السادس عشر

21 1 0
                                    

خرجت وهي لا تعلم الي اين تذهب ... أتذهب الي اهلها ... ولكن هناك سيعرفها الجميع ايضا ... وستعرض حياة اهلها للخطر ايضا

اين تذهب ... نظرت الي المال الذي معاها حيث كانت الخالة فتحية تعطيها بعض المال من الحين للاخر ... وقررت بهذا المال ان تسافر الي المحافظات التي سوف تهدا بها ... وربما ستتاجر غرفة ... وتبحث عن عمل تصرف به علي ذاتها ... وتتابع احداث القضية من الحين للاخر دون ان يلاحظ احد .. وربما ترجع الي اهلها ف يوم من الايام
ركبت القطار وهي تبعد تمر عليها محافظات حتي وجدت يافطة مكتوب عليها المنصورة ...

قررت ان تجرب حظها وتنزل ف تلك المحافظة لعل وعسي ... تبدا حياة لا توذي بها احد
نزلت من القطار وهي تدور بعينها يمين ويسار لا تعلم الي اين تذهب خرجت من محطة القطار وهي تلتفت مثل التائهة ... حتي وقفت بجوار محل وسالت صاحبه

" بقولك والنبي ي عمي مفيش شقق هنا للايجار "

" انتي لوحدك " استفهم فنظرت له بارتياب جعلته يضحك بود
" متخافيش اوي كدة ... انا بسال عايزة شقق لحالك يعني صغيرة ولا معاكي حد ف عايزة شقة كبيرة "

" لا عايزة حاجة صغيرة علي قدي  "

" ايوة ي ستي شايفة العمارة ديه ... العمارة ديه بتاعتي وفيها شقق للايجار " قالها بود مما جعلها تبتسم بامتنان

" ي فرج الله ده انا لسه بقول ي هادي ... طيب والشقة هنا تعمل ف حدود كام "

" الف جنيه ف الشهر "

" الف جنيه !!! " اردفت بصدمة

" والله ي بنتي ده اقل حاجة واسالي برة " ترددت ماذا تفعل فها هي خارجة من ذلك المنزل وفي جيبها خمسمائة جنيه لا اكثر ... لاحظ الرجل ترددها

" مالك ي بنتي "

" اصل انا لسه هدور علي شغل وبصراحة مش عارفة شغلي هيبقي فيه كام الف جنيه عشان ادفع الف جنيه ايجار "

" ي ستي خدي الشقة اقعدي فيها ودوري علي شغل .. ولو لقيتي سعر ارخص برة ابقي اطلعي منها "

حسنا استحسنت ذلك الحل خصوصا انها فتاة واين ستبيت ليلتها الاولي

" خلاص ي عمي تعالي وريني الشقة "

دلفت الي منزلها الجديد وهي تتفحصه بعينها
حسنا ليس سيئا عبارة عن غرفتين متوسطتين الحجم وصالة جميلة وهادئة ... "خلاص ي عمي هنمضي العقد امتي "
" ف ظرف يومين بالكتير "
" يومين !! طب ده انا معنديش حتة ابات فيها "
" ي ستي عارف واضح عليكي اصلا ... اقعدي فيها اليومين دول .. انا عندي بنات برضو "

" روح ربنا يستر ولايك "
" اهو الدعوة ديه عندي بالدنيا ... الا قوليلي انتي اسمك ايه "
" اسمي امي ..... مريم "
" عاشت الاسامي ي ست مريم "
" عن اذنك بقي اسيبك ترتاحي "
ذهبت تتفحص الشقة اكثر وهي تتجول فيها نزلت دموعها علي وجنتيها وهي تري نفسها وحيدة بدون اب او ام او اخوات حتي من كانوا يهونون عليها ضيقها لم يعودوا موجودين ... اخذت تبكي كما لم تبكي من قبل تود لو تصرخ وتفجر ما بها من هموم .. ولكنها حقا لا تستطيع ... اخذت تبكي حتي نامت ف مكانها علي ارضية الغرفة ... نمت وهي تتمني ان تستقيظ وتجد ان كل ما مرت به لن يكون سوي كابوس .. وتقوم منه علي اصوات فيروز التي تسمعها ميريام
تري ما الذي ينتظرها ف تلك الحياة ؟!

سمراء وجميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن