همسات عاشق

سأرحل ولكن

إهداء الي الراحل الباقي {أستاذ عمرو العراقي} رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

أستيقظت  من نومي كعادتي ولكن اليوم أشعر أنه مختلف
أشعر أنني لم أحزن قط
حتي جسدي شعرت أنني أستطيع الطيران في هذه اللحظه
لا أتذكر ماذا حدث
تركت فراشي وخرجت لأجد أمي تُحضر الفطار كعادتها فألقيت عليها صباحي المعهود
ولكنها لم ترد علي
قلت لنفسي ربما كان صوتي منخفض ولم تسمعه
فكررت ألقاء الصباح عليها مره أخري فلم ترد علي
جلستُ أفكر هل فعلت شيء جعلها غاضبه مني لذلك لم ترد علي؟
أبحرت كثيراً حتي وصلت إلي شاطيء النسيان فقررت مواجهتها  وتقدمت إليها ووقفت أمامها ورجوت منها مسامحتي
ولكنها تجاهلتني كأنها لا تراني وبينما أنا غارق في دوامه الحيره صُعقت مما حدث
لقد رن هاتف والدتي وذهبت لتأتي به
لقد اخترقت جسدي
ولكن كيف؟
يستحيل أن يحدث هذا
قُلت لنفسي خانتني عيناي لأنني أستيقظت للتو لم أفق بعد
فذهبت لأرتدي ملابسي ووقفت أمام مرآتي
كما هي لم تتغير ولكن أين أنا
وأين صورتي حاولت أن اغمض عيني وافتحها حتي أفيق من تلك الهلاوس ولكن دون جدوي
حتي ظلي رحل فصرخت متخذاً الصراخ قارب النجاه الوحيد علي أمل أن يسمعني أحد ولكن لم ينتبه أحد كأن الهواء سجن صوتي بين جدرانه
خرجت لأجد من يكلم امي علي الهاتف يقول لها البقاء لله  لقد توفي ولدك
حاولت استرجاع شريط ذكرياتي
حاولت وحاولت حتي بدأت أتذكر
لم أتذكر بسهوله ولكن تذكرت
لقد كنت في عملي وكان هناك لص  سرق شئ و فر هارباً
حاولت اللحاق به ولكن الموت لحق بي قبله  ولكن إن كنت قد رحلت فكيف أنا هُنا لم أجد إجابه لسؤالي ولكنني قد شاهد من أعرفهم كلهم منهم من لم أقابلهم منذ فتره ومنهم من كُنت يومياً معه  علي رغم فرحتي من أنني أشاهدهم حزين لأنهم لا يروني
بقيت في حيره من أمري حتي حان موعد الرحيل سأرحل ولكن سأكون باقِ في قلوب من أحبوني بصدق فالحب الصادق لا يستطيع أحد أن يفرقه
حتي     الموت
أعلم أنكم ستتذكرونني وحتي موعد اللقاء سأشتاق أليكم ولكنني سأكسر الاشتياق وسأكون معكم دائماً
أحبكم جميعاً