويس: حتى لو كنَّا صديقين أنا أحترم خصوصيتك!!! إن لم تريدي أن تخبريني فسأتفهم الأمر على أي حال!!! وإن أخبرتني سأساعدك وأنصحك بقدر استطاعتي!!!

المنبوذة ذات رقعة العينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن