١|أرجُوكِ

637 56 5
                                    


يسير في هذا الطريق المظلم و الكئيب مثله

بملابسه الخفيف التي لا تقوى على حماية جسده النحيل من برودة الجو

يسير بلا وجهة

فوجهته الوحيدة كانت ذراعيها و ها هو يُحرم منها

كتائه في بلدته التي قضى فيها عمره كله

أسأل عنكِ ليل اليأس

و كئابة الطريق

و لكن لا مُجيب..

جمِيع الطرقات بِدونك لا تنتمِي إلى ذاكرتي

و لا أنا أنتمي إليها

فلمن أنتمي إذًا يا محبوبتي؟

يقترب مِما يسمى منزله

بينما هو؟

هو حُرم من منزله الوحيد حينما رأي ظهرها يتوارى عن أنظاره لِلمرة الأخيرة

خلع حذائه لتلمس قدمه العارية الأرضية الباردة

و بعد يوم طويل و مُتعب

إرتمى على سريره ملقيًا رأسه على وسادته

عيناه ثقيلتان بسبب النعاس

يتمنى أن يحظى بالراحة تمامًا كما يتمناها بجانبه الأن

و لكنها تجتاحه

تجتاح كيانه و عقلة و قلبه

ذكرياتها تأبى تركه

فها هو يستسلم لذكراها كما استسلم لحُسنها من قبل

شعرها الأسود المتطاير بفعل الرياح

عيناها الامعة بانعكاس نظراته المحبة نحوها

إبتسامتها اللثوية

همساتها الكاذبة في أذنه

ملمس يدها الدافئة عكس يده الباردة

فتح عيناه ليرفع يده امام وجهه

كيف ليدها أن تناقض قلبها هكذا

تنهد بخفة ليعيد يده بجانبه

يا ترى هل تشعرين بالبرد الأن يا محبوبتي؟

هل تشعرين بالبرد بعد رحيلي أم أنكِ وجدتي أذرع أخرى تحيطك؟

حتى إن لم تشاركيني مشاعري نحوك فشاركيني على الأقل هذا السقيع

أرجوكِ..

المُكَالمة الأخِيرة : ٩٣٢٠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن