سنة1997,
بقي محمد جالسا على رسيف الميناء يدون آخر كلماته على دفتره الى ان سمع صفير البخرة معلنا عن إقتراب موعد الإبحار اغلق دفتره و توجه نحو جماعته، في الحقيقة تلك الجماعة لم تكن غريبة عليه كثيرا فبرغم من عددهم القليل الا ان أغلبيتهم ايضا نجو من مجزرة بن طلحة و بعد تلك الحادثة جاء رجل غريب و عرض عليهم المساعدة من أجل بداية جديدة ادافع خيري. ركب الجميع الباخرة التي ستقلهم الى مرسيليا و منها الى باريس ليستقلو طائرة تتوجه بهم الى امريكا من أجل بدأ حياة جديدة ، كان الجميع بحاول التأقل مع بعضهم رغم الجروح التي لم تلتئم بعد الا محمد طول الرحلة و هو منعزل عند منصة الباخرة هائم في عالم لا يعرفه غيره ، وبينما هو هائك في المجهول جاءه صوت من خلفه يسأله عما يفكر،لقد كان نفس ذلك الرجل الذي يساعدهم في البدء بحياة جديدا ، لم يرد محمد بأي شيء و اكتف بالنظر اليه بعيون باردة تخلو من الحياة ثم عاد الى سهوه ،هنا تكلم الرجل قائلا
• ان لم تكن ترغب بترك الجزائر لما قبلت عرضي للمجيء اذا
• فكرة و فكرة و قلت في نفسي انه الحل الأنسب للنسيان أن أهرب من كل شيء و أعؤد حياتي لما كانت عليه و أحسن ..... لكن
• لكن.... لكن ماذا ، لم تبدء طريقك بعد ماذا تغير؟؟
• بالضبط لم تبدء طريقي بعد و لكن لمجىد وضع قدمي على هذه السفينة ايقنت اني أعاقب نفسي و ليس انقاضها ..... ايقنت اني أعاقب بترك أجمل مكان يحن علي و تركي لأناس أحبهم و حياة أعتدت عليها حتى حلمي الذي بقي بيني و بين تحقيقه خطوة تخليت عنه .... اتعرف لماذا؟؟
• لا و لكن اظن انك تعيش بداية اكتئاب بسبب الأحداث التي مررة بها و الصدمة التي مستك .. يمكننا تجاوز ذلك معنا فكل من في الداخل مثلك
• اكتئاب ربما و لكن ليس بسبب مامررت به بل لأنه إتضح كم أنا ضعيف لم أستطع فعل شيء لم أستطع انقاظ والدي بل إختبأت كفأر الحقول لأنه ليس لي الجرأة لمواجهت أختي عندما تسألني ماذا كنت أفعل .انا أعاقب لجبن ذلك المتباهي بتفوقه في الجامعة.
حاول ذلك الرجل أن يشرح له الخطأ في طريقة تفكيره و لكن محمد اصر على ان لا يفتح باب لأي شخص بعد ما مر به و بدا كالصنم الذي لا روح له و أن شرحه تأخذه امواج البحر بعيد قبل ان تصل لمحمد الى ان استسلم و غادر الى داخل الباخرة بسبب برودة الحال بينما بقي محمد ان تقوم عاصفة تقوم برميه في أعماق البحار او حادث بسيط يرميه بعيد ولا يحس عليه أحدالا بعد فوات الأوان.
انقضى الليل و حل الفجر صعد الجميع الى سطح السفينة من أجل الإستمتاع بمشاهدة الشروق ،اما محمد فقد بقي هناك نائما الى ان أيقضه ضجيج الركاب .بقي الجميع ينظر الى الافاق بحماس و كأنهم ينتظرون رؤية شيء ما فنهظ محمد من مكانه و بقي ينظر الى الاتجاه الذي كان الجميع ينظر اليه حتى بدء يلمح شيء .. لحظة انها اليابسة اجل بدأت تظهر اراضي فرنسا و أخيرا انتهت رحلة الجحيم او بدايتها بالنسبة لمحمد .اعلن القبطان عن بقاء ساعة قبل ان ترسو السفينة في ميناء مارساي ،اجتمع محمد مع بقية رفاقه حيث اخبرهم ذلك الرجل انهم سيبيتون ليلة واحدة في مارسيليا ليرتاحو ثم يسافرون الى باريس ليستقلو من هناك طائرة الى نيو يورك و يبدؤو حياة جديدة ،لم يبدو محمد مقتنع بهذه الفكرة فعذاب الضمير مازال يطارده و لم يكن برى انه يستحق بداية مثالية مثل تلك.
اعلنت صافرة الباخرة وصولهم الى الأراضي المعنية و بدء العمال في اخذ تجهيزات من أجل نزول الركاب بالصفة القانونية الخالية من المشاكل ، نزل الجميع بسلم الى ان محمد و رفاقه قد احس بمعاملة عنصرية اتجاههم من الجمارك ميل التفتيش الدقيق الذي لا لزوم له و رمي اغراضهم باهمال و ايضا التصرف معهم بازدراء مثل الحيوانات . اتجه الجميع نحو الفندقةالذي استأجروه للمبيت و كالكل قظ تقاسم الغرف ليبقى محمد الذي لم يجد له شريك فعرض عليه الرجل الذي أحضرهم ان يتشارك نفس الغرفة ،لم يرد محمد باي شيء فاتخذ ذلك الرجل ان سكوته علامة الرضى ،انتقلى الجميع لاخذ قصط من الراحة ما عاد محمد الذي يبدو و ان الاستلقاء على سطح السفينة كان كفيل بجعله يستغني عن تلك الاستراحة فقرر الذهاب و التجول قليلا في شوارع مرسيليا خاصة تلك المباني القريبة من الميناء فتصميها و تواجدها في مكان مثل ذاك لطالم لجذب اعجابه .و قف من بعيد يشاهد ذلك الرجل العجوز الواقف امام باب ذلك البار الصغير الذي يتردد اليه اغلبية بحارة الميناء بسبب الخدمة الخاصة التي يقدمها اليهم ،لقد كان يوبخ ذلك الحارس متوسط الحجم بحرارة ابتسم بديق و هو يتذكر اول مرة ياتي فيها الى هنا قبل 3 سنوات حينما عرض عليه استاذ الادب الفرنسي توصية في احد كليات الادب بباريس و مساعدة للوصول الى هناك و ايجاد عمل مناسب له كطالب .كانت هذه البطاقة الذهبية بالنسبة لمحمد و الذي لم يقم برفضها ،حينها سافر الى فرنسا قبل موعده بثلاثة اشهر