سنة 1991
مرت سنة على تواجد مريم بفرنسا و قد بدأت بالاعتياد على الاوضاع حيث تعرفت الى لوسي عن قرب و اصبحت اقرب لها كأخت بدل الصديقة اما علاقتها بكرل لم تتجاوز حاجز الصداقة و لكن كان ذلك الوقت كفيلا بادابة جبال الجليد الني كانت تضعها مريم بينهما .و هي مريم تستيقظ بكل اريحية و استمتاع من نومها بدون أيت هموم او مشاكل لكن لحظة .... ها هي لوسي تقتحم الغرفة دون سابق انذار و هي تصرخ و كأن مجنون يلاحقها امسكت بكتف مريم و بدأت تخبرها بالخبر السعيدحيث ستبدء بالعمل كمحررة في احد المؤسسات التي تدعم الطالب الجامعي ،ليس هذا فقد و أنما الراتب الذي سوف تستلمه شهريا كاف لكراء شقة محترمة و انقاذهما من السكن الجامعي .ابتسمت مريم معبرت عن سعادتها بإنجاز يديقتها و تمنت لها كل التوفيق و لكن رفضت عرضها في ان تنتقل معه الى منزل جديد متحججة بأنها لن تقبل ان تكون عبأ على احد و أن لوسي تستحق كل الحرية في صرف تلك الاموال لنفسها فردت لوسي
• ان لن اقبل ا اعذار من المستحيل ان اتخل عنك في هذا المستنقع
• انسي الامر لقد تحملت سنة هنا و يمكن ان اتحمل اكثر اضافة اني لن اقبل ان اعيش بالمجان مقابل تعبك
• اذا فالنبرم سفقة انا سأتكلف بالاعمال خارج البيت اما التنظيف و الطهي فأنت من سيتكلف به و هكذا تكونين ترجعين ديني
بقيت تنظر مريم بتفكير لمدة ثم قررت انها موافقة و لكن بشرط ستبحث هي الاخرة عن عمل و فور حصولها عليه سوف تشارك في ايجار و مصروف ذلك البيت ،لم تجد لوسي مشكلة بالشرط ووافقت عليه ثم خرجت للبحث عن منزل الاحلام بينما مريم بقيت لتوضيب حاجياتها هي و صديقتها .و بعد انتهائها توجهت لمكتبة المدينة من اجل ان تلتقي بكارل و تساعده في انهاء بحته.
بعد نصف ساعة من المشي ها هي مريم تقف امام المكتبة العامة تقدمت من البوابة و هي تبحث بعينيها حتى لمحت ذلك الشاب الاشقر الذي يجلس بانتظام هناك عند الزاوية محاط بوابل من الكتب الطبية ، توجهت اليها ثم جلست بعد ان القت عليه التحية وشارعت في سؤاله اين وصل ببحته فاخبرها عن مجموعة الاوبئة و الفيروسات التي واجهتها افريقيا ثم توقف للحظة و اكمل متسائل انه وجد فيروسات مشتركة عانة منها كلا القارتين رغم تطور الطب في اروبا الا ان افريقيا الاخرة استطاعة التصدي لتلك الفيروسات .ففهمت مريم مقصده و ردت
• اتعرف الاعشاب الطبية؟؟؟ ان معضم المرضى عندنا يعتميدون عليها
• اليست تعتمد في استعمال خليط من اعشاب تنمو دون تدخل بشري ؟؟ اليست طريقة بدائية نوعا ما و غير موثوقة
• ربما معك حق و لكن صدقني لطالما كان لها مفعول قوية على اجسامنا افضل من الادوية الكيميائية ، فمثلا في بلدي خاصة في منطقة القبائل فهم يستعملون زيت الزيتون المستخرج من محصود اشجارهم في علاج جميع امراضهم و المضحك اكثر انه دائما يأتي بنتيجة ،صدقني لم ار ثقة كثقة القبائل في منتوج ارضهم ......
و بينما هي تشرح له عن الامر بقي كارل شاردا يتأمل في كل انش من ملامح الى ان لاحظة الامر و قالت بلغتها و هي خجلة "عاود تاني" و قبل ان تتدارك الامر حتى قال كارل بحماسو هو يحاول فهم و ترجمة جملتها" قصدك مرة اخرى" نظرت له ببلاهة مخبرة اياه انه قريب من المعنى الصحيح ثن سالته كيف فهم فاجابه انه معجب لطريقة النطق للغة العربية و وجد ان اللهجة الجزائرية الاقرب لمساعدته على ذلك لذلك يحاول تعلمها .تداركة مريم الوضع فعادت لمساعدته في البحث من اجل ان يكملا باكرا و تذهب لترى ماذا فعلت لوسي في امر البيت .في هذه الاثناء كانت لوسي تمشي في احد الشوارع القريبة من ساحة الكونكورد و قد تملكها فقدان الامل في ايجاد بيت احلامها اجل كم هيا حمقاء لا يمكن استئجار بيت كما تحلم براتبها ذاك فقررت العودة الى الاقامة و اليوم الموالي تعود الى احد تلك البيوت التي رأتها لتستأجره و في تلك الاثناء سمعت انين امامها كان لرجل عجوز يحاول حمل بعض الاغراض الثقيلة فعرضت عليه المساعدة و هو الآخر قبل بعرضها ،امضيا طول طريقهما بالكلام عن حياة لوسي و درستها الى ان وصل للبيت فوضعت الاغراض امام البيت و هبّت بالذهاب الى ان اوقفها الرجل العجوز متحججا بأنه يريد رد جميلها و لكن لوسي اصرت ان لا داعي لذلك حتى اخبرها انه يمكنه ان يساعدها في موضوع البيت قائلا
• حسب كلامك يا صغيرتي اذُّن انك ترغبين ببيت صغير بطراز فرنسي انيق
• صحيح ولكن ميزانيتي لا تسمح
• اترين الشقة المجاور لي كانت ملك ابني قبل ان يسافر الى انجلترا و من يومها و هي فارغة يمكن ان اجرها لك بالثمن الذي ترغبين به
• مستحيل فثمن ايجارها الحقيقي اكثر حتى من ضعف ما لدي
• ليست نيتي في كسب رزق منها و انما ملأ الفراغ الذي تركه ابني داخلي و داخل امه بعد هذا السن
احست لوسي بالفرح و عانقت العجوز شاكرة اما هو فأدخل اغراضه للبيت ثم عاد و بيده مفتاح الشقة و دعاها لرؤيتها .انبهرت حقا لوسي بالبيت لقد كان بيت بسيط و كلاسيكي بإمتياز فقد كان به غرفتي متوسطتي الحجم و غرفة جلوس بمدفأة كلاسيكية اضافة الى المطبخ و حمام صغير و هي تتجول حتى لمحت باب زجاجي فتوجهت اليه لتفتح و هنا كانت اجمل مفاجئة شرفة جميلة بهاطاولة صغيرة لشخصين و اصاص نباتات متنوعة معلق على الشباك المطل على ساحة الكونكورد ، استلمت لوسي المفاتيح من العجوز و اخبرته انها ستنتقل مع صديقتها الى البيت غذا ثم غادرت مسرعة و الفرح و تلحماس بادي على وجهها الى المكتبة العامة لتلتقي بمريم ، حين وصلت لوسي الى المكتب لمحت من بعيد مريم و كارل يخرجان من المكتبة معا الى ان رآها كارل و بدأت علامات خيبة الامل ترتسم على وجهه فهمت لوسي ما يفكر فيه فالجميع كان قد لاحظ اعجاب و شغف كارل بمريم معاداها هي و بقدوم لوسي فهذا يعني مفارقته لي محبوبته و لن تكون له فرصة هذه المرة ايضا .لوحت لوسي لتراها مريم فودعت كارل ملوحة له و ذهبت مسرعت الى صديقتها و بقي كارل ينظر اليهما من بعيد الى ان اختفيا هنا اخرج كل الحزن الذي داخل صدره بنفس طويل ثم عاد ادراجه و قد خسر معركته المئة امام القدر .توجه كارل الى المقهى الذي اعتاد ان يرتاده مع صديق طفولته و عندما دخل رأى صديقه ذاك جالسا على احد المقاعد فانضم اليه و بدآ بتجاذب اطراف الحديث فقد مرة مدة طويلة على آخر لقاء
• يحزنني ان اسمع هذا الكلام من ناس غرباء و لكن سمعت ان الاسد الملك قد وجد مروضته
• يبدو ان القصة روية لجميع سكان باريس ماعاد محبوبتي
• ماذا تقصد هل القصة حب افلاطوني
• مع الاسف حاولت كثيرا لكن القدر لم يوافقني ......لو كنت مكاني ماذا كنت لتفعل؟؟؟
• كنت امسكتها من شعرها و جررتها لأضع وجهها امام الحقيقة مباشرة
• ماذا تقسد؟؟
• ما اقسده لا تترك لعبة القدر هذه للحظ و انما اصنعه بنفسك
هنا لمعت برأس كارل فكرة و قرر ان يضع خجله و حذره الدائم في جهة حتى تنجح فودع صديقه و غادر المقهى الى بيته و بداخله امل جديد نور ساطع بقوة امامه فهو عازم على تنفيذ مخططه هذه المرة .و من جهت اخرى كانت الصديقتان تدخلان غرفتهما حتى تكلمت اذا الم تقرري بعد ان تخبريني ما هو الشيء الذي كان يضحكك طول الطريق استدارت لوسي بطريقة مضحكة نحو صديقتها و بوجهها ابتسامة بلهاء و قالت
• خمني ماذا؟؟؟؟ لقد وجدت شقة تشابه مواصفات احلامي مطلة على ساحة الكونكورد
• لحظة من اين ستتحملين اجرتها؟؟
• بضبط لم تعد هذه مشكلة لقد حصل مع امر غريب اليوم .اتعرفين كان ابي دائما يكرر لي مثلا تعلمه من بلدك و هو اعمل خيرا تلقى مثله و قد تحقق ذلك اليوم
• نعم "دير الخير تلقاه"
بدأت لوسي بسرد احداث ما حصل لها من بدايت تفكيرها السلبي الى ان استلمت مفاتيح الشقة و بدأت بالتلويح به في السماء فرحت مريم من الامر كثيرا و هي الأخرى تحمست لرؤية ذلك المنزل . تذكرت لوسي امر و اخبرت مريم
• طول الطريق الذي مشيته مع الرجل العجوز كنا نتحدث عن نفسي و احلامي حينها لاحظة اني لا اعرف شيء عنك من تلك الامور عدا الرسائل التي تصلك من عند اختك
• صحيح ربما لانه لم تتح لنا فرصة .حسنا ماذا تردين ان تعرفي
• مثالا كلميني عن عائلتك و احلامك لما اتيتي الا فرنسا
• نحن عائلة متكونة من خمسة افراد ابي رجل كبير بالسن متقاعد و امي ربت بيت لدي اخت اصغر مني بثلاي سنوات مزالت في دراستها الثانوية علمي و اخ اكبر مني ب 11سنة قائد فإحد الكتائب العسكرية بالبلد و هو من دعمني للسفر الى هنا و اكمال دراستي بعدما كنت متفوقت في دراستي ففي بلد من الصعب ان تكمل الفتاة دراستها الجامعية و هذا ما جاء بي الى هنا
• حسنا و ماذا عن احلامك
• احلامي... ارغب بأن اكون اول سياسية امرأة متحجبة في بلدي و ان اثبت ان حتى نحن لنا رأي و مشورة اريد ان أقتدي بالصحبيات في عهد الرسول
• متحجبة ؟؟ماذا يعني؟؟
• ان الحجاب حقيقة من قيمنا الاسلامية و هو يتمثل في ثياب محتشمة و قطعة قماش طويلة نغطي بها شعرنا و رقبتنا .ترتديه المرأة المسلمة برضايتها حين تشعر انها ملزمة به تمنيت حقا لو أرتديه الان فهذا يشعرني بالذنب و التقصير اتجاه ديني و لكن الظروف ابت ذلك ففرنسا تمنعه منعا باتا و لكن لي عهد في نفسي فور عودت النهائية لبلدي اول شيء سوف افعله هو ارتداءه
و اكملت مريم كلامه و هي تروي عن امور الدين و قصص الرسول و تكريمه للمرأة و تعزيزها في المجتمع وقت ما كان العالم المتطور يذلها و يستحقرها و بدى الاستمتاع على لوسي و هي تستمع الى صديقتها لقد كانت اول مرة تفتح مريم ابوابها لصديقتها و تريها ما يجول في رأسها الى غلبهما النعاس و نامتا.
يوم جديد ، و اي يوم انه يوم عطلت للمتمدريسين و يوم بداية جديدة للفتاتان. استيقظتا من النوم مبكرا و بدأتا بجمع اغراضهما في علب الكرتون متوسطة الحجم لمساعدتهما في نقلها فلم تكن اغراضهما كثير قد تمثلت في ثيابهما اليومية والكتب الدراسية اضافة الى بعض المستلزمات الخاصة كما لا ننسى ان الشقة التي استأجرتاها كانت مجهزة بالاثاث حسب نوع عمارتها .حسنا فالنترك الفتاتان على راحتهما لإكمال تجهيزات الإنتقال و النذهب الى مكان آخر مكان و حياة مختلف عن حياتهما البسيطة الهنيئة اجل الى قصر سيد الاعمال تشارلز و عائلته ،حيث سيدة مدلين جالسة على مائدة الافطار و بيدها كوب شاي من الفخار حتى اتى تشارلز و جلس امامها بوقار و هو يرتدي ثياب دومه الفاخرة بقي ينظر اليها الى ان انتهت الخادمة من وضع فطوره امامه و ذهبت فرمق مدلين بنظرة حيرة يتخللها القليل من الغضب قائلا
• لقد اخبرني كارل بما فعلت تلك الليلة
• اية ليلة؟؟
• مداهمت غرفته و استجوابك له الغير المبرر؟؟
• انه ابني ومن حقي ان أخاف عليه
• تخافين عليه بأن تربيه على اختيار الطريق الصحيح و ليس اخفاء الحقيقة عنه .الى متى سيعيش في كذبة انه الوقت بإخباره الحقيقة و هو من سيأخذ قراره
• اي حقيقة؟؟ انه يعرف الحقيقة التي يريدها اما ما تبقى منها فلا تخصه ولا تخصني
اراد تشارلز ان يكمل حديثه لولا انه لمح كارل قادما من اتجاههما و يبدو وجهه مشرقا بإبتسامة ترد الأمل لكل قلب مخنوق ،وقف كارل امام المائدة سلمة عليهما و تناول قطعة خبز بسرعة ليتناولها و يخرج مسرعا معتذرا بأن هناك مسألةحياة او موت عليه اللحاق بها.
فالنعد الى الاقامة الآن الى غرفة مريم ولوسي .انتهت الفتاتان من توضيب اغراضهما و بقية الغرفة بيضاء تملؤها تلك الصناديق على الارضيتها التي كانت مريم تتأكد من إغلاقها بإحكام بينما ذهبت لوسي لإدارة الاقامة كي ترى ان بقيت معهم بعض الاغراض لهم و ايضا لتعطيهم عنوانهم الجديد كي يرسلو اليه الرسائلة التي تصلهم لم تعطي الموظفة هناك شيء لها سوى رسالة عرفت لوسي من غلافها انها من عائلة مريم فلمريم الكثير من البطاقات البريدية المشابهة لها عادت لوسي للغرفة و اعطت تلك الرسالة لمريم التي لم تعرها اهتمام ووضعتها في حقيبتها على ان تقرأها بعد ذهابها لمنزلهم الجديد .حملت لوسي بعض الحقائب الخفيفة لأنها ستتوجه لمقر عملها قبل المنزل اما مريم فقد تكلفة بالعلب و بينما هي تخرج من بوابة الاقامة حتى سمعت صوت يناديها لقد كان كارل قادم من الجهة الكعاكسة لطريقها و كم كان أنيق و مختلف ..مختلف؟؟ لكن كيف. لم تعر مريم لسألها هذا اهمية و بسرعة ازالاته من تفكيرها بينما تقدم كارل منها متسائلا الى اين تذهب ؟؟ فأخبرته عن وظيفة لوسي و انتقلاهما فعرض عليها المساعدة و هي بدورها لم ترفض . بقي كارل في الطريق يفكر كيف سينفظ خطته و ماذا سيكن رد فعلها الى ان كسرت مريم ذلك الصمتةالذي كان متسائلت اياه
• ماذا كنت تفعل قرب الإقامة الجامعية للبنات اليوم ؟؟
• في الحقيقة كنت قادما من أجلك فلا أعرف مكان آخر استطيع ايجادك فيه غير ذلك المكان
• من أجلي لما؟؟
• اجل صحيح اردت ان اريك شيء ما دائما ما يساعدني في إجاد حلول لدراستي و مشاكلي
• الآن؟؟ كما ترى لا استطيع ترك لوسي وحدها وسط كل هذه الفوضة و اتي معك
• لا ليس الأن فقط عديني ان نلتقي قرابة الغروب عند الجسر القريب من مخرج المدينة
• حسنا ان كان الامر مهما لك فأعدك
اوصل كارل مريم الى منزلها الجديد ووضع اغراضها من الباب فمن المستحيل لمريم ان تسمح بدخول شاب غريب الى بيتها فهانا ينافي ديناها و عادات بلدها ثم ذهب و كان السرور يملأ قلبه فالجزء الأول من خطته قد نجح .وضعت لوسي الأغراض في الصالة و بقيت تنتظر لوسي من اجل اختيار الغرف و بدء الترتيب و بينما هي تنتظر تذكرة الرسالة التي وصلتها من عائلتها و بدأت بقرأتها.
بعد مدة تتراوح بين الساعتين الى الثلاث ساعات فتحت لوسي باب المنزل بالمفتاح المخصص لها و بدأت بمنادات صديبتها و لكن لا رد في البداية ضنت انها ربما قد نامت عندما رأت العلب موضوعة في الصالة فذهبت لإقاضها و لكن لم تجدها في أي غرفة من الغرف هنا بدء القلق يتسرب الى داخلها و هرولت لتبحث في كل شبر من ذلك لبيت لكن لا انها غير موجودة بدأت الامور السيئة تتجسد في عقل لوسي فهذه ليست من عادات صديقتها ان تذهب الى اي مكان دون اخبارها اضافة ان جوازها و بعض الاوراق الخاصة بها غير موجودة ، بقيت لوسي ساعة جالستا امام الاريكة امام الباب متأملت ان تفتحه مريم في اي لحظة لكن دون جدوة هنا فقدت لوسي صبرها و حملت حقيبتها متجهة مباشرة الى قسم الشرطة لتقدم بلاغ بإختفاء صديقتها و لكنهم بدورهم رفضو التحرك الا بعد مرور اربع و عشرين ساعة و لكن لوسي رفضة الوقوف مكانه و بدأت هي الأخرة بالحث في جميع الأماكن التي يمكن ان تجد فيها مريم لكن بدون جدوة حتى حلى الظلام و فقدت الامل في إجادها و عادت الى المنزل لتجده كما تركته اما كارل فقد توجه نحو الجسر بعد ان جهز كل شيء لإعترافه بحبه لها الطفل حامل الزهور عند قارعة الطريق و الفرقة الموسيقية المتجولة التي كانت تتكون من اصدقائه الجامعيين حتى المطعم ذو الأكلات الإفريقية لا أدري جنسية صاحبه الحقيقية مغربي او تونسي فكارل لم يستطع تمييز لهجته التي كانت قريبة من لغة مريم الأصلية و لكن اللهجة غريبة نوعا ما .وقف كارل سعيدا وسط الجسر ينظر الى انعكاس الشمس على مياه نهر السين و هي تقترب من ملامسته بقي ينتظر و ينتظر لكنها لم تظهر بدأت الشمس بالغروب و بدء أمله يغرب معها اختفت الشمس وراء النهر و أخذت معها إبتسامته ، تحطم كل شيء في لحظة لم تأتي مريم أحس كارل بألم فضييع في الجهت اليسرى من صدره و إختناق شديد و كأن شخص يقوم بخنقه بكلتا قوة يديه كل ما جال في رأسه ان يدفنا رأسه تحت الفراش و يذهب في غيبوبة ابدية كان يظن انه اعتاد هلى الخدلان بعد معرفته بترك والده له عمدا من أجل المال و لكن ما حصل له اليوم اكد له ان الامر يزداد سوء و سوء اكثر مما ماذا بقي يمشي يترنح مثل الثمل وقف امام واجهة احد محال التلفاز الأسود و الأبيض كان يعرض اخبار فاجعة ارهابية بالجزائر "اشتباك قوي بين الجيش و الارهابيين في جبل شريعة بعد اكتشاف احد .مخابئهم و كانت الخسائر البشرية هائلة " لم يهتم كارل كثيرا بالخبر كاهتمامه بالصور التي عرضة و التي كات تمثل داخله ،اكمل طريقه متناسي كل شيء حوله حتى وصل الى غرفته دون ان يدري كيف و غطى في غيبوبته التي تمناها.
مرّت اسابيع على اختفاء مريم و لكن دون خبر و مازالت الشرطة تجري تحقيقاتها، اهملت لوسي كل شيء في هذه المدة بسبب تفكيرها المفرط بصديقتها و بينما هي مستلقية على سريرها متنمية ان يجتاز هذا اليوم بسرعة حتى سمعت طرقا قوية على الباب نهضت بسرعة متمنية ان يكون هناك خبر جديد من الشرطة لكن حين فتحت الباب كان وراءه كارل في حالة ميؤوس منها هندامه غير مرتب و يبدو عليه انه فقد بعض الوزن و سواد مخيف اسفل عينه ،دعته لوسي للدخول و قدمت له كوب ماء ليهدء به من روعه قليلا ،استغرب كارل دعوت لوسي له بالدخول كثيرا فهو يعرف جيد رأي مريم في مثل هذه الأمور فسأل لوسي عنها بضمير منكسر حينها فهمت لوسي انه لا يعرف ماذا حصل فبدأت بسرد كل ما حصل له اما هو فأحس بالذنب لما فكره بها و أنها ربما تمرء بأمور سيئة بينما هو جالس يضع لوم كل شيء عليها .بقي كارل و لوسي يتابعان قضية مريم و في هذه الفترة تطورة علاقتهما لتصبح صداقة قوية و كارل بدوره أخبر لوسي عما أصابه ذلك اليوم .اكتشفت الشرطة ان الفتاة المفقودة قد سافرة لمرسيليا على متن الاقطار نفس يوم إختفائها و هناك استقلة الباخرة المتوجهة الى بلدها لم يفهم الشابين السبب المفاجئ لسفرها بهذه الطريقة اضافة الى كمية الرسائل التي ارسلتها لوسي و لم تلقى لها جواب .استسلمت لوسي هذه المرة و قررت ان تترك الأمر للرّب و بدأت بإكمال حياتها و لكن كل يوم كانت تتوجه الى نفس المكان الذي كانت ستلتقي فيه مريم بكارل لتنظر الى الغروب الساحر هناك و تتذكر صديقتها اجل كان ذلك الأمر الذي اراد كارل ان يريه للمريم كان ساحر للغاية .اما كارل فإمتنع عن الذهاب الى ذلك المكان من يومها .مرّت سنة و لا يوجد جديد تمكنت لوسي بفرض مكانتها بمقر الصحيفة التي تعمل بها، و في احد الأيام بينما كانت لوسي متوجهت الى الجسر كالمعتاد بعد عملها لمحت إمرأت واقفة هناك بشعرها المموج الطويل ترتدي معطفا يصل الى اسفل ركبتيهاو حقيبة سفر صغير بجانبها اقتربة لوسي لتر من تلك لتتفاجأ انها مريم احست لوسي بشيء من الفرحة بداخلها و اسرعت اتجاهها و هي تنادي بايمها حتى وثلت البها و لكن مريم لم تتحىك بها سعر او تغيى من و ضعيتها و قالت مركزة في مياه النهر غير آبهت بمنظر الغروب
• لو مشيت بطول النهر لوجدت جسر آخر يتهافت اليه النتحابون من أجل وضع اقفال حبهم على سياجه و رمي مفاتيحها في النهر . ايدرون ان مثلما هم الآن يرمون تلك المفاتيح كان اجدادهم و اباؤهم في الماضي يرمون بجثث اجدادنا و ابائنا ايدرون ان مفاتيح قلوبهم ترصى الآن مع جماجمهم .ان كنت ترين انعكاس الشمس على مياه النهر فأنا ارى دماء شعبي يجري بهذا النهر
بقية لوسب متسمرة في مكانها من كلام صديقتها و كأن شيء غريب بها و كأنا هناك جانبا ما منها قد اختفى و انطفأة سمعته هنا استدارة مريم و قد تغيرة ملامح وجهها الباردة الى إبتسامة دافئة خصصتها لصديقتها و هنا لم تهتم لوسي بأي شيء و قفزة على صديقها كعانقة لها بقوة تبين الشوق بينهما مع قليل من اللوم اما مريم فقد كانت تنتظر مثل هذا التصرف لذلك جهزت نفيها لكل شيء قبل اللقاء و كانت مستعد ان تجيبها على جميع اسئلتها و تبرر لها تصرفها الذي لا يغتفر.