~الفصل العاشر~

806 35 45
                                    

الفصل العاشر [ رواية بنات العـم_غصن الروُح].

***

جلبَّ لها عصير تُفضلهُ، وجلس ينتظرها هبوطها من غُرفتها، مضى شهر على وجودهُ بينهم، كلما حاول أن يتقدم بخطُوة لكسب قلوبهم وثقتهم، يخسرها بمائة خطوة .. وجدها تهبط بِبُطيءِ وهي متوترة، ابتسم لها يخُفف من حدة التوتر ..

وظلت صامتة حتى قالت بتساءُل وهي تتشبع من النظر من عينيهِ:

-      هو أنتَ بقيت تكرهني؟

ابتسم وهو يُربتَّ على كفها:

-      لأ يا جليلة، مُستحيل أكرهك ..أنا بس خايف عليكي .. خايف تأذي نفسكِ وأنتِ مش واخدة بالكِ.

ضمت شفتيها تحاول ألا تبكي، لم يهتم لها أحد لتلك الدرجة منذ وفاة والدها حتى إخواتها كل واحدة لها حياة داخل غُرفتها لاتشاركها إياها ولاتُعينها ..

قال وهو ينظر نحوها بفضُول:

-      قوليلي كل حاجة يا جليلة، أحكيلي إيه اللي واجع قلبك؟

نظرت لهُ كان على ملامحها الاضطراب ظاهرًا، ولكنه يعلم من نظرة عينيها بأنها ستبوح بما يأكلها من الداخل.. قالت:

-      أول ما أتولدت كانت صابرين بتكرهني، صابرين شيفاني إني سبب أن ماما تموُت، فعلشان كده كانت بتتجنبيني وبعدين كرهها ليا كان بيزيد لو حد أهتم بيَّا، لأنه برأيها مليش الحق في كده، أكون أخدت ماما من وسطهم واجي وكأن الحياة ماشية عادي .. بس أنا حاولت والله يا آبيهِ، حاولت كل مرة أكلمها، لما كان تجاهلها بيزيد كنت باكل .. بستغل وقتي في الاكل لغاية لما كنت وزني صعب جدًا، وبابا كان ميقدرش يقولي حاجة .. وحاولت أروح لدكاترة تغذية، بس كل ماكانت تحصل بيني وبين صابرين خناقة، كنت أكل.. وأتخن، في المقابل في المدرسة كانوا بيتنمروا عليَّا بأبشع الطُرق..

قاطعها شاهين بتساءُل:

-      محكتيش لحد؟

هزت رأسها بالنفى قائلى:

-      كانت معايا ساعتها صابرين ..

شحب وجههُ .. وظهرهُ ضيقهُ الشديد، ورغب بأن يذهب وأن يمسك بيدا صابرين يزمجرها على أفعالها المنحلة، كيف لها أن ترى أختها تعاني وتتركها، كيف لها أن تتركها تُذل وتعيش في حالة مرضية دون أن تبالي بها، دون أن تفكر بها أو بأنها من الممكن أن تفكر بالانتحار ..

مسحت دموعها هربت من عينيها وأكملت:

-      صابرين مكنتش بتعمل حاجة .. وحتى مقلتش لحد في البيت، بس أنا كنت عايزة أخس بأي طريقة مكنتش عارفة أنتظم على أي دايت او اي حاجة، لغاية لما لقيت إني لمَّا أتقيأ الأكل في أول اليوم ميبقاش عندي شهية أني أكل بعدين، وأستمريت لسنتين وخسيت .. وكنت ساعتها طلبت من بابا ينقلني لمدرسة تانية .. وحصل.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 13, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

« بـنـات الـعـم-٢#سلسلة_وصية( متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن