~الفصل الثاني~

497 30 15
                                    

الفصل الثاني من رواية( بنات العم)_ غصن الروح.

***

ينتفض جسدهُ عدّة مرات، كان يتنفس بصعوبة تلك الذكرى التي لاتُريد أن تمحو من عقلهُ، تريدهُ أن يظل عالقًا بتلك الذكريات الآليمة، وأن يشعرهُ بكم هو آثم .. تذكره ذلك اليوم، ظهور نتيجة ثانويتهُ وحقق مُعدل لم يرضَ والديهِ بهِ فـ مُقارنة بـ(جُواد) الذيِّ حصل على معدل عالي يدخُله كُلية سياسة واقتصاد بدُون واسطة أو حتى بمالٍ جعلهم فخرين بهِ. ولكنْ جُواد كان قد وعد أخيه بأنه سيجعله يقود سيارته حيثما يريد وقد أقنع والديه بأن شاهين بذل مابستطاعتهُ لكي ينال هذا المجموع..

يتذكر هذا اليوم كأنه أمس، كان شاهين جيدًا كفاية بالقيادة وقد وعدهُ والده بسيارة، لذلك لم يشعر بالتوتر في قيادة السيارة بسرعة عالية ولكنْ تفاجأ حين أخبره جواد:

-      وطي السرعة يا شاهين، إحنا داخلين على مكان منحدر ممكن العربية تتقلب بينَّا.

أقشعر بدن شاهين صدمة حين حاول أن يضع قدمهُ على الفرامل ولكنها لم تعمل، بُهت بشكل مُرعب يصرخ بأخيهِ:

-      مش عارف يا جواد، الفرامل مش شغالة.

زُعر جواد والذي حاول أن يمسك بالمقود يقودهُ بناحية أخرى تُنجيهم من أي مصائب، ولكن لم يلحق، فنهاية المنحدر .. نهر.

لذلك فتح حزام الأمان الخاص بأخيه، وحين كاد أن يفعل لنفسهُ كانت السيارة أصبحت بجوف الماء .

أستيقظ شاهين من نومهُ مزعورًا وهو يشعر باختناق كامل بصدرهُ، كان جسدهُ باردًا وكان متعرقًا بشدة، تنهد يزفر الهواء بشيءِ من القوة حتى أفاق من كامل هواجسهُ، نظر للساعة وجدها الثالثة فجرًا، نهض يغتسل ويتوضأ ليُصلي، كان يتذكر أخيه ويبكي ... شعور الذنب لم يمحو قط، كيف سيحدث ذلك وكل يوم يستيقظ على تلك الذكرى، ووجوه الآخرين لازالت عالقة بعقلهُ تشير عليه بكلمة (( مُذنب)).

تمنى للحظات لو كان هو الذي مات.

___

رأى الفطور جاهزًا وتفاجأ بأن الجميع لايتناولوا الافطار سويًا، سأل الخادمة بصوتٍ متزن:

-      يعني محدش متعود يفطر مع حد؟

توترت الخادمة ولكن نظرتهُ الهادئة جعلتها تُجيبه:

-      أصل المرحوم نادى بيه مكنش بيجبرهم إنهم ينزلوا يفطروا معه، خصوصا إن كل واحدة كانت مشغولة .

ضحك ساخرًا:

-      إيه اللي هيجرا لو قعدوا عشر دقايق سوا حتى!

شكرها فرحلت، وظل هو يتناول طعامه بمفردهُ، حتى بعد رحيله عن منزل والديه، كان خاله وزوجته (هدّية) يقدسون تناول الطعام معًا، ولذلك شعر بالغربة لجلوسهُ بمفردهُ ينظر للمقاعد الفارغة بضجر .. وجد أتصال من مؤيد، فأجابه:

« بـنـات الـعـم-٢#سلسلة_وصية( متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن