الثامن

29 1 0
                                    


دخلت الي المشفي بخطواتها المعتادة ... لكن ان دققت النظر لن تجد تلك البسمة التي كانت مرسومة علي محياها ... والامعة التي كانت بعينها .. تغيرت كثيرا .. الشكل شكل ميريام .. ولكن الروح تغيرت كثيرا
ذهبت وهي تعلم مقصدها الي اين دقت الباب وانتظرت قليلا حتي تجد الرد
" ميريام " اردف يوسف بلهفة واضحة وهو يقوم من مكتبه ويتجاه اليها
" ازاي حضرتك يا دكتور يوسف "
" سيبك مني انا .. انتي عاملة ايه "
" الحمدلله "
" خير يا ميريام اؤمريني .. "
وضعت ورقة امام عينه .. نظر الي الورقة يقرأ ما فيها سرعان ماهب وقفا ..." انتي اتجننتي ولا ايه ياميريام "
" لا يافندم انا عاقلة وواعية انا بعمل ايه "
" لا ماهو واضح تقدمي استقالتك وتقولي واعية .. "
اخذ نفس محاولة تهدئة نفسه " اقعدي يا ميريام "
" شكرا يافندم بس انا لازم امشي ضروري "

" اقعدي ياميريام كلمتي مش بكررها مرتين  "

جلست علي المضض وهي تحاول الخروج من هنا ولكن كان يجب ان تفعل ذلك
" ميريام انا مقدر حالتك دلوقتي .. وعارف انت بتمري بايه بس ايه دخل شغلك بده ياميريام "

" معلش يافندم انا حاسة نفسيتي مش متظبطة وعايزة اسيب الشغل .. عايزة ابعد شوية عن كل حاجة يمكن انسي .. وكمان في حاجات ضروري اني اعملها وحاسة ان  كل الحاجات ديه هتاثر علي شغلي .. وان مش حابة كدة "

" طيب ياستي هو انا اتكلمت معاكي علي موضوع انك مش بتيجي شغلك .. انا عارف ومقدر حالتك .. واذا كنت عايزة تبعدي ايه رايك انا هديكي اجازة مفتوحة .. سافري واعملي كل حاجة شايفها ضرورية وامتي ما تحسي ان نفسيتك بقيت احسن .. هتلاقي مكانك موجود .. محدش هيقدر يقرب منه "

ابتسامة لاول مرة لكلامه ذلك الذي لم تتطيق كلامه البته  ولكن لاول مرة تري فعلا انه يهتم لامرها
" شكرا لاحضرتك بجد يادكتور يوسف مش عارفة اقولك ايه "
" متقوليش حاجة كفاية اني اشوف إبتسامتك .. قصدي يعني كويس اني اشوفك بخير "
" تسلم  .. استئاذن انا بقي عن اذنك "
" اذنك معاكي "
" اه صحيح يادكتور ... ايه اخبار فارس "
" فارس !! "
" اه قصدي يعني الحالة الي وكلتني بيها "
" اه ... كويس الي حد ما "
" هو انا ممكن اروح اشوفه .. معلش اصل حاسة بالذنب ناحيته شوية يعني عشان سيبته في نص الطريق "
" تقدري تروحي من غير استئاذن كمان "
" ميرسي لزوق حضرتك " اردفت بابتسامة
ذهبت وهي تفكر " تري ماهي حالته الان ؟ .. تعلم انه الان بات في المراحل الاولي لفترة الانسحاب ... تري ماذا ستقول له ؟ اخذت تفكر حتي وجدت نفسها امام باب غرفته ... وجدت هناك حارس الذي تعرف عليها علي الفور
" افتح الباب يا رجب "
" تحت امرك يا دكتورة "

كان يتسطح علي السرير وهو يشعر بالالم يتغلغل في نفسه وجسده معا حتي وجد الباب يفتح ودخلت هي منه .... كالقمر الذي ينير السماء المعتمة هكذا هي .....
قام سريعا يهرول باتجاها .... ولكن قبل ان يتحدث لاحظ ان هناك شي غريبة بها لمعة عيناها انطفئت .. ضحكتها التي اصبحت بهتة ... ملابسها المتلونة بالسواد ... من هذه ؟! ... افاق من تامله بها علي صوتها المتعب
" ازيك يا بطل ...طبعا تلاقيك بتقول عليا ندلة مش كدة " اردفت بابتسامة
" لا لا ابدا .. بس كل الحكاية اني اتعودت علي وجودك وخلاص اديكي رجعتي وهتكملي معايا مش كدة "

سمراء وجميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن