سمراء وجميلة

التاسع عشر

" بس وهي ديه حكايتي " انهت كلامها وهي تلتقط اخر منديل من العبوة وتمسح به انفها

" ده انتي جبل ... كل ده عديتي بيه " اردف هو واثار الصدمة مازالت واضحة علي وجهه
" الله يكون ف عونك بجد " قال وهو يربت علي كتفها بمواساة ... نظرت هي اليه وجدت نظرته خليط من الاشفاق والصدمة
" بقولك ايه انا اكره ما علي قلبي اني اشوف نظرات الاشفاق ديه ف عنين حد بيبصلي "

" والمفروض اعمل ايه يعني او ابصلك ازاي بعد كل اللي قولتيه " اردف هو باستنكار

" يعني وده يهم تلاقيك شايفني زي ما الكل شايفني لعبت مع ناس مش قدها والمفروض مكنتش عملت كدة مش كدة مش هو ده رايك " اردفت بغضب شديد والدموع مازالت تنهمر علي وجنتيها

" اولا انا متكلمتش ولا قولت كدة وبعد مين قال اني شايفك غلطانة " اردف هو محاولا تهدئتها

" مين قال !!! ده انا مفيش حد عرف حكايتي الا ومقليش كدة " اردفت ببكاء شديد

" ايوة بس انا مقولتش كدة تحبي تسمعي رايي بصراحة " اردف بهدوء ورفق محاولا تجنب غضبها وانهيارها

اومات لها بايجاب وهي تحاول ان تمسح غمامة الدموع التي تسيطر عليها

" مش هقولك انك ملعبتيش مع ناس اكبر منك لا انت دخلتي النار برجلك اليمين زي م بتقولي " حاولت مقطعته ولكنه اردف بحزم وشدة جعلها تصمت " انا لسه مخلصتش كلامي عشان تقطعيني لما اخلص كلامي تقدري تردي " اخذ نفس عميق ثم اكمل

" بس انا بصراحة مش هقولك ان ده غلط لا بالعكس انتي عملتي الصح جدااا ... وبصراحة انا معرفش عندي شجاعتك ديه ولا لا اني اقف ف وش الناس ديه بالشكل ده لا بجد شابوه ليكي ... "

" بجد يعني مش شايف ان ده تهور مني " اردفت وف عينيها نظرة امل بانها لم تخطي من البداية

" لا طبعا مش تهور ديه شجاعة بس بصراحة يعني انتي شجاعة جداا بس كان المفروض تخدي احتياطك شوية
كان المفروض تتطلبوا بحماية ليكم سوا انتي او مديرك لان انتو برضو عارفين ان الناس ديه مش بترحم او مثلا تكتبي بأسم مستعار ... بس ف الاخر الحمد لله ربنا نجاكي منهم "

" طيب ومش شايف ان اسيب بيت الظابط اللي كان ماسك القضية ده تهور "

" لا مش تهور طبعا ... اهانك وحسسك انه ليه فضل عليكي مستنية تعملي ايه غير كدة ... متهيألي انك شخصية عندها عزة نفس وقوية جدااا ... اللي تصبر علي كدة ده المفروض يسموها المرأة الفولاذية " اردف وهو ينهي جملته بابتسامة جعلتها تشعر بالراحة وهي تبدله نفس الابتسامة