واهم انت!
حين ظننت أن رحلة حياتهم توقفت عند رحيلك حين بكيت خوفا من انكسارهم حين أفزعتك فكرة بقائهم على قيد ذكرياتك حين أرقك ضميرك معاتبا بأنه كان ينبغي عليك أن تتجرع المزيد من الصبر قبل أن تفارقهم.
واهم أنت!
حين آمنت بأن النوم لا يطرق أبوابهم حين تصورت وجوههم شاحبة إثر غيابك حين توقعت بأن وجودك الدافع الأول لنجاحهم فانشغلت عن أحلامك بأحلامهم حين اعتزلت الحياة وكل ما يربطك بها
وفضلت الاعتكاف على شرفة انتظارهم.واهم أنت!
حين قضيت الليل برفقة ذكرياتهم وخيل إليك بأنهم في الطرف الآخر يرتعدون قهرا من وحشة الحنين حين كتبت لهم بدم قلبك على أمل أن يخلد عبق رسائلك بين حناياهم حين هجرت الرفاق، والكتب، وهواياتك وشغفك بكل الأشياء، وجعلتهم عالمك الأوحد الذي لا ترى السعادة إلا من خلاله.واهم أنت!
حين بررت انسحابهم المفاجئ باسم الظروف، بحجة الظروف حين سجنت نفسك داخل زنزانة الأمس ورفضت كل فرصة بإمكانها أن تصافحك نحو آفاق جديدة، وتمنحك بهجة التحليق حين اتخذت البكاء عادة يومية من بعدهم واعتنقت الحزن وما عدت تمجيد إلا لغة الشحوب والانكسار وفقدت قدرتك على مواصلة التقدم والأمل منذ أن وادعتهم.واهم أنت!
حين اعتقدت بأن تنازلك عن كرامتك سيرضيهم حين أقمت في مدائن الخيال عمرا ورسمت ألف مشهد للقاء
ورثبت ألف موعد مؤجل تعرف بأنه لن يأتي حين انطفأ شبابك، وذبلت وريقات أيامك
وأنت تنتظر مجيئهم بقوافل الوفاء حين عشت من أجلهم وبالغت بالولاء لهم وارتبط مسمى الأمان بقربهم حين أفرطت بالنقاء في أرض بات النقاء فيها غريبا.
أنت تقرأ
لست اسفه
Romanceتدريجيا يتضاءل خوفي من خسارة الأشخاص ومم كان ينبغي أن أخاف ! من فقدان وجود کالعدم ؟ من التفريط بظلام يكسو أيامي ؟ من التنازل عن حلم لا يأتي إلا بألم ؟ من التخلي عن يد ماعرفت يوما كيف تُصافح متاعبي ؟ فليذهبوا تباعا إلى جحيم الفراق وإنتي والله لست آ...