همجية و افتخر:حتى نحن عانينا منهم{5}

0 0 0
                                    

عودة للحاضر،
بقية لوسي ساهية في المنظر الذي امامها ثم اخبرة افنان ان من يومه اصبح القدوم لهذا المكان عادت لا تتغير فبالنسبة لها هذا هو ضريح صديقتها و زوجها ثم اضافة بكل احساس
• لا ادري الى الآن الى ماذا انظر هل مشهد الغروب الذي احب والدك ان يكون شاهد حب لامك او مشهد الدماء في النهر الذي كان اكبر نقطة قوة لامك
• لا أعرف ، هذه اول مرة اسمع هذه القصة من وجهة نظر اخرى لطالمة كنت أظن ان سر هذا المكان هو الجسر نفسه
ابتسمت لوسي لوجه تلك الفتاة فملامحها كانت خليط ممتاز بين بين ملامح قوة مريم و لطف كارل ثم دعتها لمنزلها من أجل العشاء و لكن افنان رفضت الأمر بلطف متحججة برأي جدتها في الأمر و انها ليست في مجاز لمواجهتها و أضافة ايضا انها تريد ان تقوم بعمل أخير قبل عودتها للمنزل .تفهمت لوسي امرها بشرط أن تقبل دعوتها يوم آخر و ستقوم هي الأخرى بإعداد لها بعض الاطباق الجزائرية التي تعلمتها من مريم ثم همت ذاهب بحكم قرب منزلها من الجسر اما افنان فقد ذهبت في الاتجاه المعاكس لها حيث كان سيد ينتظرها .ركبت افنان السيارة و طلبت من سيد ان يأخذها الى مقر الصحافة ، حرك السيارة دون اضافة اي كلمة صحيح ان الفضول انتابه من معرفة ماكانتا تتحدثان و لكن لوارادت افنان البوح بها لفعلت اكمل القيادة بصمت الى ان سألته افنان
• ماذا ستفعل بعد اصالي
• ان لم تعودي بحاجة لي فسأذهب للتدريب فالأسبوع القادم ستكون اول مبارات لي مع فريقي الجديد
• صحيح لقد ذكرتني اعدك اني سأكون حاضرة و بقوة و اخيرا بدأت احلامك بالتحقق فهذا الفريق معروف
• اجل فقد لأكن تحت حسن ظنهم
• انا واثقة انك ستفعل
اوقف سيد سيارته امام المقر الصحفي لتترجل افتان بعد ان ودعته و هو أخر بدوره ودعها و ترجل بسيارته نحو ملعب فريقه .دخلت افنان المقر و اتجهت نحو مكتبها لتضع اغراضها و تفتح حاسوبها لتظيف الى المقال الذي كتبته صباحا "...... صدقني عزيزي القارئ ان المسألة ليست مجرد جماجم موضوعة لتزينة رفوف المتحف الفرنسي بل انها مسألة نخوة و شرف و رد اعتبار ...لم تفهم بعد اذا تعال اجولك قليلا في حي بالفي خصيصا في شارع الفنون دعون نمشي على طول ذلك الشارع.. اوه تعالو لا تقلقو لن يؤذيكم احد هنا انتم بأمانتي ..اجل هل ترون بائع الاثاث القديمة هناك او صاحب المطعم المتواضع المقابل اجل ادخل اليهم و اشترو شيء بسيطا للاكرام بهم قم اسألهم عن باريس التي لا تعرفونها هم سيخبروكم بكل فاصل جميل و بشع عاشته صدوع تلك المدينة اجل ، فالنخرج قليلا من ذلك الجو العاطفي و نتجه نحو جسر الحب حيث ذلك الحبيبان يعلقان قفل علاقتهما الذي سينتهي بعد اشهر و يرمون بمفاتيحه في ذلك النهر ، يا ترى ايعرفون القصة المظلمة لذلك النهر اجل حين اصبح لونه احمر ليس بالحب بل بدماء الجزائرين اجل مفاتيح حبك حين ترسو في قاعه نرسو جنب هياكلهم البريئة المطالبة بالحق ... و الان عزيز القارئ هل ما زلت تصدق كلام ذلك السياسي ..اه بدأت الشكوك تعبث برأسك لابأس فلدي المزيد". ختمت افنان مقالتها لليوم بهذه الكلمات لتغلق حاسوبها و تتوجه الى منزلها و تأخذ قصطا من الراحة بعد هذا اليوم الطويل.
الساعة السادسة و الهاتف لم يتوقف عن الرنين بقيت أفنان تتقلب على السرير متجاهلت اياه الى ان استسلمت رمت الوسادة من على رأسها و حملت الهاتف لترى من يتصل، العجيب في الامر انه كان رقم خاصة بمقر عملها رغم ان وقت مبكر على العمل اعتدلت في جلستها و اجابت ليصلها صوت زميلتها
• افنان اي انتي ؟؟ فرنسا مقلوبة رأسا على عقب و انتي مختفية من الوسط
• لماذا ماذا جرى؟؟
• الم تعرفي بعد؟؟ شغلي تلفازك كل المحطات الفضائية تبث الخبر
خرجت افنان بسرعة من غرفتها لتنزل الدرج الى قاعة الجلوس لتشغل التلفاز و يصلها الخبر الصاعق "سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن حدثت في مساء يوم 13 نوفمبر 2015 في العاصمة الفرنسيةباريس، تحديداً في الدائرة العاشرة والحادية عشرة في مسرح باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دي شارون. حيث كان هناك ثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط ملعب فرنسا في ضاحية باريس الشمالية وتحديداً في سان دوني .بالإضافة لتفجير انتحاري آخر وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع. " بقيت افنان متسمرة مكانها لتتذكر انه كان لسيد تدريب في ملعب سان دوني مساء البارحة و كل هذا بسببها ،حملت هاتفها و بدأت بالاتصال لكن لا رد الهاتف مغلق لا يرن بدأت الافكار السوداية تتراكم في رأسها فإن حصل له شيء لن تسامح نفسها ، غيرت ثيابها بسرعة و خرجت لتستقل اول سيارة اجرة واجهتها و الى الملعب مباشرة، وصلت الى الملعب اعطت السائق حقه و ترجلت من السيارة ليصدمها المشهد امامها سيارات الشرطة متوزعة في كل مكان اضافة الى سيارة الاطفاء و الاسعاف الفدرليون متوزعون يحققون مع الشهود و الشرطة العلمية وسط مسرح الجريمة تجمع الادلة ،هرولت افنان مسرعة لتسأل عن صديقها و بدأت بمزاحمت ذلك الجمع المتفرج لتصل الى الشرطة حتى اوقفتها يد من خلفها و بينما هي تحاول مقاومته تكلم ليوقفها هنا استدارت لتتفاجأ انه سيد فهرعت لتفقده مثل الطفل الصغير وكان القلق و الخوف واضح من عينيها حينها فهم سيد ما تفكر به و بدء بطمأنتها
• لا بأس انت بخر هنا أمامك
• لكن كيف ؟؟ انا تصل بك منذ الصباح و هاتفك مغلق اضافة الم يكن لديك تدريب
• هاتفي؟؟ ربما انتها شحنه و ايضا كانت هناك مبارات مهم البارحة بين فرنسا و ألمانيا لذلك تم تغيير مقر التدريب مؤقتا انسيتي؟؟
• صحيح!!!لم اكن اعرف تعرف لست مهتمت كثيرا بكرة القدم
بعد ان تجاوزت افنان صدمتها سألت سيد عن تفاصيل الحادث فأخبرها انه هناك من فجر نفسه قرب الملعب اضافة الى تفجيرات و هجمات مسلحة اخرة في مناطق مختلقة من المدينة ، ووسط حديثها سمعا صوتا عالي لشب فرنسي قربهما يتهم في كلامه المسلمين على انهم الفاعلون و نعتهم بالارهاب الفسقة و انهم دمار هذا العالم ، هنا سيد لم يتمالك نفسه و اسودت عيناه حتى وجد نفسه فوق ذلك الشب يلكم فيه بكل ما أوتي من قوته فلولا رجال الشرطة التي تدخلت في الوقت المناسب لكان قد قتله حرفيا,شرع احد المسعفين هناك بتعقيم الجروح التي تسبب فيها سد لوجه دلك الشب بينما هو قد نجى هذه المرة من عقوبة السجن المؤقت بسبب التهاء الشرطة بالهجومات الارهابية حينها توجه لأفنان و اعتذر لها ثم ركب سيارته و انطلق بسرعة جنونية مخلفا الغبار وراءه قبل ان يتسبب بمشكلة اخرى اما افنان هي الاخرى توجهت نحو مقر الصحيفة لتجدها مقلوبة رأس على عقب بسبب سرعة الاخبار الجنونية التي كانت تصل من الصحافيبن المتواجدين في مسارح الجريمة هنا يارعت الى مكتبها و فتح حاسوبها لايتقبال هي الاخرى الاخبار من زملائها و نقلها على شكل مقالات نشرتها على المواقع الرسمية للجريدة التي تعمل بها .كان اليوم طويلا مملوء بالاخبار المزعجة و الغريبة نوع ما بدون ذكر تلك الصور المثيرة للغثيان .كانت هذه اول مرة تواجه فيها أفنان خبر حقيقي مثيرا للجدل جعلها ذلك يريه نوع من انواع التحدي المتواحد في عملها الممل خاصة انها كانت محررة مختصة في السياسة و لكن ذلك لم يمنعها من ان تري قدراتها و من جانب آخر كان تفكيره في السبب وراء ردت فعل سيد الغير متوقعة اليوم انتها يوم آخر تمكنت افنان من انهاء جميع اعمالها و العودة للمنزل.
لم تجد افنان اي سيارة اجرة لهذا توجهت الى محطة الحافلة التي كانت فارغة من الركاب بقية تنتظر و كان يدور في رأسها كم ان الأمر غريب فقط في الصباح كانت الأجواء مقلوبة الشرطة و سيارات الاسعاف ،فرنسا كلها مذعورة و الآن و كأن شيء لم يحدث كل شيء هدء . اهكذا تجري الأمور؟؟ اهذه نهاية كل مشكل يحصل ؟؟ ماذا عن الأضرار التي مررت بها ؟؟ ماذا عن قوة تلك الصدمة؟؟ ماذا عن كل اولائك الموتى؟؟ اهذا ما يستحيقونه؟؟ دقيقة صمت من حياتنا ثم فالتعد الحياة الى عهدها. اجل هكذا كانت تجري الأمور هناك أتت الحافلة و استقاتها افنان الى المنزل و بينما هي تحاول فتح الباب اذ تتفاجئ بالخادمة و هي تفتح لها الباب لتخبرها أن العشاء جاهز و ان السيدة تناديها لمائدة الطعام دون اعذار، توجهت افنان نحو غرفة الطعام و استأذنت من جدتها لتجلس و بدأت الاكل بصمت حتى تكلمت جدتها
• يبدو ان يومك كان طويلا و متعبا
• صحيحا فخبر اليوم ليس كل يوم
• اذا مارأيك بماذا حدث اليوم؟؟
• مجرد خلافات سياسية يدفع ثمنه عامة الشعب
• يبدو اني لا اوافقك الرأي في تحليلك
• اذا ما هو تحليلك عن الامر
• فلنعبر عنهم هكذا.. مجموعة اشخاص همجيين و ساديين لهم مرض نفسي يحبون تدمير اسيادهم في الخفاء بينم في الحقيقة يختبؤون وراء دين يتكلم عن السلام و العدل
وضعت افنان ادوات الأكل بقوة على المائدة لتردف قائلة
• لا أفهم سبب كرهك للمسلمين و العرب و مهاجمتهم في كل فرصة لما تفكرين ان وراء كل مشكلة مسلم على الرغم ان فرنسا هذه تقف على ارجلها بفضل مهاجرين عرب اغلبيتهم مسلمين بدون الموارد التي تستغلها بالمجان من دولهم
• لانها الحقيقة الحقيقة التي اعمتك عنها امك و انا احاول ان اضهرها لكي لا خير يأتي منهم انهم عبيدنا و لا غير
• عبييد ؟؟؟ اتعرف ان بلدك هذا يعتمد و بشكل كبير على اموال اولائك العبيد التي ينفقونها هنا للسياحة اجل اولائك العبيد دينهم هو اول من حرم هذا الامر و اعطاهم حريتهم و حقوقهم التي الأن فرنسا تتفاخر بها بينما كانت في ذلك الوقت غارقة في القمامة
نهضت افنان من على الطاولة لتصعد الى غرفتها و تنال قصطا من الراحة تاركتا جدتها تحت صدمت و غضب عارمان هنا هي الأخرى نهضت من على المائدة لتتوجها نحو المدفأة التي عليها صور عائلتها .حملت صورة مريم و بقيت تنظر اليها وهي تمتم ببعض الكلمات" الم يكفك ابني ؟؟ حتى بعد موتك مازالت اعنتك تحوم حول حفيدتي، ايتها العميلة اللعينة افسدتي حياتي".
مرت الايام و عاد كل شيء الى عاهد سبقه . صباح يوم جديد على سيد كان يجهز حقيبته من اجل الذهاب الى التدريب حتى لمح دفترا فحمله و بقي ينظر الى العنوان ( محمد بن طلحة) بقي شاردا هكذا حتى رن جرس الباب، فتح البتب ليجد افنان امامه تلقية التحية ببلاهة و هو بقي مصدوم فهذه اول مرة تأتي الى منزله حينها سألته
• اذا هل سأبق طويلا واقفة هنا امام الباب
• اه! صحيح انتظري دقيقة سوف احظر حقيبتي و اتي
ذهب سيد لاحظار اغراضه ثم خرج هو و افنان نحو سيارة حينها تكلمت
• اتعرف ان تصرفك مثل تصرف امي لطالم كانت تخبرني الخالة لوسي ان امي كانت ترفض دخول والدي الى منزلهما قبل الزواج .و هذا ما فعلته الأن
• آسف لم اقص اهانتك او ما شابه ، فالامر برمته ليس عادات او أخلاق و انما قضية كونك تتبع الين الإسلامي
• كيف لهذا ان يكون قضية دين؟؟
• حسنا لو رايت فتاة الآن تدخل الى ببت شاب اعزب ما هو اول تفكير سيراودك
• انه حبيبها و هناك بعض الامور بينهم لا دخل لي بها
• بضبط هذا ما أقصده رغم انك تربيت على بيت غير مشتد بالدين الا انك فكرة بنفس التفكير .و لهذا منع الاسلام هذا الامر من اجل حماية شرف المرأة و ايضا قذف عرضها و لهذا السبب لم احبب ادخالك منزلي
تفهمت افنان موقف سيد و زاد فخرها بدين الاسلام الدين التي جرتها امها اليه هي و والدها .ركب الشبان السيارة و ذهبا الى المقهى المفضل اليهما ليجلسا على احد الطاولات المتواجدة في الشرفة ثم قدما طلبهما و هنا استغل سيد الفرصة ليطلب من افنان الا تعاود زيارته المفاجئة له و ذلك بسبب خطورة الحي الذي يعيش به و ذلك لتواجد به الكثير من عصابات المخدرات و هي يبررة موقفها بقلقها عليه حين لم يظهر طول تلك الايام اضافة الى معرفتها بتأجيل مباراته المنتظرة لاسبوع آخر ، حينها اتى الموظف ليضع طلبهما على الطاولة و بعد ذهابه سارعة أفان لتسأل سيد عن سبب غضبه و ضربه للشاب ذلك اليوم خاصة و انه شاب هادئ للغاية حينها ابتسم بانكسار و أخرج من جيب سترته الداخلي دفترا و وضعه امامها لطيلب منها ان تقرأه .حملت افنان ذلك الدفتر الذي بدى مميز للغاية و كأنه صنع يدويا لشخص معين .كان ذلك الدفتر مغلف بجلد اسود و ان استخدمت حاسة شمك ستشم رائحة خفية لغراء الجلد و كان مكتوب عليه بأحرف ذهبية(محمد بن طلحة) كان يكمل نفس لقب سيد فتحته لتبدأ القراءة
18/09/1997
بقي يوم على ان اتمم 22 من عمري و هذه سنتي الأخيرة في الجامعة لاحقق حلمي من اجل ان أصبح كاتب ادبي بين اللغة العربية و الفرنسية .
بعد نهاية الحصة الأخيرة اليوم ناداني احد اساتذتي المحترمين ليهديني هذا الدفتر المنقوش عليه إسمي بأحرف من ذهب و أليس فخرا لي ان أكون من رفع رأس عائلتي و فاز بإحترام و حب الجميع من بينهم اساتذته ، والآن انا في المحطة انتظر الحافلة التي ستقلني الى قريتي و عائلتي ، اعرف الأوضاع عندنا سيئة و لكن لا شيء سيمنعني من إمضاء عيد ميلادي 22 بعيدا عن عائلتي .
وصلت بالسلامةالى قريتي فلم يصادفنا في الطريق اي أمر مريب ذهبت الى البيت و الكلعادة كل شيء كما تركته
19/09/1997
انه يوم الجمعة يوم مميز لنا كمسلمين ارتديت اجمل حلة و ذهبت مع ابي لصلاة الجمعة لعدها قضيت وقتي مع بعض الاصدقاء في الحقول نتذكر طفولتنا المتشردة و كالعادة ابي يحضرني الا اتجاوز غروب الشمس للعودة الى المنزل فهناك احتمال قدوم ارهابيين الى القرية .
و بينما انا أقترب من المنزل اذ أشم رائحة ليست غريبة عني ،اتم اتم ان تكون صادرة من منزلي و صحيح انها امي الحنون تعد لي طبقي المفضل فلفل احمر و اخضر مشويان و موضوع فوقهما كمية مناسبة من زيت الزيتون و بجانبها خبزة الفطيرة ( خبز قبائلي) الجميع حول المائدة ينتظرون قدومي و ها نحن الآن نستمتع بإبداع والدتي غربت الشمس نهائيا نهض الجميع بسرعة لإطفاء جميع الأنوار و الشموع و هممنا الى غرفنا حينها طلبت امي ان أنام مع أختي في نفس الغرفة فالأخبار هذه الأيام لا تبشر على خير .
20/09/1997
من المفترض ان أستقل الحافلة التي تعيدني الى العاصمة و لكن الأخبار التي وصلت الى مسامع والدي عن وجود هجامات إرهابية على ذلك الطريق جعلهما يمنعاني من السفر و البقاء هناك الى ان تهدء الأوضاع ستفوتني الجامعة و لكن لابأس يمكنني تدارك الأمر بعد عودتي
21/09/1997
مازالت الأمور تزداد سوء فكل تلك الأخبار و الإشاعات و لم يحدث شيء بعد، هذا الهدوء مخيف حقا و لايبشر على خير .
هناك اشاعة جديدة غزة القرية اليوم يقال انه هناك افراد لعائلة بيننا قد التحقو بالجماعات الارهابية و هذا ما زاد الرعب في الانحاء
22_23/09/1997
جاءت والدتي و ايقضتني من النوم لا أدري كم الساعة الآن و كم نمت و لكن اكاد اجزم انه منتصف ليل و او بقية بعض الدقائق لبلوغه ، كانت تتكلم بخفوت و كأنها خائفة من ان يسمعها احد اخبرتني ان شيء مريب يجري بالقرية فطلبت مني ان آخذ اختي الصغيرة و نختبئ في العلية ثم ذهبت ،فعلت ما طلبت مني والدتي و صعدت انا و اختي الى العلية التي كانت مكتظة بالأغراض القديمة لطالم كنت أطلب من أبي رميها و يحول تلك العلية لغرفة لي و انظر الآن من كان يدري انها يتصبح مخبأ جيدا لنا توجهت خلف بعض العلب المرمية بعشوائية و وضعت فوقنا غطاء قديما للتمويه .
بقية هناك مدة ادعو ان تكون تخمينات والدتي خاطئة الى ان بدت صوت الصرخات تعلو من الخارج و بدأت اختي تتكمش و تإن من الخوف ، طرق قوي على باب منزلنا لكن ابا والدي ان يفتح ثم صوت حطام أظن انهم حطمو الباب و بعدها مباشرتا طلق ناري الاول ثم بعده بقليل الثاني ، طلقين ناريين في بيت و مازلت مجمد هناك، بدأت اسمع خطوات اقدام غريبة هاهي الآن تصعد للدرج، امسكت أختي ووضعتي يدي بفمها بقوة و اليد الأخرى على فمي حتى لا يصدر اي صوت غير مرغوب فيه، اقتربت تلك الخطوات من العلية و ها هي تدخل تمشت قليلا و هي تحطم بعض الأغراض ثم ذهبت اكاد اجزم انها لو تأخرت قليلا لكنت مت انا و اختي اختناقاو ليس قتلا.
حين تأكدت من إختفاء اصوات تلك الخطوات من منزلي نزعت يدي ثم حضنت اختي الى صدري التي هي الأخرى بقيت متجمدة في احضاني ، الا ان جاء شخص و نزع الغطاء من فوقنا شعرت بالفزع في البداية فلم أستطع رأيت شيئ بسبب اشعت الشمس ثم اتضح انها عمتي ،هجمت علينا معانقتا لنا بقوة و هي تبكي بحرقة اما انا فكل ماجال بخاطري مالذي تفعله هنا ؟؟اليست تقيم بولاية بعيدة ؟؟ و اين امي و ابي ؟؟ الم يكن كل ما جرى مجرد حلم؟؟ بقيت تصرخ بنبرة باكية ( انهم هنا ...مازالو احياء ...انهم هنا) جاءت الشرطة و بعض العساكر و أخرجون من البيت لأخذنا للمشفى بالعاصمة كان ذلك المشهد كارثيا عند كل عتبت باب بالقرية شلالات من الدماء رؤوس مقطوعة و معلقة و كأني خرجت من رواية رعب .
المشفى كان مكتظ بعائلات الضحاية التي تقارب عددهم 200 قتيل لا أعرف ان كان هناك غيىنا من نجى و لكن اكتشفت انا أختي امتنعت عن الكلام بسبب الصدمة.
انا الآن لاأكتب من نفس التاريخ فقد مرت ايام و اسابيع لا أدري كم مرّ بالتحديد فقد توقف بيا الزمن بذلك اليوم أجل لم أستطع الخروج منخ ليومنا انا الآن أعيش جثة بلا روح حتى لا أستطيع العودة لحياتي الطبيعية اما أختي فقد كفلتها عمتي و أخذتها معها الى مدينة تلمسان كما طمأنتني انها يتعرضها على امهر الأطباء هناك و ستقدم قربان لأحد الولية الصالحين ، انا لا أؤمن بهءا الهراء فلا شفاء الا بيد الله و هذا ما يمنعني عن قتلي نفس الآن و هو اني ما زلت مؤمنا بالله . اما أختي من يومها لم أعرف عنها شيء و أعرف ان من المبكر قول ذلك و لكن أتمنا ان يكون هناك تحسن في حالتها ، اما انا الآن في الميناء أنتظر الباخرة التي ستقلني الى حياتي الجديدة لم أستطع البقاء هنا أكثر فكل مكان يذكرني بهم حتى اني لم أعد أستطيع القيام بالأمور التي كنت أحبها و منها الكتابة . أظن انها ستكون أخر مرة أفتح فيها هذا الدفتر لأن اظن انه سيبقى دينا على رقبتي ان لم أسجل ما حصل تلك الليلة.
قلبت أفنان الصفحت لتكمل القراءة و لكن كانت فارغة و نفس الأمر بالنسبة لبقية الصفحات حينها لم تتمكن أفنان من تمالك فضولها و شلالات الدموع تجري من عيناها
• ماذا حصل له بعد ذلك؟؟
• اتردين ان تعرفي ؟؟ حسنا سأخبرك بما كان يرويه لي
ثم بدء سيد بروي حكاية والده منذ ان وطأة قدماه اراضي فرنسا و عيناه تبرق من الفخر و الإشتياق له .

همجية و افتخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن