على ناصية الانتظار
تفترسك الأفكار العابثة
تجوب أزقة الدمع حتى لا يتبقى لديك سبيل آخر للبكاء
تصطبر بأمل هزيل
تحمل على راحتيك تُقل تساؤلاتك الحائرة
تتآكل أغصان أحلامك الورقة شيئًا.. فشيئًا
تختلق ألف مشهد لن يجمعك الواقع به
وتتأهب لمواعيد منسية من صنيع خيالك
وتُرتب الكلمات للقاء
ضيع الطريق لقلبك منذ لحظة الوداع الأخيرة!على ناصية الانتظار
يُمرضك الشوق؛ فتتداوى بالذكريات، يؤرقك الأمس
فيتسرب منك العمر وأنت تعيش تحت سقف الماضي
تغتال أطرافك أنياب البرد، وتبقى مكانك لا حراكأوجاعك عارية تترقب معطفاً من رماد
تُحصي ليالي الغياب الطويلة
وتستجدي الصباحات أن تباغتك برسالة
دفعت أيامك ثمن فرحة وصولها، ولم تصل!
على ناصية الانتظار
تتشابه في عينيك كل اللحظات
تقرع الابتسامات نوافذ أيامك وتتجاهل عبورها
يزورك الضوء من كل تجاه
وتفضل الانغماس في ظلامك
تكتشف اغترابك عن كل ما يحيط بك
فأنت لا تبتغي سوى عودة
تظن بأنها طوق نجاتك الوحيد للرجوع لنفسك
بينما هي تلك التي جعلتك غارقًا
في محيطات خوفك دون محاولة لإنقاذك
على ناصية الانتظار
تُحب كل الأصوات التي تُذكرك بصوت ذلك الغائب
ترتحل لكل الأمكنة التي كان يمر فيها
ظناً منك بأنك قد تتعثر في رائحتهتتوهم بأنك المعني في كل كلمة يكتبها
وتكاد تؤمن بأن حكايتك كُشف سترها؛ فتقرؤها في كل قصيدة
وترثيها مع كل لحن
وتتلمس نزيفها في كل الممرات
في كل الشوارع التي تواسيك بصمتها.
على ناصية الانتظار
هناك الكثير من ضحايا الوفاء
وجثث الشعور الزائف، وقتلى على حافة الحياة
على ناصية الانتظار
كل شيء قد يحدث إلا عودة من تنتظره
فقد يكون في مكان أبعد من الالتفات إليك
وفي حال أسعد من التفكير بك
لا أحد يستحق كل هذا الشحوب الذي يعتريك
لا أحد يستحق أن تكره نفسك في سبيل حبك الجارف إليهلم يتخلف عن موعده سهواً!
ولم يورثك كل تلك الهزائم مرغماً!
ولم يُغادرك إلا وطاب له الفراق!ولم يذيقك مرارة اليُتم إلا حين استسهل هوانك!
احزم أمتعة جراحك
ولا تُطِل النحيب على ناصية الانتظار
فما عاد في هذه البقعة المشؤومة زاوية تتسع للأنقياء.
أنت تقرأ
لست اسفه
Romanceتدريجيا يتضاءل خوفي من خسارة الأشخاص ومم كان ينبغي أن أخاف ! من فقدان وجود کالعدم ؟ من التفريط بظلام يكسو أيامي ؟ من التنازل عن حلم لا يأتي إلا بألم ؟ من التخلي عن يد ماعرفت يوما كيف تُصافح متاعبي ؟ فليذهبوا تباعا إلى جحيم الفراق وإنتي والله لست آ...