الفصل التاسع _ رواية بنات العم [ غصن الروُح]
****
كانت تشرب من قدح قهوتها وهي تشعُر ببرودة تُصيبها من الأجواء بينهما، بعد شجارها العنيف مع شاهين والذي فطر قلبها من نقدهُ الشرس لها، جعلها تؤكد نظريتها وأنهُ يفعل ذلك حتى يجعل إخوتها بجانبهُ ويظل يرأس الشركة.. ومن هنا قررت الاتصال بـ علي ومقابلتهُ ..وكان هو فقط ينظر إليها يراقبها ويراقب عينيها القلقتين أسفل عيويناتها –نظارتها- والتي كانت زرقاء بمظهر مُضيءِ..
كان يشعر بتوترها منذ وصولهُ خصوصًا إرتجاف كفها، فقالت وصوتها به بحة من التوتر:
- أنا فكرت في طلبكَ، بس ممكن أعرف إي اسبابك؟
ابتسم بجانبيه يقُول وقد عقد حاجبيهِ:
- وهو لازم يبقى في اسباب غير إنِ مُعجب بيكِ؟
ابتسم وهي تنظُر إليه:
- أنا وأنتَ عارفين أوي إنه مش السبب، خصوصًا إنك مش هتحبني في يوم وليلة علشان بنشرب نفس القهوة.!
تنهد يزفر الهواء بارتياح خصوصًا حين شعر من طريقة حديثها بأن موافقتها أيضًا ستكون لاسباب، لذلك بدأ يتحدث بصوتٍ هاديء:
- عايز أعيش ليلى في بيئة مُستقرة بوجود أمُ، خصوصًا إنها ملحقتش تحس بوجودها، وأهل مراتي عايزين ياخدوا ليلى مني ..وأنا مستحيل أتخلى عن بنتي..
- وطبعًا، بجوازكَ ممكن يضمن أنها تكون معاكَ..
هز رأسهُ موافقًا لكلماتها، ضمت شفتيها في تفكير وهي تاخذ رشفة من قدح القهوة، كانت ملامحها جميلة بل أقرب لفاتنة ولكنها تخفي أنوثتها بداخل تلك الملابس الرسمية والتي أشبه برجُل.. بنطال وقميص وبليز أبيض، تلملم شعرها على هيئة كحكة ولكن فرت منها خُصلات لتهبط بنعومة على عينيها .. وعينيها ابتسم وهو ينظر لعينيها بغرامٍ، لها نوع من السحر لم يترجمهُ.. بعد.
- كل واحد لينا أسباب وشروط، وأنا موافقة .. بس لازم تسمع شروطي .. ولازم توافقيني عليها
أومأ رأسهُ، فتابعت:
- أنا عايزة أضمن الشراكة دي خصوصًا إنهُ هيبقى ليكِ اسهم في الشركة.. وعايزة أطلب منك طلب لازم توعدني إنك هتعملهُ.
هز رأسه يستمع لحديثها بانصات، فقالت وهي تسند ظهرها بالمقعد:
- بعد 6 شهور بالظبط، هيحصل اجتماع في الشركة وفي حياتي الشخصية، بس الشركة اهم، هيقرروا لو شاهين هيكون الرئيس ولا أنا..
- وطبعًا عايزني أصوتَ بأنكِ تكون الرئيسة؟
- لأ، بأن شاهين يطرد من الشركة..
قطب حاجبيهِ وهو يلوي شفتيه باستغراب تام، فقالت:
- مش مهم أسبابي، خصوصًا إن دي حياتي الشخصية.
أنت تقرأ
« بـنـات الـعـم-٢#سلسلة_وصية( متوقفة)
Romanceالمُقدمة. _ رواية بنـات العم (( غصن الروح)). *** ضُوء .. إنتباه تام لذلك الضوء الصادر من بعيد .. لازال يبحث عنهُ منذ أن اختفى، لازال يردد كلمة (أغيثوني) ومشهد بكاءهُ وإنتظار ذلك الجثمان .. يحُفر بطياتهُ الكثير والكثير، كرهَ نفسه وظنْ بأنهُ يستحق ذل...
