العودة للحاضر،
الهاتف يرن و افنان تحارب من اجل الاستيقاظ للرد حملته بصعوبة ثم اجابة بصوة مبحوح منزعج تتساءل عن الساعة و سبب الازعاج ،لا تتساءلو من على الخط فهو واضح سيد لا بد انه قد انها تدريباته الصباحية من اجل ان يحقق حلمه و حلم والده في ان يصبح لاعبة كرة قدم مشهور و ها هو يتصل بها ليطمئن عليها اما هي فردة و هي تحاول النهوظ من فراشها فكل قطعة من جسمه تؤلمها بسبب ليلة البارحة اغلقة الخط ذهبت للاستحمام و تغيير ثيابها ثم نزلت الى الاسفل لتجد جدتها جالسة على مائدة الافطار. لم ترد افنان افساد يومها من اوله لهذا حملت حقيبتها و معطفها و توجهت للخروج لولا صوت الخادمة المسنة سمنتا
• الى اين يا صغيرتي لم تتناولي شيء
• لا باس ليس لي شهية سآكل شيء في الطريق
خرجت من البيت و بدات بالمشي في الطريق وسط الاشجار و هي تفكر عن خيبة الامل التي ستتلقاها من مديرتها لوسي توقفت عند الكشك لتشتري بعض المستلزمات لتلمح الجريدة التي تعمل فيهاو مكتوب بالخط العريض العنوان الرئيسي " ينفي السياسي الفرنسي جميع الاتهامات على فرنسا و يحولها الى عمل بطولي" تفاجأت افنان من الخبر كيف ذلك و هي لم تسلم المقال ، اخذت مشترياتها ثم توجهت الى الطريق الرئيسي لتستقل سيارة اجرة و تتوجها مباشرة الى مقر عملها . دفعت اجر السائق ثم توجهت الى مكتبها الصغير قرب النافذة بهدوء ثم باشرة في تفقد عملها الى ان جاء احد زملاءها يخبرها ان المديرة تريدها لم تستغرب من الامر فهي كانت تنتظر ذلك بسبب تهاونها في عملها امس فمن يعرف المديرة لوسي يعرف كذلك ان فترة تدريب افنان في تلك الصحيفة انتهت .توقفت افنان امام باب المكتب ثم تنهدت تنهيدة طويلة مليئة بالياس ثم طرقت الباب لتسمع صوت لوسي من الداخل يسمح لها بالدخول .كانت لوسي جالست خلف مكتبها بكل هيبة و وقار و ما زادها في ذلك شعرها القصير الاشقر المتناغم مع بشرتها الحنطية و نظرة عينيها القوية و الجريئة و لكن شيء ما بها لطالم احست افنان بالراحت عند رايتها كيف لا و هي اخر شخص تستطيع شم رائحة امها من خلاله .تقدمت بهدوء مطأطئة راسها بخجل امامها فليس لها عذر لتصرفها البارحة و اقحام معلمتها في موقف مثل هذا لا بد انه سيسبب لها خذلان كبيرا كل ما كانت تفكر فيها افنان عن مدى غبائها حتى سمحت لمشاعرها ان تتحكم بها حتى قاطعتها لوسي متسائلة اياها ان كانت تعرف سبب منادتها لها فاجابتها افنان بكل ثقة ان سبب هو عدم القيام بالعمل الذي اوكل لها و تاخر في تسليم المقال الذي وضع الصحيفة في موقف سيء كما علمتها انها مستعد لتلقي اي عقاب و متفهمة لكل قرار سياخذ بحقها و لكن لوسي ردت
• في الحقيقة لم اناديك لذلك الامر و لا يوجد شيء من ما قلته فقد سلم المقال من صاحبه في وقته و قد طبع في الجريدة
• اعلم لقد رايت الجريدة هذا الصباح و لكن لما ارسلتني لذلك الصبق الصحفي
• ان الصحفي الذي كتب ذلك المقال فرنسي و ما كتبه يتكلم عن وجهت نظره هو و كل فرنسي هنا ، ونفس الامر فعلته بقية الجرائد لذلك انا اريد ان اجهز لمقال اخر بوجهت نظر اخر منطقية اريد مقال باسلوب يبتعد عن عاطفة المثالية الفرنسية و هذه فرصتك
• ماذا تقصدين ؟؟؟ لقد قال ذلك السياسي كلمته
• اجل قال كلمته و لكن هذا لن يغلق القضية فمزال كلامه غير مدعم بادلة مما يعني انها فرصتك لتسمعي صوت شعبك
• تقولين ان الامر لم ينتهي بجماجم بل هناك المزيد
• صحيح بسبب الاضطرابات السياسية بالجزائر فرنسا مستهترة بالامر لهذا انت ايضا استغل هذه الفرصة
كان هذا الامر دافع الامل الذي اشعل شرارة القوة داخلها بعد ما حصل البارحة الان عادة ثقتها بنفسها و عادة رغبتها الجامحة بتحقيق اراداتها شكرة لوسي باعين لامعة عكس التي دخلت بهما المكتب لتخرج و تتوجها بسرعة للجلوس امام حاسوبها و تبدء بالكتابة " ينفي السياسي كل الاتهمات و يحولها الى عمل بطولي هراء فكلنا نعرف الكلام و لكن ماذا عن الافعال؟؟؟ كيف لي للمرء ان يصدق كلام لم يثبت على حقيقة واحدة و لا يدعمه اي دليل هذه ليست القضية الوحيدة المتواجدة في الوسط و انما الكثير التي تتسترون عليها متناسين ان نصفها قد شهد عليها الشعب الفرنسي ايضا ..يكفي نريد ادلة و ليس كلام فالجميع يجيد الكلام" ختمت نصها بهذه العبارة ثم حملت هاتفها و اتصلت بسيد
• ها انت جاهزنفسك يا كرستيانو لتصبح صحفيا
• ماذا ؟؟ لحظة لدي تدريب
• نلتقي في مقهنا المعتاد بعد نصف ساعة
• حسنا
توجهت افنان الى المقهى و كلها امل ان الوحيد القادر على معرفت تلك القضايا هو سد لان والده من المهاجرين الجزائريين .
جلست افنان على احد المقاعد على الشرفة و بدات تفكر ماذا بعد هل هي على الطريق الصحيح؟؟ هل كل شيء بسيط هكذا؟؟؟ و لما لم يضهر بطل من العدم ليحل هذه المسالة ؟؟ لما لم ينجح احد في ذلك و اليسو ابطال الصحراء؟؟ و اليس المستحيل ليس جزائريا؟؟ اتى صوت سد مقاطعا لها فيما تفكرين ؟؟ ابتسمت و نظرة اليه بنظرة شغوفة ،اجل هو يعرف تلك النظرات جيدا اجل تلك النظرات التي لا ياتي من وراءها خير فقط المشاكل و صداع الرأس ، بادلها النظرات باستسلام متسائلا اياها عما يدور في رأسها فبدات باخباره كل ما فهمته من كلام لوسي و مايدور فراسها و اتممت بقولها
• لابد من ان والدك اخبرك ببعض الاشياء فهو عاش بالجزائر و يعرف تلك القضايا
• لقد تركت والدي بعمر 15و أمنته في نعشه مع اشخاص غرباء لياخذوه للبلد و يدفنوه ، تركت والدي و انا اعرف اربعت اشياء عني
1. طريقة نطق اسمي بالعربية "سعيد" و معناه السعادة
2. انا مسلم الديانة " اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمد عبده و رسوله"
3. انا جزائري و افتخر
4. امي تركتنا و انا طفل و لا الومها فهي الخاسر الاكبر
اما الباقي فانتي تعرفينه اساسا
• لقد كنت املي الوحيد
كانت نظراتها محطمة ماذا ستفعل الان ففرصتها الثانية مستحيلة لن تقبل جدتها ان تسافر الى ذلك البلد و كيف ذلك وهي تراه سبب فقدانها لابنها بقيت تفكر في امل جديد الى ان نهظ سد و طلب منها ان تلحقه لم تفهم افنان شيء خاصة ان له تدريب و هو لا ياجله ابدا لحقت به فربما يخرج شيء من ذلك دفعا اجر قهوتهما و ركبا السيارة و انطلق سد الى المكان المجهول ، بقيت افنان تنظر الى الطريق لم يكن ابدا مشابها لطريق الملعب بل بدى و كانهما متوجهان الى حي بيلفيل او كما يشاع عنه شارع الفن ،سألت افنان سد عن تدريبه فاخبرها ان موعده تغير الى الليل و ركن السيارة بعيدا و اكملا مشيا الى ان توقفا امام متجر اثاث قديم يعمل داخله رجل كهل يبدو عليه انه من السكان المحليين من ثيابه و طريقة حركته
• لما احدرتني الى هنا
• ان كان هناك جواب لسؤالك فانه هنا
دخل الصديقان الى المحل و اتجه سد الى العم هارس و سلم عليه فالعم هرس صديق قديم لوالد سد و لطالم كان يقصده في الكثير من الامور و هو من سكان باريس الاصليين و شهد عن كثير من الامور هناك .بدات افنان باخباره بالقصة من بدايتها و كم بدى مؤيدا لها بعد ان انهت نهظ من مكانه و توجها الى مكتبة صغيرة في متجره و بدء بالبحث عن شيء ما الى ان اخرج منها جريدة فرنسية يظهر عليها القدم من اوراقها المهترءة، حملها بعناية تامة ثم قدمها الى افنان فانفتحت عيناها الى مصرعها حين رأت العنوان الرئسي"مجزرة باريس: حين تَلوَّن نهر "السين" بدماء الجزائريين" بدات تقرء الاخبر و الغضب يسيطر عليها الى هذه الدرجة وصلت بهم الحقارة فقال لها العجوز هرس
• خذي ابدئي بحثك بهذا هذا اول دليل بين يديك بينما هم ليس لديهم اي واحد
شكرت افنان العم هارس بعدما اكتفت بذلك القدر ليومها ثم طلبت من سد ان يعيدها لمقر الصحيفة ، و بينما هما يمران على احد الجسور التي تطل على نهر السين لمحت افنان لوسي واقفت هناك تحدق للنهر بشرود فطلبت من سد ان يتوقف و اتجهت اليها اما لوسي فكانت في عالم اخر لم تكن تشعر باي شيء يدور من حولها حتى سمعت صوت افنان يناديها فقالت دون ان تغير من وضعياتها
• في ايام الجامعة كلما واجهني مشكل كنت اتي الى هنا لاني كنت متاكدة اني ساجد مريم هنا و ستساعدني و بعد فراقها فعلت المثل حينها ادركت كم اشتاق اليها و مازلت افعل@aymen 97985 for u😊😊