بارت 4 (1)

932 59 28
                                    

ألقت نفسها على السرير لتردف بصوت هامس وشرود: بقي له شهر وبضعة أسابيع التي تعني أسبوعين أو ثلاثة.... الأسبوع القادم سأبدأ بالبحث عن معلم سيف لأنَّ جسدي سيكون أكثر مرونة وأنحف من هذا!!!

فور أن أنهت كلامها طرقت الخادمة رينا الباب لتدخل بقوة دون أن تسمع الإذن منها للدخول على غير العادة.... وقفت بغرور لتردف بابتسامة: جلالة الملكة أتت لزيارتك سمو الأميرة!!!

ما إن أنهت رينا كلامها دخلت الملكة لتردف بحنان مصطنع: سمعت أنَّ ابنتي أصبحت بخير لذلك أتيتُ لزيارتها!!

اعتدلت كريستال في جلستها.... أوه وأخيراً أتت؟! صراحةً كانت بانتظار تزحزحها من مكانها والمجيء إليها.... مِنَ المؤكد أنَّ أحد الفئران هنا من بينهن جاسوسة للملكة.... لماذا مِنَ المؤكد وهي تقف كالطاووس المختال بوجود الملكة!! هذا واضح وبشدة!!

كتمت كريستال انفعالاتها لترفع رأسها بلهفة وتردف: حقاً جلالتك؟! أتيتِ من أجلي؟!

الملكة بابتسامة صفراء: أجل كيف لي أنا لا أسمع بِـ تشافي ابنة المرأة التي كانت يوماً صديقتي ولا آتي!! خصوصاً وأنا اعتبرك كابنتي تماماً!!

منعت كريستال سخريتها من كلامها هذا.... أعني كيف تذكر محبتها لوالدة هذه الفتاة وهي حسب حدسها التحقيقي أنَّ لها يداً في الحادث الذي حصل للفتاة مع والدتها بالماضي....

ربما بعض الحظ مع حماية والدة الفتاة هي عاشت فقط وبالطبع فقدت القدرة على الرؤية في العين اليسرى بعد انغراس شيء ما فيها ليس واضحاً في ذكرياتها.... ربما لأنَّ الحادثة قديمة وقد مرَّ عليها سنوات عديدة!!!

فكرت بهذه الأفكار وهي تردف بامتنان: أجل!!! لقد كنتِ كوالدة بالنسبةِ لي.... أنا سعيدة لأنكِ أتيتِ إليَّ!!

أنهت كلامها بلهفة مصطنعة.... كل ما تقوم به اصطناع وتمثيل حتى لا تشك الملكة فهذه الفتاة بالسابق ورغم كرهها للملك وخوفها منه فهي كانت تستمع لكلام الملكة وتستشيرها في أمورها أحياناً....

ببراءة كانت شاكرة لها وتحبها!!! غافلةً عنِ التفكير أليست هذه المرأة الثانية؟! بعد وصولها بقليل ولأنَّ إمكانيتها كملكة لم يكن مسموح بها من المؤكد أنَّها تخلصت من والدتها لتصبح الملكة الرسمية.....

ألم تنتبه لعلامات الاستخفاف والتقزز وابتساماتها المزيفة؟! لهجتها الساخرة وأسرارها وكل ما تحدثت به لها كانت تسمعه على لسان أبناءها الذين يسخرون منها باستمرار!!! ألم تنتبه لكل هذا؟!! لا أم هل جعلت نفسها تصبح عمياء عن أفعالها لاشتياقها لهذه المشاعر الوهميَّة الوضعية؟!!!

تساءلت بنفسها باستنكار بما أنَّ الأمور واضحة وبشدة بينما الملكة تكلمت: في الحقيقة والدتك سعيدة برؤيتك وحزينة من خبر سمعتهُ عنك!!!

عبست كريستال بشفتيها لتردف بحزن: لماذا يا أمي؟! ماذا سمعتِ؟!

الملكة إيليا وهي تهز رأسها بخيبة أمل: صراحةً لم أتوقع منكِ أن تخالفي تعليماتي وتتحكمي بالخدم.... انظري لنفسك لقد ازددتِ سمنة بعد أن جعلتيهم يفعلون ما أردتِ من أعمال وطعام!!! يجب أن تنظفي جناحك بنفسك حتى تنحفي!!! ومن المفترض أن تأكلي الخبز اليابس مع الحساء حتى تنحفي أيضاً!!! لماذا هذا الإهدار؟! خصوصاً أنَّ الملك سيحبسك مجدداً أنا أشفقُ عليكِ كثيراً فالشص الذي ستتزوجين به هو مزاجيَّ للغاية ولن يقبل بك!!!

كريستال بتأثر: حقاً يا أمي.... لكنني سأستمر في هذا بما أنني بدأتُ فيه!!!

توسعت عينا الملكة إيليا ورينا على كلامها لينطقا بصدمة معاً: ماذا؟! ستستمري؟!

كريستال بحزن مصطنع: لكنني في الفترة الأخيرة لاحظتُ بأنَّ شعري أصبح يسقط بكثرة والحبوب والبثور تملأ جسدي من كثرة ما أكلت حساء وخبز يابس.... أخشى إن سمعتُ كلامك يا أمي قد أصبح قبيحة وعندها لن يرضى بي!!!

إيليا بسخرية: أتمزحين معي؟!

رينا: أول مرة أسمع بأشياء كهذه جلالتك!!!

نهضت كريستال لتردف متظاهرة بالسعال: كح... كح... حتى يبدو أنني مرضت للغاية وأفتقد للطعام المتوازن!!! كح... كح!!!

بقيت كريستال تسعل أمامهما ليتراجعا للخلف بقرف.... والملكة التي أرادت إعادة الأمور إلى نصابها كما السابق عندما رأت حالة كريستال كيف تسعل وما أخبرتها به فما مصلحتها لتكذب عليها وهي تحبها وتتلهف إليها بشدة؟!!!

كما أنَّهُ ليس مِنَ الجيد أن تذهب إلى ذلك الهمجي بالبثور وصلعاء!!! ربما قد يقبلها وهي تمتلك رقعة عين صحيح؟! فهو خلل بسيط على أي حال!!!

هكذا دارت أفكار الملكة إيليا لتردف: آه لا داعي يا ابنتي العزيزة... افعلي ما تريدين فنحنُ نريدك أن تكوني بكامل قوتك من أجلِ هذا الزواج أن ينجح!!!

فور أن أنهت كلامها غادرت بسرعة وهي تظن أنَّ العدوى ستنتقل لها لذلك قررت أن تستحم لمدة طويلة بينما رينا أردفت بارتباك: وأنا... أنا لَـ لديييي بعض الأعمال سموككككك!!!

أنهت كلامها وخرجت هي الأخرى بسرعة مغلقةً باب الجناح خلفها.... انتظرت بضعة لحظات حتى اختفى صوت وقع الأقدام السريع لتضحك كريستال بشدة وتلقي نفسها من جديد على السرير....

وبعد أنِ انتهت من موجة الضحك أردفت وهي تمسح دموعها الوهمية: غبيتان!!! ظننتُ أنني بحاجة لرسم بثور وحبوب على يديّ وقدميّ حتى يصدقن كلامي بعد أن أتحجج بتبديل ملابسي لأخرى تكون أكثر إظهاراً للبثور والحبوب.... لكن ردة الفعل هذه أراحتني!!!

حدقت كريستال بالسقفِ قليلاً قبل أن تنهض من جديد وتبدأ بتنفيذ التمارين الرياضية.... ليس وكأنها ستتكاسل عن شيء مهم كهذا....

في النهاية يجب أن تنحف!!! وهراء الملكة ذاك لو بقيت حتى مماتها تُطَبِقُه لن تنحف!!! فقط المستفيدون مِنَ الموضوع الخدم والخادمات ستريحهم وتجعلهم يتكبرون عليها والملكة وأبناءها يسخرون منها!!!

_ استمتعوا بالقراءة 😁🌸✨.

_ أعلم.... الذي نشرته نصف بارت لكنني أكاد أموت من النعاس ويجب أن أستيقظ غداً من الساعة السادسة صباحاً والآن الساعة واحدة لذلك أريد النوم.... كما أنَّ التكملة للبارت ليست بسيطة فهو سيحتوي عن لقاءها بمدرب السيف الذي سيدربها وهذا يعني أن البارت من الأساس يجب أن يكون طويل.... 😴🥱😴🥱😴 تصبحون على خير 😌🌸✨.

المنبوذة ذات رقعة العينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن