« بـنـات الـعـم-٢#سلسلة_وصية( متوقفة)

~الفصل الأول~

الحلقة الاولى ~ بنات العم

_______

قُلْ إنَّني الخطأُ الصَّحيح.

-       مريد البرغوثي.

أنفاسهُ ثقيلة من شدة الألم .. يشعر بيدٍ تخنقه بِلا رحمة، وقلبهُ ينبض كأنهُ ركض مائة ميلا بُدون توقف، يرتعش بقسوة ويصرخ للنجدة، نجدة من الغرق الذيَّ يعلم نهايتهُ بها ...

مشهد أخر، بأعُين قاسية وبُكاء لاينتهي، بكاء أم على وليدها البكر، ونظرات تُهلكهُ .. لازالت تُهلك قلبهُ.

شهق بعُنف وكأنهُ كان يحبس لأنفاسهُ،حين أستفاق وعيهُ بالكامل ..أستطاع أن ينتبهِ إلى صوت الطَرق العنيف على بابهُ . أسرع راكضاً يفتحهُ .. ليُقابل خادم خالهُ "جليل" وهُو يُصرح لهُ:

-       إلحق يا شاهين بيهِ .. عمك نادي الصاوي مات ..

إتسعت مُقلتيهِ مشدوها لتلك الكلمات، قال وهُو يُعدل من هندامهُ قائلاً:

-       مالك ياجليل على الصبح؟ عمي مين اللي مات؟!

وقد توقف لبُرهة من الزمن، ثُم أتسعت حدقتيهِ وقد تذكر بالفعل بأنهُ كان لديهِ عم أكبر !!!

وكان رجَل لديه مزارع كبيرة أعتّاد بصغره الذهاب إليهِ رفقة أخيهِ..

اسرع شاهين مع جليل إلى الأسفل حتى يتأكد من خالهُ عن صحة تلك الأحاديث .. ليرى بِصُحبة خالهُ، رجُلا غريباً .. قـال خال شاهين (محمد):

-       تعالَ يـا شاهين..

كانت نظرات شاهين تُعبر عن الريبة الكبيرة بخُصوص أمر عمهُ الذي مات ولم يتواصل معهُ قبلاً ..

مدّ ذلك الرجُل يده بملامح آسفة وهُو يُعرف عن نفسهُ:

-       أنا مؤيد نصر .. مُحامي عايلة الصاويِّ .. محامي عم حضرتك ..

تنهـد شاهين باختلال وهُو ينظر إلى يده الممدة وقد صافحها ثُم أبتعد يجلس أمامهُ، أردف شاهين:

-       يعني عمي، أخُو والدي مات! وأنا داخلي إيه بِكُل ده، آسف يا أستاذ مؤيد بس أكيد أنتَ عارف إني بقالي 7سنين وأكتر علاقتي بكل حد في العايلة مقطوعة و...

قـال مؤيد وهُو يُعدل من نظارتهُ:

-       أنا عارف كُل حاجة يا شاهين، بس أنتَ مش مُجرد واحد هيورث عمهُ ..

مـد يدهُ بورقتين .. أخذهم شاهين يقرأهم في إنتباه .. لتشحب وجههُ، ليقُول:

-       يعني عايز تفهمني إني في الوصية دي ولازم أكون علشان تتقرأ؟

هز مؤيد رأسهُ .. لينفث شاهين الهواء بتعب .. هُو لم يتوقع بيوم وليلة أنهُ سيعود إلى تلك العائلة أو حتى يعود كـ فرد من عائلة الصاوي بعد طرد والدهُ منها ..